السبت، 6 سبتمبر 2025

 باادجي محمد معلم الأجيال

​إن من تمام الوفاء، وحُسن العرفان، أن نُثني على أهل الفضل وهم بيننا، وأن نرفع ذكرهم تقديراً لجهودهم المباركة، قبل أن تُسدل الستائر ويغيبوا عن العيون، وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نقف إجلالاً وتقديراً لقامات العطاء، التي بذلت زهرة شبابها ووهبت عصارة فكرها لبناء الأجيال، وعلى رأس هؤلاء القامات يأتي الأستاذ الفاضل، باادجي محمد بن عبدالله، المعروف والمشهور بـ "أبا حمو". 

​قامة من قامات التربية

​الأستاذ باادجي ليس مجرد معلم متقاعد؛ بل هو صرح تربوي شامخ، ورمز للصدق والنبل، عرفناه بأخلاقه الرفيعة، ووقاره الذي يزين مجلسه، وبسخائه الذي لا يعرف حدوداً، كان ولايزال مثالاً يُحتذى به في كل صغيرة وكبيرة، فجمع بين طيبة القلب، ورُقي الأخلاق، ونبل السجايا، فهو أبٌ للأجيال ومعلمٌ للأخلاق، ​لقد كان "أبا حمو" أكثر من مجرد معلم يُلقي الدروس؛ بل كان أباً حنوناً، ومُربياً فاضلاً، ومرشداً حكيماً، نهل من علمه أجيال وأجيال، منهم المهندس والطبيب، والشرطي والجندي، وموظف الإدارة وعامل النظافة، لقد غرس في نفوسهم القيم النبيلة، وعلمهم أن النجاح لا يقتصر على المراتب العلمية فحسب، بل هو قبل كل شيء في بناء الشخصية السوية والأخلاق الفاضلة، لم يكن يُعلمهم الحروف والأرقام فقط، بل كان يُعلمهم كيف يكونون بشراً صالحين، وكيف يواجهون الحياة بصدق وإخلاص.

​شبلٌ من ذاك الأسد

​ما كان الأستاذ باادجي ليُصبح بهذه المكانة لولا أصالة معدنه، فهو شبل من ذاك الأسد، ابن الحاج عبد الله، الذي شهد له كل من عرفه بتفانيه وإخلاصه، هذا الإرث النبيل من التربية الصالحة، هو ما شكّل شخصيته القوية، وجعله مُخلصاً في عمله، متفانياً في أداء واجبه المهني، لقد كان مُربياً ومُرشداً وناصحاً، تفيض روحه حباً للعلم والعطاء، وتُشرق كلماته نوراً وهداية.

​دعوة وفاء واعتراف بجميل العطاء

​وإننا إذ نشهد الله قبل الناس على فضله وعطائه، ندعو له بدوام الصحة والعافية، وأن يُبارك له في ماله وأهله، ويجعل ما قدّم وما يقدّم في موازين حسناته، فمن يُهدي زهرة لغيره، تفوح رائحتها في يديه قبل أن تصل إلى الآخرين، وهذا هو حال الأستاذ "أبا حمو"، الذي ملأ حياة تلاميذ وأبنائه بعطر العلم، وسخاء الروح، وجمال الخلق، لقد ترك بصمةً لا تُمحى، وذكراً لا يزول، ودروساً خالدة في الوفاء والإخلاص.

​فشكراً يا أبا حمو، يا معلم الأجيال، ويا قامة التربية والعطاء، لقد كنتَ وستظل، منارةً تضيء دربنا، ورمزاً يُلهمنا، ومثالاً للرجل النبيل الذي نذر حياته للخير والفضل.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق