الجمعة، 17 أكتوبر 2025

يوم الهجرة في الجزائر إستذكار لمجازر 17 أكتوبر 1961ضدالجزائريين بفرنسا

 المقصود بـ يوم الهجرة في الجزائر هو اليوم الوطني للهجرة الذي يوافق تاريخ 17 أكتوبر من كل عام.

​يُخلَّد هذا اليوم تخليداً لذكرى مظاهرات 17 أكتوبر 1961 التي قام بها المهاجرون الجزائريون في باريس بفرنسا، احتجاجاً على القمع والمعاملة العنصرية التي كانوا يواجهونها من السلطات الفرنسية آنذاك، وتأكيداً لدعمهم لثورة التحرير الوطني الجزائرية.

​تُعرف هذه الأحداث بـ مجازر 17 أكتوبر 1961، حيث واجهت الشرطة الفرنسية المتظاهرين السلميين بعنف شديد، مما أدى إلى سقوط المئات من الشهداء والمفقودين الجزائريين.

​لذلك، يمثل اليوم الوطني للهجرة (17 أكتوبر) في الجزائر:

​الاعتراف بتضحيات الجالية الجزائرية المهاجرة ودورها الفعّال في الكفاح من أجل الاستقلال.

​إحياء ذكرى شهداء مجازر 17 أكتوبر 1961 الأليمة.

​التأكيد على الرابط القوي بين الوطن الأم والمهاجرين والمغتربين الجزائريين.

​1. السياق التاريخي والظروف قبل المظاهرات:

​الوجود الجزائري في فرنسا: كانت فرنسا تضم جالية جزائرية كبيرة من العمّال والمهاجرين الذين وفدوا للعمل في المصانع والمنشآت الفرنسية، وكانوا يعيشون في ظروف صعبة ومزرية للغاية (في أحياء فقيرة ومناطق عزل).

​دور جبهة التحرير الوطني (FLN): كانت "فيدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا" تنظّم الجالية الجزائرية وتؤطّرها، وتجمع التبرعات لدعم الثورة الجزائرية في الداخل.

​حظر التجول العنصري: في صيف 1961، وبعد تصاعد نشاط "جبهة التحرير الوطني" ورفض المهاجرين الجزائريين التعامل مع الشرطة الفرنسية، قرر رئيس شرطة باريس آنذاك، موريس بابون (Maurice Papon)، فرض حظر تجول على الجزائريين الفرنسيين (المسلمين)، يبدأ من 8:30 مساءً. كان هذا القرار عنصرياً بامتياز، لأنه لم يشمل الفرنسيين ولا المهاجرين الأوروبيين.

​2. قرار المظاهرات يوم 17 أكتوبر 1961:

​الاحتجاج السلمي: قررت قيادة جبهة التحرير الوطني في فرنسا تنظيم مظاهرات سلمية في قلب باريس لكسر حظر التجول العنصري، وإظهار دعم الجالية المطلق للثورة. كان التوجيه للمتظاهرين هو عدم حمل أي سلاح والتحلي بالهدوء.

​المشاركة الواسعة: في مساء يوم الثلاثاء 17 أكتوبر 1961، خرج عشرات الآلاف من المهاجرين الجزائريين (تقدّر الأعداد بـ 30 ألفاً) في مسيرات سلمية من مختلف الضواحي متّجهين نحو وسط باريس.

​3. مجازر وقمع 17 أكتوبر:

​القمع الوحشي: واجهت الشرطة الفرنسية المظاهرات السلمية بوحشية غير مسبوقة. كانت الأوامر واضحة من موريس بابون "بضرب الجزائريين بقسوة".

​أشكال القمع:

​الضرب والتعذيب: تم ضرب المتظاهرين بالهراوات وإطلاق النار عليهم.

​الرمي في نهر السين: كان أكثر الأساليب وحشية هو رمي المئات من المتظاهرين، أحياء وموتى، في نهر السين. شهود عيان أكدوا رؤية جثث الجزائريين تطفو على النهر في الأيام اللاحقة.

​الاعتقال الجماعي: تم اعتقال ما يزيد عن 11,000 جزائري واحتجازهم في مراكز مؤقتة مثل قصر الرياضة (Palais des Sports).

​4. الأهمية الوطنية ليوم الهجرة في الجزائر:

​أرقام الشهداء: لسنوات طويلة، حاولت الحكومة الفرنسية التقليل من عدد الضحايا، لكن التقديرات الجزائرية والتاريخية تشير إلى أن عدد الشهداء والمفقودين الذين سقطوا في تلك الليلة يتراوح بين مئات (300 إلى 400 شهيد ومفقود).

​الاعتراف الجزائري: أقرّت الجزائر يوم 17 أكتوبر يوماً وطنياً للهجرة اعترافاً بالدور الذي لعبته الجالية المهاجرة في دعم الثورة، وتخليداً لذكرى شهدائها.

​الاعتراف الفرنسي المتأخر: لم تعترف فرنسا رسمياً بالعدد الحقيقي للضحايا، ولم تقدم اعتذاراً كاملاً. في عام 2012، اعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "بقمع وحشي" (répression sanglante) وفي عام 2021، اعترف إيمانويل ماكرون بأن "الجرائم المرتكبة تلك الليلة لا يمكن تبريرها".

​باختصار: يوم الهجرة في الجزائر هو يوم تخليد لتضحيات المهاجرين الجزائريين الذين قُتلوا غدراً وهم يتظاهرون سلمياً من أجل كرامتهم ومن أجل استقلال وطنهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق