السبت، 6 سبتمبر 2025

بن السعدي عبدالله بن سيدي علي قامة من قامات التربية والتعليم

في دروب الحياة، يمرّ بنا أشخاص يتركون بصمات لا تُمحى، ويغرسون في أرواحنا قيما تظلّ خالدة، هم كالنور الذي يضيء لنا الطريق، وكالينبوع الذي يروي ظمأ العقول، ومن تمام الوفاء وحُسن العرفان لأهل الفضل أن نُثني عليهم، وأن نرفع ذكرهم تقديراً لجهودهم المباركة، قبل أن تغيب عنّا أجسادهم، فكثيرا ما نُؤجّل كلمات الثناء، حتى يفوت الأوان وتصبح مجرد رثاء.

​وكلمة حقٍ ووفاءٍ، هي ما نُقدّمها اليوم لمُربي الأجيال، الأستاذ بن السعدي الحاج عبد الله بن سيدي علي، الذي لا يُعدّ مجرد مُعلّم، بل هو قامةٌ علميةٌ وتربويةٌ شامخة، ونموذجٌ يُحتذى به في الإخلاص والتفاني، لقد وهب حياته لرسالته النبيلة، رسالة التربية والتعليم، مُسلحا بإيمانٍ عميقٍ بأن بناء الإنسان أهم من بناء أي شيء آخر.
​لقد كان بن السعدي الحاج، معلما ومرشدا، يغرس في نفوس طلابه القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة، مُعلما إياهم أن النجاح الحقيقي لا يقتصر على المراتب العلمية فحسب، بل هو قبل كل شيء في بناء الشخصية السوية، وتهذيب السلوك، ونقاء القلب، لم تكن فصوله الدراسية مجرد أماكن لتلقين الدروس، بل كانت محاضنا لتربية العقول وتنمية الأرواح،
​أثره المبارك ما زال حيا في كل من تتلمذ على يديه، فمنهم من أصبح أستاذا، ومنهم الطبيب والمهندس والممرض، ومنهم الجندي والشرطي، وموظف الإدارة، بل وحتى عامل النظافة، كل واحد منهم يحمل في ذاكرته وجه ذلك المُعلم الوقور، الذي كان لا تفارقه الابتسامة، ويغمرهم بعطفه وحنانه، ويهديهم بعلمه وحكمته.
​كان صاحب هيبة ووقار، لكنه في الوقت ذاته، وكان ولا يزال كريم السجايا، طيب القلب، محبا للخير، سبّاقا إليه، لاينتظر جزاءً أو شكرا، بل هدفه الأسمى هو أن يرى الخير يزدهر في كل مكان.
​إن أثره وعطاءه يظلان شاهدين على مسيرته الحافلة بالخير في ميدان التربية والتعليم، وفي وجوه الخير عامة، ولذلك من الواجب علينا أن نرفع أيدينا بالدعاء له، بأن يمنّ الله عليه بالشفاء العاجل، ويُبارك في عمره، ويجزيه خير الجزاء على كل ما قدّم.
​وفي الختام، نسأل الله أن يختم لنا وله بالحسنى، وأن يجمعنا به في جنات الفردوس، جزاء ما قدّم من جهد وعلمٍ، جزاء ما غرس من خيرٍ وعطاءٍ، فقد كان في مهمته التربوية والتعليم بحق نورا يضيء دروب الأجيال.  

النفوس الطاهرة والقلوب السليمة تصنع الطمأنينة

صناعة النعيم في صدورنا

​في هذا العالم المتسارع، الذي يغرينا بالبحث عن السعادة في كل ما هو خارجي، من ممتلكات، ومناصب، وثناء، ينسى الكثيرون أن النعيم الحقيقي ينبع من الداخل، إنه ليس شيئا نكتسبه، بل هو حالة نصنعها بأنفسنا، إنها حالة الصدر السليم، الذي لا يحمل غلاً ولا حسداً، ولا ضغينة ولا حقدا، إنه القلب الذي يرى الخير في الآخرين، ويلتمس لهم العذر، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، إنه القلب الذي لا يجد صعوبة في المسامحة والصفح، ولا يعبأ بما قيل أو فعل، لأنه مشغول بما هو أسمى وأبقى.

​إن الصدر السليم هو جنة الدنيا. تخيل أن تعيش بين الناس بقلب أبيض، لا تتأثر بكلمة قيلت في غفلة، ولا تلتفت لنظرة حاسد، أنت حر من قيود الماضي، ومتحرر من ثقل الحقد، هذه الحرية بحد ذاتها نعيم لا يُضاهى، إن من يمتلك صدرا سليما، لا يحتاج إلى جدران عالية ليحمي نفسه، فجدار قلبه منيع ضد كل سوء، يستقبل الناس بحب، ويودعهم بسلام، ويبقى أثرهم طيبا في حياته حتى وإن ابتعدوا.

​النفوس الطاهرة والقلوب الشاكرة

​إن الصدر السليم ليس بمعزل عن بقية جوانب النفس الإنسانية، هو نتيجة لعملية بناء متكاملة تبدأ من الداخل، إنه يتجلى في النفوس الطاهرة، التي تأنف من الخبائث، وتتطهر من شهواتها، وتتسامى عن صغائر الأمور، إن النفوس الطاهرة هي التي تنظر إلى الحياة بمنظار النقاء، فترى الجمال حيث لا يراه الآخرون، وتستشعر الطمأنينة حيث يسود القلق، إنها نفوس لا تعرف التلون، ولا تحمل وجهين، بل هي شفافة وواضحة كنبع ماء صافٍ، ​ومع هذه النفوس الطاهرة، تأتي القلوب الشاكرة. إن الشكر ليس مجرد كلمة تقال، بل هو حالة نفسية متكاملة، هو إدراك عميق لعظمة النعم التي نعيش فيها، حتى وإن كانت بسيطة، هو أن تشكر على نعمة الصحة، وعلى وجود الأهل والأصدقاء، وعلى نعمة الأمن والأمان، إن القلب الشاكر يجد في كل محنة منحة، وفي كل بلاء عطاء، وهو بهذا، يضيء طريقه ويبدد ظلمات اليأس والإحباط، إنه يرى الخير حتى في الأوقات الصعبة، وهذا ما يمنحه القوة لمواصلة السير.

​الوجوه المبتسمة المستبشرة

​والنتيجة الطبيعية لكل هذا، هي أن تتزين وجوهنا بالابتسامة والاستبشار، إن الابتسامة ليست مجرد تعبير عابر، بل هي مرآة لما في القلب، إنها رسالة سلام تبعثها لمن حولك، وتؤكد لهم أنك بخير، وأنك تحمل الخير لهم في قلبك، إن الوجه المبتسم المستبشر هو وجه مفعم بالأمل، لا يعبأ بصعوبات الحياة، بل ينظر إليها بتفاؤل وإيمان، إنه وجه يعرف أن بعد العسر يسرا، وأن الغد يحمل الخير إن شاء الله.

​إن الابتسامة الصادقة هي عملة لا تفقد قيمتها، تفتح القلوب، وتزرع المودة، وتمحو الضغائن، ومن يمتلك صدرا سليما، ونفسا طاهرة، وقلبا شاكرا، لن يجد صعوبة في أن يبتسم في وجه أخيه، وأن يشاركه الأمل في مستقبل أفضل.

​في الختام، إن دعاءك بأن يجعلنا الله من أهل النفوس الطاهرة، والقلوب الشاكرة، والوجوه المبتسمة المستبشرة، هو دعاء جامع لكل معاني الخير، إنها دعوة للعيش بسلام مع أنفسنا ومع من حولنا، إنها دعوة لأن نصنع جنتنا في الدنيا، ونستمتع بنعيمها، قبل أن نلقى الله بقلوب سليمة، فننال نعيم الآخرة. فهل هناك أروع من أن تعيش سعيدا، وتنشر السعادة حولك، وتكون سببا في إدخال البهجة إلى قلوب الآخرين؟ 


 باادجي محمد معلم الأجيال

​إن من تمام الوفاء، وحُسن العرفان، أن نُثني على أهل الفضل وهم بيننا، وأن نرفع ذكرهم تقديراً لجهودهم المباركة، قبل أن تُسدل الستائر ويغيبوا عن العيون، وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نقف إجلالاً وتقديراً لقامات العطاء، التي بذلت زهرة شبابها ووهبت عصارة فكرها لبناء الأجيال، وعلى رأس هؤلاء القامات يأتي الأستاذ الفاضل، باادجي محمد بن عبدالله، المعروف والمشهور بـ "أبا حمو". 

​قامة من قامات التربية

​الأستاذ باادجي ليس مجرد معلم متقاعد؛ بل هو صرح تربوي شامخ، ورمز للصدق والنبل، عرفناه بأخلاقه الرفيعة، ووقاره الذي يزين مجلسه، وبسخائه الذي لا يعرف حدوداً، كان ولايزال مثالاً يُحتذى به في كل صغيرة وكبيرة، فجمع بين طيبة القلب، ورُقي الأخلاق، ونبل السجايا، فهو أبٌ للأجيال ومعلمٌ للأخلاق، ​لقد كان "أبا حمو" أكثر من مجرد معلم يُلقي الدروس؛ بل كان أباً حنوناً، ومُربياً فاضلاً، ومرشداً حكيماً، نهل من علمه أجيال وأجيال، منهم المهندس والطبيب، والشرطي والجندي، وموظف الإدارة وعامل النظافة، لقد غرس في نفوسهم القيم النبيلة، وعلمهم أن النجاح لا يقتصر على المراتب العلمية فحسب، بل هو قبل كل شيء في بناء الشخصية السوية والأخلاق الفاضلة، لم يكن يُعلمهم الحروف والأرقام فقط، بل كان يُعلمهم كيف يكونون بشراً صالحين، وكيف يواجهون الحياة بصدق وإخلاص.

​شبلٌ من ذاك الأسد

​ما كان الأستاذ باادجي ليُصبح بهذه المكانة لولا أصالة معدنه، فهو شبل من ذاك الأسد، ابن الحاج عبد الله، الذي شهد له كل من عرفه بتفانيه وإخلاصه، هذا الإرث النبيل من التربية الصالحة، هو ما شكّل شخصيته القوية، وجعله مُخلصاً في عمله، متفانياً في أداء واجبه المهني، لقد كان مُربياً ومُرشداً وناصحاً، تفيض روحه حباً للعلم والعطاء، وتُشرق كلماته نوراً وهداية.

​دعوة وفاء واعتراف بجميل العطاء

​وإننا إذ نشهد الله قبل الناس على فضله وعطائه، ندعو له بدوام الصحة والعافية، وأن يُبارك له في ماله وأهله، ويجعل ما قدّم وما يقدّم في موازين حسناته، فمن يُهدي زهرة لغيره، تفوح رائحتها في يديه قبل أن تصل إلى الآخرين، وهذا هو حال الأستاذ "أبا حمو"، الذي ملأ حياة تلاميذ وأبنائه بعطر العلم، وسخاء الروح، وجمال الخلق، لقد ترك بصمةً لا تُمحى، وذكراً لا يزول، ودروساً خالدة في الوفاء والإخلاص.

​فشكراً يا أبا حمو، يا معلم الأجيال، ويا قامة التربية والعطاء، لقد كنتَ وستظل، منارةً تضيء دربنا، ورمزاً يُلهمنا، ومثالاً للرجل النبيل الذي نذر حياته للخير والفضل.  


الشيخ سيدي محمد بن سيدي بنعلي

في واحة العلم والإيمان، حيث تتلألأ النجوم في سماء المعرفة، ويتردد صدى الكلمات الطيبة، يبرز اسم الشيخ سيدي محمد بن سيدي بنعلي هيباوي كشعلة أضاءت دروبا، ونورا أنار العقول والقلوب، لم يكن مجرد رجل دين، بل كان إماما ومحدثا، وكان أيضا كنزا من كنوز العلم وشخصية دينية أفنت حياتها في سبيل طلب العلم ونشره، ​لقد نهل الشيخ سيدي محمد هيباوي من ينابيع العلم الصافية، وتتلمذ على أيدي كبار العلماء أمثال الشيخ باي والشيخ عبدالرحمن  بن إبراهيم حفصي، فغرف من بحرهم علما، وتسلح من نبعهم حكمةً وفقها، و كان شغوفا بالمعرفة، خاصةً في علم المواريث، حتى أصبح متضلعا فيه، يفصّل أحكامه ويشرح مسائله بوضوح تام، فكان مرجعا لمن أراد فهم هذا العلم الدقيق، ​ولم يكن علمه حبيس لديه، بل كان زادا يشارك به الآخرين، فقد كان يواظب على ختم كتاب "الموطأ" للإمام مالك بن أنس كل عام، وفي كل مرة يقرأ، يترنم لسانه بحديث رسول الله ﷺ، وييسّر على الحاضرين فهمه، فيشرح لهم ما استعصى عليهم من مفاهيم، وييسر لهم ما غمض من معاني، كان مجلسه لا يقتصر على القراءة فقط، بل كان منبرا للعلم والفهم، يتناقش فيه الحاضرون ويستفيدون.

​لقد كان الشيخ هيباوي سيدي محمد بنعلي نورا يهدي الحيارى، ولسانا يعلّم الجاهلين، وقلبا ينبض حبا للقرآن والسنة، ولم يكن حضوره ماديا فحسب، بل كان حضوره الروحي والعلمي أقوى وأعمق، لقد ترك إرثا عظيما من العلم والأخلاق، فأصبح أثره وعلمه شاهدا حيا عليه، و لقد رحل بجسده، لكنه بقي حيًا في القلوب، وفي العقول التي نهلت من علمه، وفي الدروب التي أنارها بفضله.

​فرحم الله الشيخ هيباوي سيدي محمد، وجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وأنزله منزلة الصديقين والشهداء والصالحين. اللهم جدد عليه الرحمات والنفحات، واجزه عن أمة الإسلام خير الجزاء، واغفر له ولوالديه ولجميع المسلمين، وثقل ميزانه بما قدم من خير وعلم، فقد كان نورا يهدي، ولسانا يعلّم، وقلبا ينبض بالقرآن والسنة، ورحل بجسده وبقي أثره وعلمه شاهدا حيا عليه.  


​إحياء ذكرى المولد النبوي تقليد سنوي يتم كل سنة بأدرار

تزامنا مع ذكرى مولد خير الأنام، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، شهدت الولاية أجواء احتفالية خاصة تميزت بحضور لافت لشخصيات رسمية وممثلين عن المجتمع المدني، وقد أشرف على الفعالية السيد رشيد شريد، الأمين العام للولاية، حيث تكمن أهمية هذه المناسبة في تعزيز قيم التسامح والتآخي والوحدة بين أبناء الوطن، والاحتفال لم يقتصر على الطابع الرسمي فقط، بل كان فرصة لإبراز البعد الروحي والتاريخي لهذه الذكرى، ويعكس هذا التقليد السنوي التزام السلطات المحلية بالحفاظ على الهوية الدينية والثقافية للمجتمع، وتأكيدا على أن القيم النبيلة التي جاء بها الإسلام هي أساس بناء مجتمع متماسك ومزدهر، كما أنه يبعث برسالة واضحة على ضرورة  التلاحم بين القيادة وأفراد المجتمع، في أجواء من الاحترام المتبادل والتعاون، هذا ويظل الاحتفال بالمولد النبوي رمزا للتجديد الروحي، وفرصة للتفكير في سيرة النبي العطرة، والاقتداء بأخلاقه الفاضلة التي تُعد نبراسا للإنسانية جمعاء.  


الهلال الأحمر الجزائري بأدرار أيادٍ بيضاء تروي العطشان وتزرع البسمة

تتواصل الجهود الإنسانية للهلال الأحمر الجزائري بولاية أدرار، حيث يواصل المكتب المحلي نشاطاته المكثفة التي تستهدف فئات واسعة من المواطنين، وفي ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تعرفها المنطقة، بادر متطوعو الهلال الأحمر بتنظيم حملات لسقيا الماء في شوارع مدينة أدرار، مستهدفين المارة وأصحاب السيارات على حد سواء، ولقيت هذه المبادرة استحساناً كبيراً لدى السكان، الذين عبروا عن شكرهم وامتنانهم لهذه اللفتة الإنسانية التي تخفف عنهم وطأة الحر الشديد، ولم يقتصر عمل الهلال الأحمر على توزيع الماء فقط، بل امتد ليشمل تنظيم حفل ختان جماعي، أقيم بداية هذا الأسبوع، استفاد منه عدد كبير من الأطفال، في خطوة تهدف إلى التكفل بالأسر المعوزة والتخفيف من أعبائها المادية، ​يؤكد هذا النشاط المستمر على الدور الحيوي الذي يضطلع به الهلال الأحمر الجزائري في المجتمع، ليس فقط في حالات الطوارئ والأزمات، بل أيضاً في تقديم الدعم الاجتماعي والمساعدات الإنسانية التي تلامس احتياجات المواطنين اليومية، وتجسد هذه الحملات قيم التكافل والتضامن التي يتميز بها المجتمع الجزائري، بفضل جهود المتطوعين المخلصين الذين يواصلون عملهم بصمت، تاركين وراءهم أثراً طيباً يروي العطش، ويزرع البسمة على الوجوه، وجاء تنظيم هذه النشاطات بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.  


الشرطة بأدرار تواصل المشاركة في حملات تطهير الأحياء والشوارع

تواصل مصالح الأمن بولاية أدرار، بالتنسيق مع السلطات المحلية، جهودها في حملة واسعة لتطهير الأحياء والشوارع من كل مظاهر الفوضى، وتهدف الحملة إلى إزالة الحواجز المشيدة بطريقة غير قانونية وغيرها، التي تعيق حركة المرور وتشوّه المظهر العام للمدينة، ​وتأتي هذه المبادرة في إطار سعي السلطات المحلية لإعادة تنظيم الفضاء العام وتحسين جودة الحياة للمواطنين، وقد لاقت الحملة استحسانا كبيرا من سكان أدرار الذين عانوا من الفوضى والعوائق التي كانت تنتشر في العديد من الأماكن، وتؤكد مديرية الأمن على استمرار هذه الجهود لضمان بيئة حضرية منظمة وآمنة للجميع.  


الخميس، 4 سبتمبر 2025

الإمام علي بن أبي طالب يضع ثلاث قواعد ذهبية بمثابة خارطة طريق

يضع الإمام علي بن أبي طالب ثلاث قواعد ذهبية بمثابة خارطة طريق، تلك الكلمات المضيئة، التي تخرج من ينبوع الحكمة العلوية، ليست مجرد أقوال تُنطق، بل هي قوانين للحياة تُكتب بماء الذهب حيث يضع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثلاث قواعد ذهبية، هي بمثابة خارطة طريق لفهم موازين القوة والعلاقات البشرية، وسبيل لتحقيق العزة والكرامة الحقيقية: (امْنُنْ على من شئتَ تكن أميرَهُ، واحتجْ إلى من شئتَ تكن أسيرَهُ، واستغنِ عن من شئتَ تكن نظيرَهُ).

​فن القيادة والعطاء

​إن العطاء ليس مجرد بذل للمال أو المساعدة، بل هو فعل يترجم إلى قوة ناعمة لا تُضاهى، فعندما تمد يد العون لشخص في ضيق، أو تسعفه في محنة، فإنك تزرع في قلبه شعورا بالامتنان العميق، هذا الامتنان ليس دينا يُسدد، بل هو رابطة روحية تُنشأ، و يصبح صاحب العطاء "أميرًا" لا بسيف وقوة، بل بفضل وإحسان إنه أمير على قلوب الناس، ومكانته تُبنى على الحب والولاء لا على الخوف والإكراه، هذه الإمارة لا تسلب حرية الآخرين، بل تمنحهم شعورا بالأمان، وتضعهم تحت جناح كرمك، إنها دعوة للتفكير في العطاء كاستثمار في الإنسانية، وإدراك أن الكرم هو أسمى صور السلطة.

​قيد الحاجة والعبودية

​على النقيض تماما، تأتي الحاجة لترسم صورة للضعف والارتهان، إن الاعتماد على الآخرين، وطلب المساعدة منهم باستمرار، يُورث شعورا بالضآلة ويُفقد الإنسان كرامته تدريجيا، يقول الإمام: "واحتجْ إلى من شئتَ تكن أسيرَهُ"، وما أصدقها من عبارة! فالذي يمد يده متسولا، سواء كان المال أو العطف أو حتى الاعتراف، يصبح عبدا لمُعطيه، يصبح قراره رهينا لمشيئة الآخر، وحريته تُقيد بقيود الامتنان، إن الأسير ليس فقط من يُقيد بسلاسل حديدية، بل هو أيضًا من تُقيد نفسه بالخضوع والتبعية، إن هذه الحكمة تدعونا إلى الصبر والمثابرة والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي، حتى لا نُصبح أسرى لحاجاتنا، أو أسرى لفضل الآخرين.

​عزة الاستغناء والندية

​وفي ذروة الحكمة، يضع الإمام علي (عليه السلام) حلا ثالثا يجمع بين القوة والكرامة: "واستغنِ عن من شئتَ تكن نظيرَهُ". الاستغناء هنا ليس بالضرورة ثراءً ماديا، بل هو حالة نفسية من الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس، عندما لا تكون بحاجة لأحد، فإنك تُحرر نفسك من قيود العلاقات المبنية على المنفعة، و يصبح وجودك قيمة بحد ذاته، وتعاملك مع الآخرين يكون من منطلق الندية والاحترام المتبادل، لست فوقهم لِتُمنن، ولست دونهم لِتَحتاج، أنت "نظير" أي شريك متساوٍ في الكرامة، تُقدم وتأخذ باحترام متبادل، هذه المساواة هي أساس العلاقات الصحية والمتينة، التي لا تهتز بمرور الزمن، إنها دعوة إلى بناء شخصية قوية مستقلة، لا تخضع للظروف أو الأشخاص، بل تخلق ظروفها الخاصة وتفرض احترامها.

​خلاصة الحكمة

​تلك الكلمات الثلاث ليست مجرد نصائح عابرة، بل هي جوهر فلسفة حياة كاملة، إنها تُعلمنا أن الكرامة ليست أمرا يُوهب، بل هي حصيلة أفعالنا وخياراتنا، فإما أن نكون كرماء فنصبح قادة بقلوبنا، أو محتاجين فنصبح أسرى، أو مستغنين فنكون أحرارا وشركاء، إن طريق العزة الحقيقية يمر عبر بوابة الاستغناء، ويُمهد بالعطاء، ويتجنب متاهات الحاجة. فأي طريق ستختار؟



القوانين تنهار مبادئ وقيم الإسلام

في ظل عالمٍ تتقلب فيه الموازين وتتبدل فيه القيم، وتتصارع فيه النظريات وتتهالك فيه القوانين، يبقى هناك نورٌ لا ينطفئ، ومنارٌ لا يضلّ من إستقى منه، إنه نور الإسلام العظيم، الذي لا تُقاس عظمته بقوانين البشر، ولا تُحصر قيمه في نظرياتهم القاصرة، فكل القوانين التي وضعها الإنسان، مهما بلغت من دقة وإحكام، تظل قاصرة وعاجزة عن احتواء كل متغيرات الحياة، وعن تحقيق العدالة الكاملة التي تشمل كل المخلوقات.

​الواسـطـيـة: ميزانُ العدلِ الإلهي

​يتجلى سر عظمة الإسلام في واسطيته التي هي جوهر عدله وكمال تشريعه، إنها ليست مجرد نقطة وسط بين طرفين، بل هي ميزانٌ إلهي دقيق يزنُ الحق بالحق، ويقيم العدل بالعدل، ففي الإسلام، لا يطغى الفرد على الجماعة، ولا تُهمَل الجماعة في سبيل الفرد، لا إفراط ولا تفريط، لا غلو ولا تقصير، هذه الواسطية هي التي جعلت من الإسلام رحمةً للعالمين، لا تخص فئةً دون أخرى، ولا تميز بين جنسٍ أو لونٍ أو معتقد.

​فحين تنهار القوانين البشرية أمام المصالح الشخصية أو الأهواء المتقلبة، يبقى عدل الإسلام راسخا كالجبال، لا يتزعزع، إنه عدلٌ من الله، يتجاوز حدود الإنسان، ليشمل كل المخلوقات: من رحمةٍ تُوجّه للإنسان الضعيف، إلى رفقٍ يُوصى به بالحيوان الأعجم، إلى عنايةٍ تُعطى للنبات والشجر، هذا العدل الشامل هو ما يمنح الإسلام قوة لا مثيل لها، وقدرة على احتواء كل مشاكل الحياة.

​قيمٌ نبيلة ورحمةٌ شاملة

​إن القيم النبيلة في الإسلام ليست مجرد شعارات تُرفع، بل هي مبادئ حية تُطبق وتُعاش، فمن التسامح الذي يفتح القلوب، إلى العفو الذي يمحو الأحقاد، إلى الكرم الذي يجود بالنفس والمال، وإلى الإحسان الذي يغطي كل عمل، هذه القيم ليست مجرد فضائل أخلاقية، بل هي رحمة من الله أودعها في هذا الدين ليكون منارة للإنسانية التائهة.

​فالإسلام ليس دينا لا يقتصر على الصلاة والصيام، بل هو نظام حياة متكامل، يحمل في طياته رحمةً لكل مخلوق، إنه يرى الكون كله نسيجا واحدا، مترابطا ومتناغما، فالإنسان فيه أخٌ لأخيه في الإنسانية، والحيوان فيه كائنٌ يستحق الشفقة، والنبات والشجر فيه مخلوقاتٌ لها حق في الحياة، والحجر فيه رمزٌ لثبات الخالق وعظمته، هذه النظرة الشاملة والرحمة الواسعة هي ما تجعل الإسلام ملاذا لكل نفس تائهة، وشفاءً لكل قلب مجروح.

​فإذا رأيتَ القوانين تتهاوى أمام ظلم الأقوياء، وتتهافت أمام جشع الطامعين، فاعلم أن عدل الإسلام قادمٌ ليرفع الظلم، وأن رحمته قادرة على تضميد الجراح، إن الإسلام ليس مجرد دين، بل هو نورٌ يشع في ظلمات الكون، ورحمةٌ تُظلل كل الكائنات، وقانونٌ لا ينهار أبداً، لأنه من صنع من لا ينهار حكمه ولا يزول ملكه.  


الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين

يُعدّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مناسبةً، تُقام في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام، وهو ذكرى ميلاد النبي محمد ﷺ، و يثير هذا الاحتفال جدلاً واسعا بين فئات المسلمين؛ فمنهم من يرى أنه بدعة حسنة ومشروعة، ومنهم من يراه بدعة سيئة لا أصل لها في الدين، هذا المقال يستعرض كلا الرأيين مع الأدلة التي يستند إليها كل فريق.

​المؤيدون للاحتفال وأدلتهم:

​يستند المؤيدون للاحتفال بالمولد النبوي إلى مجموعة من الأدلة الشرعية والعقلية:

​التعظيم والمحبة: يرى المؤيدون أن الاحتفال هو تعبير عن حب وتعظيم النبي محمد ﷺ، وهو أمر مطلوب شرعا، وأن إظهار الفرح بميلاده يُعدّ جزءا من الإيمان.

​القياس على الفرح بنجاة موسى: يستدلون بحديث صيام يوم عاشوراء، حيث صامه النبي محمد ﷺ فرحا بنجاة موسى عليه السلام من فرعو، ويقيسون على ذلك أن الفرح بميلاد سيد الأنبياء أولى وأعظم.

​أصل البدعة الحسنة: يعتمد المؤيدون على مبدأ البدعة الحسنة، الذي يرى أن كل ما كان فيه خير ولم يخالف نصا شرعيا فهو جائز، ويستشهدون بقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن صلاة التراويح: "نعمت البدعة هذه".

​الفوائد الاجتماعية والدينية: يرى المؤيدون أن الاحتفال فرصة لـالاجتماع على ذكر الله، وتلاوة القرآن، ومدارسة السيرة النبوية، وإطعام الطعام.

​المعارضون للاحتفال وأدلتهم:

​يعارض فريق آخر الاحتفال بالمولد النبوي بناءً على الأدلة التالية:

​الخوف من البدعة: يرى المعارضون أن الاحتفال بدعة محدثة لم يفعلها النبي ﷺ ولا أحد من الصحابة الكرام ولا التابعين، وأن كل بدعة في الدين ضلالة، استنادا لقوله ﷺ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".

​مخالفة هدي السلف الصالح: يرى المعارضون أن خير الهدي هو هدي النبي ﷺ وأصحابه، وأنه لو كان في الاحتفال خير، لسبقونا إليه.

​الخوف من المغالاة: يرى المعارضون أن الاحتفال قد يؤدي إلى مظاهر شركية أو محرمة، مثل الغناء الصوفي المصحوب بآلات محرمة، أو الإفراط في تعظيم النبي ﷺ إلى حد العبادة.

​الاكتفاء بالسنّة: يرى المعارضون أن حب النبي ﷺ وتعظيمه لا يكون بالاحتفال بمولده، بل يكون باتباع سنّته والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، فالسنة هي الطريق الصحيح للتعبير عن الحب.

​خلاصة المقال

​في الختام، يُعدّ موضوع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قضية فقهية خلافية، لا يمكن لأي من الفريقين إنكار حُسن نية الآخر، فالمؤيدون يهدفون إلى تعظيم النبي ﷺ وإظهار الفرح به، والمعارضون يهدفون إلى اتباع السنة الصحيحة وتجنّب البدع، والاحتفال بالمولد لا يُعدّ من أركان الدين ولا من فروضه ولا من سننه، وهو محل اجتهاد بين الفقهاء، و الأهم هو أن نتذكر سيرة النبي ﷺ ونتأسى بأخلاقه وسنّته في جميع الأيام، فخير ما نُكرم به النبي هو أن نُطبّق ما جاء به من تعاليم سمحة.  


في حضرة الذات سر نجاح العلاقات

في زحام الحياة، وتوالي الأدوار التي نرتديها، غالبا ما ننسى أنفسنا، نتحوّل إلى نسخٍ مصطنعة، مصمّمة خصيصا لإرضاء الآخرين، نُعدّل من كلماتنا، ونُخفِي أفكارنا، وندفن مشاعرنا، فقط لنكسب القبول أو الإعجاب، في هذا السباق المرهِق نحو الكمال الزائف، تذبل أرواحنا وتختنق، وتصبح علاقاتنا مجرد مسرحيات باهتة، تُؤدّى بأقنعة لا تُشبِهنا،

​لكن أنجح العلاقات ليست تلك التي نبنيها على أساس الخوف من الفقدان، أو الرغبة في التزييف، بل هي تلك التي تكون فيها أنت، بكل ما فيك من أصالة وصدق. أن تكون على سجيتك، لا تتكلّف ولا تخشى من إظهار عيوبك قبل مزاياك، هذا هو سرّ القوة الحقيقية في أي علاقة.

​عندما تُحب شخصا كما هو، وتُقدّره بكل أبعاده، فأنت تمنحه مساحة آمنة ليكون على طبيعته، وهذا هو ما يجب أن تكون عليه العلاقات المتبادلة، لا مجال فيها للاختناق أو الشعور بالضغط، لا حاجة لأن تتظاهر بأنك شخص آخر، لا في مظهرك ولا في جوهرك، يمكنك أن تعبّر عن رغباتك بوضوح، دون خوف من الحكم أو الرفض، يمكنك أن تُفصِح عن ميولك الغريبة، وأن تُشارك أفكارك الأكثر جنونا دون تردد، لأن الشريك الحقيقي هو الذي يجد الجمال في كل هذا، ويُحبك لا على الرغم من اختلافك، بل بسببه.

​هذه العلاقات هي كحديقة مزهرة تُسقى بماء الصدق، و تنمو فيها الثقة، وتتفتح فيها زهور الأمان، لا تحتاج فيها إلى تزوير داخلي أو خارجي، إنها علاقة مبنية على أساس صلب من التقبل والتفاهم، هنا لا يوجد مكان للمنافسة أو التنافس، بل هناك دعم متبادل يُغذّي الروح ويُحرّرها من قيود المجتمع وتوقعاته، و​عندما تُعطي نفسك الإذن لكي تكون حقيقيا، فإنك تُحرّر الطرف الآخر أيضا، وتُعلّمه أن الحب ليس صفقة تُبنى على شروط، بل هو احتضان كامل للذات بكل ما فيها من نور وظل، ولهذا فإن أكثر العلاقات نجاحا هي تلك التي يكون فيها الشريكين قادرين على خلع أقنعتهم، والجلوس معا في هدوء، ليروا بعضهم البعض كما هم، دون رتوش أو تزييف، تلك هي اللحظة التي يُولد فيها الحب الحقيقي، ويتعمّق فيها الرابط، لأنك لا تُحب صورة زائفة، بل تُحب إنسانا بكل ما فيه من ضعف وقوة، وجنون ووعي، وكل ما يجعل منه فريدا.  


منارات النجاة التمسك بالكتاب والسنة لبناء مجتمع مزدهر

في زحمة الحياة المعاصرة وتلاطم أمواجها، حيث تتسارع المتغيرات وتتعاظم التحديات، يبرز التمسك بالأصول والثوابت كخيار حتمي وضرورة قصوى، إن بناء فرد صالح ومجتمع مزدهر لا يمكن أن يتم على أسس هشة أو مبادئ متغيرة، بل يتطلب قاعدة صلبة لا تتزعزع، هذه القاعدة هي كتاب الله وسنة رسوله، اللذان يمثلان منارة الهداية والتحصين من كل ما يهدد كيان الفرد وسلامة المجتمع.

​كتاب الله: النور الذي لا يخفت

​القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني يُتلى، بل هو دستور شامل للحياة، ومنهج متكامل يغطي جميع جوانبها، إنه مصدر العلم والحكمة، وقاعدة الأخلاق والقيم،إن التمسك بكتاب الله يعني أكثر من مجرد تلاوة آياته؛ إنه يعني التدبر في معانيه، وفهم مقاصده، وتطبيق أحكامه في الحياة اليومية، في كل آية، يجد الإنسان ما يغذيه باليقين، ويقويه على مواجهة الصعاب، ويهديه إلى الحق في زمن يكثر فيه الباطل، هو الحبل المتين الذي يشد الأمة إلى ربها، ويصون وحدتها من التمزق، القرآن هو الذي يرسخ الإيمان في القلوب، ويجعل الفرد يستشعر عظمة الخالق، ما ينعكس على سلوكه وأخلاقه، فيصبح عضوا فاعلا وإيجابيا في مجتمعه.

​سنة الرسول: القدوة الحسنة

​إذا كان القرآن هو النظرية، فإن السنة النبوية هي التطبيق العملي لهذه النظرية، لقد كان رسول الله ﷺ قرآنًا يمشي على الأرض، كما وصفته أم المؤمنين زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، فكانت سيرته العطرة وسنته المطهرة ترجمة حية لمبادئ الإسلام، واتباع سنته يعني الاقتداء به في أقواله وأفعاله وأخلاقه، في عبادته ومعاملاته، فالسنة النبوية تعلمنا كيف نكون صادقين وأمناء، وكيف نتعامل مع أهلنا وجيراننا، وكيف نخدم مجتمعاتنا، هي التي تكمل فهمنا للقرآن، وتفصل لنا ما أُجمل فيه، وباتباعه تتشكل شخصية المسلم المتوازنة، التي تجمع بين قوة الإيمان وجمال الأخلاق، مما يجعله عنصرا فاعلا في بناء مجتمع متراحم ومتكافل.

​تربية الأبناء: استثمار في المستقبل

​لا يمكن أن تستمر الأمة في مسيرتها نحو الازدهار ما لم تُورِّث هذه المبادئ للأجيال القادمة، إن تربية الأبناء على كتاب الله وسنة رسوله هي أهم استثمار يمكن أن يقوم به الآباء والمربون، هذه التربية ليست مهمة سهلة، بل هي مسؤولية عظيمة تتطلب الصبر والحكمة والمثابرة، عندما نغرس في نفوس أبنائنا حب القرآن، وتعظيم النبي ﷺ، فإننا نحصنهم من كل المؤثرات السلبية التي تحاول أن تجرفهم بعيدا عن هويتهم وقيمهم، هذه التربية هي التي تشكل جيلا واعيا، يحمل رسالة الإسلام، ويتحمل مسؤولية إعمار الأرض، جيلا لا يخشى فتن العصر بل يواجهها بعلم ويقين، لبناء مستقبل أمة بأكملها.

​ثمار التمسك: مجتمع صالح ومزدهر

​إن التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وتربية الأبناء على هذه المبادئ، ليس هدفا بحد ذاته، بل هو وسيلة لتحقيق غايات أسمى، الغاية الأولى هي رضا الله تعالى، الذي لا يدرك إلا بالالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، والغاية الثانية هي التحصين من الانجراف وراء كل ما هو هادم للفرد والمجتمع، من الأفكار المسمومة والسلوكيات المنحرفة، وثمرة كل ذلك هي بناء مجتمع صالح ومزدهر، مجتمع لا يكتفي بالصلاح الفردي، بل يعمل على تحقيق الصلاح الجماعي، مجتمع قائم على العدل والرحمة، والعلم والأخلاق، مجتمع يحقق التقدم المادي دون أن ينسى روحه، ويزدهر في الدنيا والآخرة.  


الأربعاء، 3 سبتمبر 2025

تكريم 12 من حفظة القرآن بأولف الكبير بلدية تمقطن ولاية أدرار

في أجواء من الفرح والروحانية، احتضن مسجد أبي بكر الصديق ببلدية تيمقطن دائرة أولف بولاية أدرار، يوم الأربعاء 03 سبتمبر 2025، حفلا بهيجا لتكريم كوكبة جديدة من حفظة القرآن الكريم، وجاء هذا الحفل في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها المدارس القرآنية في أدرار بالتعاون مع أولياء الأمور، جمعيات المساجد، والأئمة، و الشيوخ ومدرسي القرآن، لتقدير وتشجيع الأبناء الذين أتموا خام كتاب الله، وقد شمل التكريم 12 حافظًا وحافظة، منهم 9 ذكور و3 إناث، الذين بذلوا جهودا كبيرة في سبيل حفظ القرآن، وشهد الحفل حضورا غفيرا من أهالي المنطقة، وأئمة وشيوخ، ومدرسين، إلى جانب عائلات المكرمين، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها المجتمع المحلي لحفظ القرآن الكريم وتدريسه، و تُعد هذه المبادرات من الركائز الأساسية في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية للمجتمع، وتُسهم في بناء جيل واعٍ ومتمسك بقيمه. ومثل هذه الاحتفالات لا تُعد مجرد تكريم رمزي، بل هي رسالة قوية تؤكد أن القرآن الكريم هو منبع الخير والعلم الذي يُضيء دروب الأجيال القادمة.  


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 04 سبتمبر 2025، العدد 3347، في الصفحة06


أمن أدرار يواصل تنظيم حملات السلامة المرورية

تواصل مصالح الأمن بولاية أدرار جهودها لتعزيز السلامة المرورية على الطرقات، وذلك عبر تنظيم حملات توعية مكثفة تستهدف فئات متنوعة من السائقين، تهدف هذه المبادرات إلى غرس ثقافة مرورية سليمة والحد من حوادث السير التي قد تقع بسبب الإهمال أو عدم الوعي بقوانين المرور، وتستهداف الحملة سائقي المركبات الثقيلة والخفيفة و المشاة، وتؤكد هذه الحملة أن تحقيق السلامة المرورية هو مسؤولية مشتركة، تتطلب تضافر جهود الجميع من أفراد ومؤسسات، والتوعية لا تقتصر على الجانب الردعي، بل تمتد لتشمل الإرشاد والتثقيف، مما يساهم في بناء جيل واعٍ يدرك أهمية الالتزام بقواعد السلامة، وتسهم هذه المبادرات في جعل طرقات أدرار أكثر أمانا للجميع، والحد من الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الحوادث المرورية.  


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 04 سبتمبر 2025، العدد 3347، في الصفحة06


المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بأدرار تنظم الملتقى السابع للمغيلي

تعتزم ولاية أدرار، ممثلة في المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية وبالتنسيق جامعة أحمد درايعية، وبالتعاون مع مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا بجامعة أدرار، ومؤسسة الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي، تنظيم  الملتقى الوطني السابع للإمام محمد بن عبدالكريم المغيلي، تحت عنوان : "المنجز العلمي والأدبي للإمام المغيلي – الرؤية والسياق"، ويأتي هذا الملتقى ليُسلط الضوء على شخصية فذة تركت بصماتها العميقة في التاريخ الإسلامي والإفريقي، الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي، الذي لم يكن مجرد عالم دين، بل كان صاحب رؤية ثاقبة وعمل دؤوب، وذلك لأن إسهاماته العلمية والأدبية تشكل كنزا من المعرفة، من الضروري استكشافه وفهمه في سياقه التاريخي، لاستلهام الدروس منه وتطبيقها في واقعنا، والدعوة الموجهة المشاركة في هذا الملتقى، ليست مجرد فرصة أكاديمية، بل هي نداء للمثقفين والباحثين والمؤرخين وكل من يرى في المعرفة طريقا للارتقاء، إنها فرصة لجمع العقول النيرة، لإعادة قراءة أعمال الإمام المغيلي، وفك شفرة رسائله التي ما زالت تحمل معاني قيمة ومواقف حكيمة، إذ يمكن للمهتمين المشاركة في هذا الملتقى من خلال إرسال مداخلاتهم إلى البريد الإلكتروني: kerroum116@univ-adrar.edu.dz. ولمزيد من المعلومات، يمكنهم التواصل عبر الأرقام: 0665507576 أو 0660490233، ومن خلال هذا الملتقى أو اليوم الدراسي ستلتقي الأصالة بالحداثة، وينبعث من التراث العلمي للمنطقة، نور يضيء دروب المستقبل.  


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 04 سبتمبر 2025، العدد 3347، في الصفحة06




​أدرار تتألق يفوز المنشد بشيري محمد عبد الله في مسابقة حادي الأرواح الدولية

تواصل أدرار إثبات مكانتها كمنبع للمواهب، حيث حقق الأستاذ والمنشد بشيري محمد عبد الله إنجازا استثنائيا بفوزه بالمرتبة الأولى في مسابقة "حادي الأرواح" الدولية للإنشاد والمديح، وقد جاءت هذه النتيجة المشرفة لتؤكد على عمق التراث الفني والروحي الذي تزخر به الولاية، والذي يتجسد في أصوات أبنائها، و​يُعد فوز الأستاذ بشيري تتويجا لمسيرة فنية حافلة بالجهد والالتزام، حيث استطاع بصوته القوي وأدائه المتقن أن يتفوق على منافسيه، وتعتبر هذه المسابقة، التي تستقطب نخبة من المنشدين، منصة هامة لإبراز المواهب ودعم الفن الهادف الذي يخدم رسالة التسامح والمحبة، ويأمل الكثيرون أن يكون هذا الفوز محطة انطلاق لمسيرة فنية حافلة بالمزيد من النجاحات والتميز، ​هذا الإنجاز ليس مجرد فوز شخصي، بل هو فوز لجميع محبي الفن الأصيل في أدرار، ويؤكد أن الإرادة والموهبة، عندما تجتمعان، يمكن أن تصنعا الإنجازات العظيمة على الصعيدين المحلي والدولي. 


فرقة الشرطة القضائية بأدرار تطيح بشبكة لترويج المخدرات وتوقف 5 أشخاص

تمكنت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بأمن ولاية أدرار من وضع حد لنشاط 5 أشخاص كانوا بصدد ترويج كمية من المخدرات الصلبة والمؤثرات العقلية وسط مدينة أدرار، و​جاءت العملية بعد عمل استخباراتي مكّن الفرقة من تحديد هوية وموقع المشتبه بهم، حيث تم توقيفهم في حالة تلبس، و أسفرت عملية التفتيش عن حجز كمية معتبرة من المواد المخدرة، تنوعت بين أقراص مهلوسة ومخدرات صلبة، وقد شملت المحجوزات 151 قرص مهلوس من نوع بريغابالين 300 ملغ ذات منشأ أجنبي، و​11.50 غرام من الكوكايين، و​0.14 غرام من الكيف المعالج، وحجز 1.18 غرام من المخدرات الصلبة البزودياز، وتم تقديم الموقوفين أمام الجهات القضائية المختصة بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، وذلك بتهمة حيازة وترويج المخدرات، وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة لمصالح الأمن من أجل مكافحة الجريمة المنظمة وحماية المجتمع من آفة المخدرات.