الجمعة، 14 نوفمبر 2025

بين عبق النخيل ونداء الوطن: سيرة قائد تربوي مهاجر فلاني محمد القاسم

تحت سماء الجنوب الدافئة، وبين رمال أدرار الذهبية التي تلفظ أصالة الأرض وتاريخها، تُرسم مسارات الرجال الذين يضيئون دروب الأجيال، واليوم نقف وقفة إجلال أمام قصة رجل سليل العلم والتربية والأخلاق والتفاني والإخلاص في أداء الواجب المهني، تسامت روحه مع رسالة التربية والتعليم، هو الدكتور/ فلاني محمد القاسم، مسيرةٌ ليست مجرد وظيفة، بل هي رحلة قيادة، وحكمة، وبصمة لا تُمحى على جبين المؤسسات التربوية.

​أولف: حيث غرست الحكمة بذورها
​لم تكن متوسطة "النوني" بأولف مجرد محطة عابرة في سجل الدكتور محمد القاسم، بل كانت فصلاً مضيئا في كتاب مسيرته، حيث كتب عنه البروفيسور الرقاني محمد على صفحته في الفيس بوك، لقد كنا شهودا على أننا أرسلنا إلى "دائرة الألفة والمحبة" إطارا من الإطارات الرقانية الفذة، مزودا بأثمن الأسلحة: حكمة الراسخين، وعلم المثابرين، وأخلاق الأتقياء، وإدارة الحازمين.
​لقد عهدنا إليه قيادة، فوهبها روحا؛ عهدنا إليه مسؤولية، فجعل منها رسالة، ورغم قصر فترة قيادته لمتوسطة النوني، فإن الأثر لا يُقاس بطول المدى، بل بعمق البصمة، و الكَمّ في الكيف، وليس الكم في العدد.
كان وجوده كـ "الومضة" التي تُشعل مصابيح لم تكن لتُضاء لولاه، مُحوّلاً الأروقة إلى منابر للعلم، والصفوف إلى رياض للتربية، والمؤسسة إلى خلية نحل تضج بالنشاط والحياة، لقد قدّم لمتوسطة النوني وأهلها الكرام في أولف الكثير، وكانت واثقين تمام الثقة بأن الأمانة أُودعت في يد أمينة، وأن الغرس أثمر يانعاً في واحة النوني.
رقان: نداء الجذور والمسؤولية
​ها هي الجذور، جذور مدينة الأصالة والعراقة، رقان، تنادي ابنها البار، تستحثه للعودة، لا ليأخذ قسطا من الراحة، بل ليُضيف فصلا جديدا من العطاء في سجلها التعليمي، إنه نداء الوطن الصغير، نداء الأرض التي منها انطلق، والمؤسسات التي تحتاج إلى خبرته المتراكمة وطاقته المتجددة.
​لقد استجاب الدكتور فلاني محمد القاسم لنداء الواجب، فبمطلع الأمس القريب، غادر أولف حاملا معه دعوات المحبين، ليحط الرحال مديرا لـ متوسطة 13 فبراير برقان، هذه ليست مجرد حركة إدارية، بل هي "هجرة" نبيلة، هجرة الكفاءة التي تسعى لتعمير القلوب قبل الأقسام، وبناء العقول قبل الجدران.
​إن انتقاله من "النوني" إلى "13 فبراير" هو تأكيد صارخ على أن الكفاءات لا تعرف الحدود الجغرافية، بل تتبع نداء الحاجة أينما كانت، وأن الإطار الحقيقي هو من يُحسن القيادة في أي موقع يوضع فيه، فليست المتوسطة هي التي تُكسبه الشرف، بل هو من يُضفي عليها شرفا بوجوده وعمله المتقن.
وداع العرفان واستقبال الأمل
​يأهل و محبي العلم و العلماء وأهل التربية في أولف، لقد أوفيتم، ولقد أوفى معكم، وداعكم له ليس وداع فراق، بل هو وداع عرفان وجميل، وشهادة فخر تسكن ذاكرة النوني للأبد. إن القائد عندما يرحل، يبقى صداه في أرجاء المكان، وتستمر حكمته في توجيه الخطوات، فلترحل الأجساد، وتبقى الآثار شامخة.
​يأهل في رقان، إنكم تستقبلون اليوم قائدا وإبنا محنكا، ومديرا مُلهِما، ترى في نفسه أنه سيُحوّل التحديات إلى فرص، وسيرتقي بـ "13 فبراير" إلى مصاف المؤسسات التي يُشار إليها بالبنان.
​وفي الختام، نقف بخشوع أمام هذه المسيرة النبيلة، رافعين أكف الضراعة:
​"اللهم بارك الخطو والخطوات، وأجعل التوفيق حليفا لسعيه، و احفظ الراحل والمرتحل، وبارك في أثره ومآثره، واجعل قيادته نورا يُضيء طريق أبنائنا وبناتنا." في كل قبعة من ولاية أدرار، ​فليستمر العطاء، وليستمر محمد القاسم في نسج خيوط المجد التربوي، قائدا مُلهِما بين أولف ورقّان وغيرهما، وسفيرا للحكمة أينما حلّ وارتحل.

كتبت هذا المقال إعتمادا على معلومات من صفحة البروفيسور الرقاني محمد ( ولد مولاي علي  )، وبمساعدة الذكاء الإصطناعي والمعلومات التي أدخلتها له وما طلبت منه.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق