بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبعيون دامعة تروي حكاية الفقد الأليم، تلقّينا نبأ رحيل أحد الأبناء البررة لـ "الأسرة الرقّادية الكنتية" بزاوية كنتة، ورجل الخير والعلم والتقوى والصلاح، الفقيد سالم بن أحمد كنتاوي.
لقد اختاره المولى عز وجل إلى جواره بعد وعكة صحية مفاجئة، انطفأ على إثرها نورٌ أضاء دروب الثقافة والإعلام في المنطقة، عن عمر ناهز الـ 54 عاما، تاركا خلفه سيرة عطرة وصدى جميلا سيبقى يتردد بين جنبات أدرار وزاوية كنته المباركة.
رجلٌ بأناقة الروح وعمق الثقافة
لم يكن سالم كنتاوي مجرد اسم عابر، بل كان فارسا بأناقة المظهر وجمال الجوهر، ففي شهادة مؤثرة، قال عنه البروفيسور حاجة أحمد الصديق المكنى بالزواني: "عَرفتُ محمد السالم شخصا أنيقا، طموحا، على قدر مقبول من ثقافة عصره...". وهذه الكلمات ليست مجرد مدح، بل هي وصف دقيق لشخصية جمعت بين الهمة العالية والذوق الرفيع والثقافة الواسعة التي استمدها من أصالة أسرته وعراقة زاويته، حيث كان يمثل الجسر الواصل بين عُمق التراث وبصيرة الحداثة، يسعى دائما للأفضل، حاملا رسالة الوعي والارتقاء.
صوت زاوية كنتة الذي غاب عن الأثير
الراحل سالم بن أحمد كنتاوي، سيبقى في ذاكرة الأسرة الإعلامية رمزا للإخلاص والتفاني، حيث كان مراسلا سابقا لـ إذاعة أدرار من زاوية كنتة، وبإسهاماته الإعلامية والثقافية والتراثية المختلفة، لم يكن مجرد ناقل للخبر، بل كان ضمير المنطقة النابض، بعباراته الرصينة وصوته المتميز، نقل هموم الناس وأفراحهم، وسلّط الضوء على كنوز التراث المحلي، ساعيا لتوثيق تاريخ أهله وعلمائهم،
حيث قد يرى البعض، أنه كان جندي الكلمة الذي حارب لأجل إبقاء الشعلة التراثية متقدة، وعرّف بأهمية زاوية كنتة كمنارة للعلم والصلاح.
خسارة موجعة لأسرة العلم والصلاح
إن رحيل "كنتاوي سالم بن أحمد" هو مصابٌ جللٌ ليس للأسرة الكريمة فحسب، بل هو فقدٌ يترك فراغا في صفوف أهل الخير والتقوى والصلاح، حيث هناك من يرى أن كان الفقيد مثالا يُحتذى به في برّه وتواضعه، وفي صلاحه وإقباله على الخير. واليوم، تودع زاوية كنتة رجلا من رجالاتها، كان خير سفير لها في المحافل، وخير داعم للعلم والمعرفة.
تعزية من صميم الوجدان
وإثر هذا المصاب الجلل، تتقدم الأسرة الإذاعية، وكل من عرف الفقيد وأحبّه، بخالص التعازي والمواساة إلى عائلة المرحوم سالم كنتاوي، وتدعو الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يتقبله القبول الحسن في الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء والصالحين.
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي."
صدق الله العظيم
لا نملك أمام قضاء الله إلا أن نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون." نسأل الله أن يلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان، وأن يجعل البركة في ذريته وخلفه، وأن تكون حياة الفقيد الطيبة خير شافع له يوم لقائه.
رحم الله سالم كنتاوي، وداعا يا أيها الأنيق، يا ابن العائلة الرقّادية الكنتية، سيبقى أثرك نورا، وصوتك صدىً، وسيرتك عطرا لا يزول.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق