الجمعة، 14 نوفمبر 2025

سيرة المعلم دحماني سي محمد قصة أكثر من 32 عاما من العطاء

في رحاب بلدية سالي الهادئة، تحت سماء ولاية أدرار الواسعة، تقف سيرة الأستاذ دحماني محمد شاهدة على معنى التفاني والعطاء الحقيقي، ليست مجرد سيرة معلم، بل هي حكاية رجل نذر حياته لرسالة، فكان نَسَبُه الطاهر وعمله المخلص أساسا لبناء أجيال من أبناء الوطن.

سليل النبوة وأخلاق الرسالة

​الأستاذ دحماني محمد، سليل الدولة النبوية الطاهرة، لم يرث النسب الشريف فحسب، بل ورث معه أرقى صور الأخلاق والتربية الحسنة، فشخصيته في حد ذاتها منهجا دراسيا، كان يُعلم طلابه قبل الحروف الأمانة، وقبل الرياضيات الاستقامة، وقبل العلوم الإنسانية قيمة العمل الصالح، وكان حضوره في الصف والمدرسة يتجاوز كونه مُلقّنا؛ كان مربيا بالقدوة، ومعلما بالبصيرة، وأستاذا بوقار المسؤولية.

​أكثر 32 عاما من عمره أفنيت في محراب التربية

​لقد أفنى هذا الرجل أكثر من اثنتين وثلاثين سنة من عمره في خدمة التربية والتعليم، وهي مدة ليست مجرد أرقام في سجل الخدمة، بل هي سجل حافل باللحظات الفارقة التي غيرت مسار حياة الآلاف، كان ديدنه التفاني والإخلاص المطلق؛ لا ينتظر ثناءً ولا يبتغي أجرا إلا الأجر الأخروي ورؤية بذوره وقد أينعت ثمارا يانعة.

​إن كل يوم قضاه الأستاذ والمربي دحماني سي محمد كان بمثابة حجر أساس في صرح هذا الوطن، لقد غرس في النفوس حب المعرفة، وفتح أمام العقول آفاق التفكير، وعلم القلوب معنى الانتماء، كان مدرسة متحركة، يفيض علما وحكمة، ويحتضن هموم الأجيال وأحلامهم.

​حصاد البذرة الطيبة: أجيال في القمة

​أما عن ثمار هذا العطاء، فهي اليوم تزين كل قطاع في الجزائر، لقد تخرج على يديه كوكبة من الأبناء الذين حملوا راية المسؤولية في أرقى المجالات:

​هذا طبيب يسهر على صحة الناس، وتلك ممرضة تخفف عن الآلام، وكلاهما يذكر فضل معلمه الأول في غرس الرحمة والإتقان.

​وهناك مهندس يشيد البنى التحتية، وكل زاوية في عمله تشهد على دقة تعلمها على مقاعد دراسته.

​وتلك أستاذة في مختلف الأطوار، وربما وصل بعضهم للتدريس في التعليم العالي، يحملون مشعل العلم الذي أضاءه لهم الأستاذ سيدي محمد دحماني.

​كل واحد من هؤلاء يمثل امتدادا حيا لجهد هذا المعلم العظيم، وكل نجاح يحققونه هو ورقة في سجل فخر "منارة سالي". لقد أثبت أن المعلم المخلص هو الصانع الحقيقي للمستقبل، وأن التربية الحسنة هي البنية التحتية الأهم لأي أمة.

​كلمة وفاء في حق صانع الرجال

​يا صاحب الفضل، يا أستاذنا دحماني سيدي محمد، إن العبارات لتقف عاجزة أمام عظمة ما قدمت، لم تكن مجرد معلم، بل أرى أنك كنت أبا روحيا، وسفينة نوح التي عبرت بالأجيال من ظلام الجهل إلى نور العلم، فليبارك الله في عمرك وعملك، وليجعل كل طبيب شفي مريضا، وكل مهندس أقام صرحا، وكل أستاذ علم جيلا، في ميزان حسناتك، فما زرعته بالأمس، نحصده اليوم مجدا وعزّة.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق