الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

أدرار سماءٌ تُفتَرعُ بأجنحةِ الحرف... نادي الإبداع الأدبي معراجُ المجدِ ومهدُ الأقلام الصاعدة

من قلبِ الصحراء، حيثُ تُعانقُ الشمسُ رمالَ الأصالةِ وتتنفّسُ القصورُ عبقَ التاريخ، ينبعثُ وميضٌ ثقافيٌّ متجدّدٌ، يُضيءُ تخومَ ولاية أدرار، ويُحلّقُ بأبنائها إلى سماءِ البيانِ الرحبة: إنّهُ نادي الإبداع الأدبي بدار الثقافة لولاية أدرار.  

​هو ليسَ مُجرّدَ نادي، بل هو مَهيَعٌ؛ طريقٌ مُعبَّدٌ ومُنارٌ، اتخذهُ العازمون على سبرِ أغوارِ الكلمةِ معراجاً، ومنطلقاً إلى فضاءاتِ الإبداعِ غيرِ المحدودة، لقد أدركَ القائمونَ عليهِ أنَّ أدرار، بأفقها الواسع وتراثها العميق، تُخبّئُ بينَ جنباتِها كنوزاً من المواهبِ تنتظرُ يدَ الرعايةِ لتُزهرَ، وعينَ الاكتشافِ لتسطعَ.

​هذا الناديُّ، الذي وسّعَ تُخومَ الكتابةِ في أدرار ومن أدرار، لم يكتفِ بكونهِ حاضناً، بل غدا محفّزاً وملهماً، إنّ مجرّد ذكرِهِ يثيرُ في الوجدانِ سُرَى المحامدِ التي تسري في عروقِ الأدب، لتُنجبَ كلَّ صباحٍ ومساءٍ أقلاماً واعدةً ومواهبَ صاعدةً، فمن حِلقاتهِ وندواتهِ، ينبعثُ المبدعون في دُنيا الأدب؛ كنجومٍ تُعلِنُ مولدَها، وكشهودٍ على حاضرٍ يرنو إليه الماضي بعينِ الغبطة. أجل! يغبطُ الماضي هذا الحاضرَ المزدهرَ، الذي أرسى منارةً لورثتِهِ، تضمنُ استدامةَ الوهجِ الثقافيِّ وتمتدادَ خيطِ السردِ الشعريِّ والقصصيِّ.

​إنّ الرسالةَ التي يح9ملُها الناديُّ ليست قاصرةً على صقلِ المهارةِ فحسب، بل هيَ بناءُ وعيٍ عميقٍ، وتكوينُ هُويةٍ أدبيةٍ متجذّرةٍ في أصالةِ المنطقةِ ومنفتحةٍ على آفاقِ الإنسانية، هوَ مكانٌ تتكسّرُ فيهِ حواجزُ الخوفِ والتردّدِ، ويُستبدَلُ بها جرأةُ التجريبِ وجمالُ التعبير، فيهِ يجدُ الشاعرُ بحرَهُ، والقصاصُ عالَمَهُ، والروائيُّ أبطالَهُ، والفيلسوفُ فكرَهُ، في أيِّ جنسٍ تجلّى، فالإبداعُ لا يعرفُ حدوداً، ودارُ الثقافةِ أتاحت لهُ أن يكونَ بلا قيود.

​فيا أيّها المتخذونَ من هذا المهيَعِ معراجاً إلى الرّحبِ الواسعِ من سماواتِ الحرفِ، ويا أيّتها الأقلامُ التي تتلألأُ بحبرِ الإصرارِ والإلهام، ألا فليسلَمْ سُراكمُ الأدبيُّ، وليَدمْ عطاؤكم، إنّ أدرارَ اليومَ، وهيَ ترى فلذاتِ أكبادها تُحلّقُ في سماءِ البيانِ، تبتسمُ فخراً، وتؤمنُ بأنَّ الكلمةَ الصادقةَ والمؤثرةَ هيَ أبلغُ سلاحٍ لبناءِ الحضاراتِ وصنعِ المستقبل.

​نادي الإبداع الأدبي: قِبلةُ المجدِّدين، وروضةُ الأحلامِ المكتوبة، ونقطةُ ضوءٍ مُشعّةٍ لن تزولَ، ما دامَ الحرفُ يُقامُ فيهِ على عروشِهِ، وما دامت أدرارُ تشهدُ بأنَّ جيلَها الجديدَ لم ينسَ أنَّ الفكرَ هوَ القوّةُ الأبقى، والأدبَ هوَ الروحُ التي لا تموتُ.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق