تواصل مصالح الأمن بولاية أدرار، بالتنسيق مع السلطات المحلية، جهودها في حملة واسعة لتطهير الأحياء والشوارع من كل مظاهر الفوضى، وتهدف الحملة إلى إزالة الحواجز المشيدة بطريقة غير قانونية وغيرها، التي تعيق حركة المرور وتشوّه المظهر العام للمدينة، وتأتي هذه المبادرة في إطار سعي السلطات المحلية لإعادة تنظيم الفضاء العام وتحسين جودة الحياة للمواطنين، وقد لاقت الحملة استحسانا كبيرا من سكان أدرار الذين عانوا من الفوضى والعوائق التي كانت تنتشر في العديد من الأماكن، وتؤكد مديرية الأمن على استمرار هذه الجهود لضمان بيئة حضرية منظمة وآمنة للجميع.
السبت، 6 سبتمبر 2025
الشرطة بأدرار تواصل المشاركة في حملات تطهير الأحياء والشوارع
الخميس، 4 سبتمبر 2025
الإمام علي بن أبي طالب يضع ثلاث قواعد ذهبية بمثابة خارطة طريق
يضع الإمام علي بن أبي طالب ثلاث قواعد ذهبية بمثابة خارطة طريق، تلك الكلمات المضيئة، التي تخرج من ينبوع الحكمة العلوية، ليست مجرد أقوال تُنطق، بل هي قوانين للحياة تُكتب بماء الذهب حيث يضع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثلاث قواعد ذهبية، هي بمثابة خارطة طريق لفهم موازين القوة والعلاقات البشرية، وسبيل لتحقيق العزة والكرامة الحقيقية: (امْنُنْ على من شئتَ تكن أميرَهُ، واحتجْ إلى من شئتَ تكن أسيرَهُ، واستغنِ عن من شئتَ تكن نظيرَهُ).
فن القيادة والعطاء
إن العطاء ليس مجرد بذل للمال أو المساعدة، بل هو فعل يترجم إلى قوة ناعمة لا تُضاهى، فعندما تمد يد العون لشخص في ضيق، أو تسعفه في محنة، فإنك تزرع في قلبه شعورا بالامتنان العميق، هذا الامتنان ليس دينا يُسدد، بل هو رابطة روحية تُنشأ، و يصبح صاحب العطاء "أميرًا" لا بسيف وقوة، بل بفضل وإحسان إنه أمير على قلوب الناس، ومكانته تُبنى على الحب والولاء لا على الخوف والإكراه، هذه الإمارة لا تسلب حرية الآخرين، بل تمنحهم شعورا بالأمان، وتضعهم تحت جناح كرمك، إنها دعوة للتفكير في العطاء كاستثمار في الإنسانية، وإدراك أن الكرم هو أسمى صور السلطة.
قيد الحاجة والعبودية
على النقيض تماما، تأتي الحاجة لترسم صورة للضعف والارتهان، إن الاعتماد على الآخرين، وطلب المساعدة منهم باستمرار، يُورث شعورا بالضآلة ويُفقد الإنسان كرامته تدريجيا، يقول الإمام: "واحتجْ إلى من شئتَ تكن أسيرَهُ"، وما أصدقها من عبارة! فالذي يمد يده متسولا، سواء كان المال أو العطف أو حتى الاعتراف، يصبح عبدا لمُعطيه، يصبح قراره رهينا لمشيئة الآخر، وحريته تُقيد بقيود الامتنان، إن الأسير ليس فقط من يُقيد بسلاسل حديدية، بل هو أيضًا من تُقيد نفسه بالخضوع والتبعية، إن هذه الحكمة تدعونا إلى الصبر والمثابرة والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي، حتى لا نُصبح أسرى لحاجاتنا، أو أسرى لفضل الآخرين.
عزة الاستغناء والندية
وفي ذروة الحكمة، يضع الإمام علي (عليه السلام) حلا ثالثا يجمع بين القوة والكرامة: "واستغنِ عن من شئتَ تكن نظيرَهُ". الاستغناء هنا ليس بالضرورة ثراءً ماديا، بل هو حالة نفسية من الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس، عندما لا تكون بحاجة لأحد، فإنك تُحرر نفسك من قيود العلاقات المبنية على المنفعة، و يصبح وجودك قيمة بحد ذاته، وتعاملك مع الآخرين يكون من منطلق الندية والاحترام المتبادل، لست فوقهم لِتُمنن، ولست دونهم لِتَحتاج، أنت "نظير" أي شريك متساوٍ في الكرامة، تُقدم وتأخذ باحترام متبادل، هذه المساواة هي أساس العلاقات الصحية والمتينة، التي لا تهتز بمرور الزمن، إنها دعوة إلى بناء شخصية قوية مستقلة، لا تخضع للظروف أو الأشخاص، بل تخلق ظروفها الخاصة وتفرض احترامها.
خلاصة الحكمة
تلك الكلمات الثلاث ليست مجرد نصائح عابرة، بل هي جوهر فلسفة حياة كاملة، إنها تُعلمنا أن الكرامة ليست أمرا يُوهب، بل هي حصيلة أفعالنا وخياراتنا، فإما أن نكون كرماء فنصبح قادة بقلوبنا، أو محتاجين فنصبح أسرى، أو مستغنين فنكون أحرارا وشركاء، إن طريق العزة الحقيقية يمر عبر بوابة الاستغناء، ويُمهد بالعطاء، ويتجنب متاهات الحاجة. فأي طريق ستختار؟
القوانين تنهار مبادئ وقيم الإسلام
في ظل عالمٍ تتقلب فيه الموازين وتتبدل فيه القيم، وتتصارع فيه النظريات وتتهالك فيه القوانين، يبقى هناك نورٌ لا ينطفئ، ومنارٌ لا يضلّ من إستقى منه، إنه نور الإسلام العظيم، الذي لا تُقاس عظمته بقوانين البشر، ولا تُحصر قيمه في نظرياتهم القاصرة، فكل القوانين التي وضعها الإنسان، مهما بلغت من دقة وإحكام، تظل قاصرة وعاجزة عن احتواء كل متغيرات الحياة، وعن تحقيق العدالة الكاملة التي تشمل كل المخلوقات.
الواسـطـيـة: ميزانُ العدلِ الإلهي
يتجلى سر عظمة الإسلام في واسطيته التي هي جوهر عدله وكمال تشريعه، إنها ليست مجرد نقطة وسط بين طرفين، بل هي ميزانٌ إلهي دقيق يزنُ الحق بالحق، ويقيم العدل بالعدل، ففي الإسلام، لا يطغى الفرد على الجماعة، ولا تُهمَل الجماعة في سبيل الفرد، لا إفراط ولا تفريط، لا غلو ولا تقصير، هذه الواسطية هي التي جعلت من الإسلام رحمةً للعالمين، لا تخص فئةً دون أخرى، ولا تميز بين جنسٍ أو لونٍ أو معتقد.
فحين تنهار القوانين البشرية أمام المصالح الشخصية أو الأهواء المتقلبة، يبقى عدل الإسلام راسخا كالجبال، لا يتزعزع، إنه عدلٌ من الله، يتجاوز حدود الإنسان، ليشمل كل المخلوقات: من رحمةٍ تُوجّه للإنسان الضعيف، إلى رفقٍ يُوصى به بالحيوان الأعجم، إلى عنايةٍ تُعطى للنبات والشجر، هذا العدل الشامل هو ما يمنح الإسلام قوة لا مثيل لها، وقدرة على احتواء كل مشاكل الحياة.
قيمٌ نبيلة ورحمةٌ شاملة
إن القيم النبيلة في الإسلام ليست مجرد شعارات تُرفع، بل هي مبادئ حية تُطبق وتُعاش، فمن التسامح الذي يفتح القلوب، إلى العفو الذي يمحو الأحقاد، إلى الكرم الذي يجود بالنفس والمال، وإلى الإحسان الذي يغطي كل عمل، هذه القيم ليست مجرد فضائل أخلاقية، بل هي رحمة من الله أودعها في هذا الدين ليكون منارة للإنسانية التائهة.
فالإسلام ليس دينا لا يقتصر على الصلاة والصيام، بل هو نظام حياة متكامل، يحمل في طياته رحمةً لكل مخلوق، إنه يرى الكون كله نسيجا واحدا، مترابطا ومتناغما، فالإنسان فيه أخٌ لأخيه في الإنسانية، والحيوان فيه كائنٌ يستحق الشفقة، والنبات والشجر فيه مخلوقاتٌ لها حق في الحياة، والحجر فيه رمزٌ لثبات الخالق وعظمته، هذه النظرة الشاملة والرحمة الواسعة هي ما تجعل الإسلام ملاذا لكل نفس تائهة، وشفاءً لكل قلب مجروح.
فإذا رأيتَ القوانين تتهاوى أمام ظلم الأقوياء، وتتهافت أمام جشع الطامعين، فاعلم أن عدل الإسلام قادمٌ ليرفع الظلم، وأن رحمته قادرة على تضميد الجراح، إن الإسلام ليس مجرد دين، بل هو نورٌ يشع في ظلمات الكون، ورحمةٌ تُظلل كل الكائنات، وقانونٌ لا ينهار أبداً، لأنه من صنع من لا ينهار حكمه ولا يزول ملكه.
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين
يُعدّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مناسبةً، تُقام في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام، وهو ذكرى ميلاد النبي محمد ﷺ، و يثير هذا الاحتفال جدلاً واسعا بين فئات المسلمين؛ فمنهم من يرى أنه بدعة حسنة ومشروعة، ومنهم من يراه بدعة سيئة لا أصل لها في الدين، هذا المقال يستعرض كلا الرأيين مع الأدلة التي يستند إليها كل فريق.
المؤيدون للاحتفال وأدلتهم:
يستند المؤيدون للاحتفال بالمولد النبوي إلى مجموعة من الأدلة الشرعية والعقلية:
التعظيم والمحبة: يرى المؤيدون أن الاحتفال هو تعبير عن حب وتعظيم النبي محمد ﷺ، وهو أمر مطلوب شرعا، وأن إظهار الفرح بميلاده يُعدّ جزءا من الإيمان.
القياس على الفرح بنجاة موسى: يستدلون بحديث صيام يوم عاشوراء، حيث صامه النبي محمد ﷺ فرحا بنجاة موسى عليه السلام من فرعو، ويقيسون على ذلك أن الفرح بميلاد سيد الأنبياء أولى وأعظم.
أصل البدعة الحسنة: يعتمد المؤيدون على مبدأ البدعة الحسنة، الذي يرى أن كل ما كان فيه خير ولم يخالف نصا شرعيا فهو جائز، ويستشهدون بقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن صلاة التراويح: "نعمت البدعة هذه".
الفوائد الاجتماعية والدينية: يرى المؤيدون أن الاحتفال فرصة لـالاجتماع على ذكر الله، وتلاوة القرآن، ومدارسة السيرة النبوية، وإطعام الطعام.
المعارضون للاحتفال وأدلتهم:
يعارض فريق آخر الاحتفال بالمولد النبوي بناءً على الأدلة التالية:
الخوف من البدعة: يرى المعارضون أن الاحتفال بدعة محدثة لم يفعلها النبي ﷺ ولا أحد من الصحابة الكرام ولا التابعين، وأن كل بدعة في الدين ضلالة، استنادا لقوله ﷺ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
مخالفة هدي السلف الصالح: يرى المعارضون أن خير الهدي هو هدي النبي ﷺ وأصحابه، وأنه لو كان في الاحتفال خير، لسبقونا إليه.
الخوف من المغالاة: يرى المعارضون أن الاحتفال قد يؤدي إلى مظاهر شركية أو محرمة، مثل الغناء الصوفي المصحوب بآلات محرمة، أو الإفراط في تعظيم النبي ﷺ إلى حد العبادة.
الاكتفاء بالسنّة: يرى المعارضون أن حب النبي ﷺ وتعظيمه لا يكون بالاحتفال بمولده، بل يكون باتباع سنّته والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، فالسنة هي الطريق الصحيح للتعبير عن الحب.
خلاصة المقال
في الختام، يُعدّ موضوع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قضية فقهية خلافية، لا يمكن لأي من الفريقين إنكار حُسن نية الآخر، فالمؤيدون يهدفون إلى تعظيم النبي ﷺ وإظهار الفرح به، والمعارضون يهدفون إلى اتباع السنة الصحيحة وتجنّب البدع، والاحتفال بالمولد لا يُعدّ من أركان الدين ولا من فروضه ولا من سننه، وهو محل اجتهاد بين الفقهاء، و الأهم هو أن نتذكر سيرة النبي ﷺ ونتأسى بأخلاقه وسنّته في جميع الأيام، فخير ما نُكرم به النبي هو أن نُطبّق ما جاء به من تعاليم سمحة.
في حضرة الذات سر نجاح العلاقات
في زحام الحياة، وتوالي الأدوار التي نرتديها، غالبا ما ننسى أنفسنا، نتحوّل إلى نسخٍ مصطنعة، مصمّمة خصيصا لإرضاء الآخرين، نُعدّل من كلماتنا، ونُخفِي أفكارنا، وندفن مشاعرنا، فقط لنكسب القبول أو الإعجاب، في هذا السباق المرهِق نحو الكمال الزائف، تذبل أرواحنا وتختنق، وتصبح علاقاتنا مجرد مسرحيات باهتة، تُؤدّى بأقنعة لا تُشبِهنا،
لكن أنجح العلاقات ليست تلك التي نبنيها على أساس الخوف من الفقدان، أو الرغبة في التزييف، بل هي تلك التي تكون فيها أنت، بكل ما فيك من أصالة وصدق. أن تكون على سجيتك، لا تتكلّف ولا تخشى من إظهار عيوبك قبل مزاياك، هذا هو سرّ القوة الحقيقية في أي علاقة.
عندما تُحب شخصا كما هو، وتُقدّره بكل أبعاده، فأنت تمنحه مساحة آمنة ليكون على طبيعته، وهذا هو ما يجب أن تكون عليه العلاقات المتبادلة، لا مجال فيها للاختناق أو الشعور بالضغط، لا حاجة لأن تتظاهر بأنك شخص آخر، لا في مظهرك ولا في جوهرك، يمكنك أن تعبّر عن رغباتك بوضوح، دون خوف من الحكم أو الرفض، يمكنك أن تُفصِح عن ميولك الغريبة، وأن تُشارك أفكارك الأكثر جنونا دون تردد، لأن الشريك الحقيقي هو الذي يجد الجمال في كل هذا، ويُحبك لا على الرغم من اختلافك، بل بسببه.
هذه العلاقات هي كحديقة مزهرة تُسقى بماء الصدق، و تنمو فيها الثقة، وتتفتح فيها زهور الأمان، لا تحتاج فيها إلى تزوير داخلي أو خارجي، إنها علاقة مبنية على أساس صلب من التقبل والتفاهم، هنا لا يوجد مكان للمنافسة أو التنافس، بل هناك دعم متبادل يُغذّي الروح ويُحرّرها من قيود المجتمع وتوقعاته، وعندما تُعطي نفسك الإذن لكي تكون حقيقيا، فإنك تُحرّر الطرف الآخر أيضا، وتُعلّمه أن الحب ليس صفقة تُبنى على شروط، بل هو احتضان كامل للذات بكل ما فيها من نور وظل، ولهذا فإن أكثر العلاقات نجاحا هي تلك التي يكون فيها الشريكين قادرين على خلع أقنعتهم، والجلوس معا في هدوء، ليروا بعضهم البعض كما هم، دون رتوش أو تزييف، تلك هي اللحظة التي يُولد فيها الحب الحقيقي، ويتعمّق فيها الرابط، لأنك لا تُحب صورة زائفة، بل تُحب إنسانا بكل ما فيه من ضعف وقوة، وجنون ووعي، وكل ما يجعل منه فريدا.
منارات النجاة التمسك بالكتاب والسنة لبناء مجتمع مزدهر
في زحمة الحياة المعاصرة وتلاطم أمواجها، حيث تتسارع المتغيرات وتتعاظم التحديات، يبرز التمسك بالأصول والثوابت كخيار حتمي وضرورة قصوى، إن بناء فرد صالح ومجتمع مزدهر لا يمكن أن يتم على أسس هشة أو مبادئ متغيرة، بل يتطلب قاعدة صلبة لا تتزعزع، هذه القاعدة هي كتاب الله وسنة رسوله، اللذان يمثلان منارة الهداية والتحصين من كل ما يهدد كيان الفرد وسلامة المجتمع.
كتاب الله: النور الذي لا يخفت
القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني يُتلى، بل هو دستور شامل للحياة، ومنهج متكامل يغطي جميع جوانبها، إنه مصدر العلم والحكمة، وقاعدة الأخلاق والقيم،إن التمسك بكتاب الله يعني أكثر من مجرد تلاوة آياته؛ إنه يعني التدبر في معانيه، وفهم مقاصده، وتطبيق أحكامه في الحياة اليومية، في كل آية، يجد الإنسان ما يغذيه باليقين، ويقويه على مواجهة الصعاب، ويهديه إلى الحق في زمن يكثر فيه الباطل، هو الحبل المتين الذي يشد الأمة إلى ربها، ويصون وحدتها من التمزق، القرآن هو الذي يرسخ الإيمان في القلوب، ويجعل الفرد يستشعر عظمة الخالق، ما ينعكس على سلوكه وأخلاقه، فيصبح عضوا فاعلا وإيجابيا في مجتمعه.
سنة الرسول: القدوة الحسنة
إذا كان القرآن هو النظرية، فإن السنة النبوية هي التطبيق العملي لهذه النظرية، لقد كان رسول الله ﷺ قرآنًا يمشي على الأرض، كما وصفته أم المؤمنين زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، فكانت سيرته العطرة وسنته المطهرة ترجمة حية لمبادئ الإسلام، واتباع سنته يعني الاقتداء به في أقواله وأفعاله وأخلاقه، في عبادته ومعاملاته، فالسنة النبوية تعلمنا كيف نكون صادقين وأمناء، وكيف نتعامل مع أهلنا وجيراننا، وكيف نخدم مجتمعاتنا، هي التي تكمل فهمنا للقرآن، وتفصل لنا ما أُجمل فيه، وباتباعه تتشكل شخصية المسلم المتوازنة، التي تجمع بين قوة الإيمان وجمال الأخلاق، مما يجعله عنصرا فاعلا في بناء مجتمع متراحم ومتكافل.
تربية الأبناء: استثمار في المستقبل
لا يمكن أن تستمر الأمة في مسيرتها نحو الازدهار ما لم تُورِّث هذه المبادئ للأجيال القادمة، إن تربية الأبناء على كتاب الله وسنة رسوله هي أهم استثمار يمكن أن يقوم به الآباء والمربون، هذه التربية ليست مهمة سهلة، بل هي مسؤولية عظيمة تتطلب الصبر والحكمة والمثابرة، عندما نغرس في نفوس أبنائنا حب القرآن، وتعظيم النبي ﷺ، فإننا نحصنهم من كل المؤثرات السلبية التي تحاول أن تجرفهم بعيدا عن هويتهم وقيمهم، هذه التربية هي التي تشكل جيلا واعيا، يحمل رسالة الإسلام، ويتحمل مسؤولية إعمار الأرض، جيلا لا يخشى فتن العصر بل يواجهها بعلم ويقين، لبناء مستقبل أمة بأكملها.
ثمار التمسك: مجتمع صالح ومزدهر
إن التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وتربية الأبناء على هذه المبادئ، ليس هدفا بحد ذاته، بل هو وسيلة لتحقيق غايات أسمى، الغاية الأولى هي رضا الله تعالى، الذي لا يدرك إلا بالالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، والغاية الثانية هي التحصين من الانجراف وراء كل ما هو هادم للفرد والمجتمع، من الأفكار المسمومة والسلوكيات المنحرفة، وثمرة كل ذلك هي بناء مجتمع صالح ومزدهر، مجتمع لا يكتفي بالصلاح الفردي، بل يعمل على تحقيق الصلاح الجماعي، مجتمع قائم على العدل والرحمة، والعلم والأخلاق، مجتمع يحقق التقدم المادي دون أن ينسى روحه، ويزدهر في الدنيا والآخرة.
الأربعاء، 3 سبتمبر 2025
تكريم 12 من حفظة القرآن بأولف الكبير بلدية تمقطن ولاية أدرار
في أجواء من الفرح والروحانية، احتضن مسجد أبي بكر الصديق ببلدية تيمقطن دائرة أولف بولاية أدرار، يوم الأربعاء 03 سبتمبر 2025، حفلا بهيجا لتكريم كوكبة جديدة من حفظة القرآن الكريم، وجاء هذا الحفل في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها المدارس القرآنية في أدرار بالتعاون مع أولياء الأمور، جمعيات المساجد، والأئمة، و الشيوخ ومدرسي القرآن، لتقدير وتشجيع الأبناء الذين أتموا خام كتاب الله، وقد شمل التكريم 12 حافظًا وحافظة، منهم 9 ذكور و3 إناث، الذين بذلوا جهودا كبيرة في سبيل حفظ القرآن، وشهد الحفل حضورا غفيرا من أهالي المنطقة، وأئمة وشيوخ، ومدرسين، إلى جانب عائلات المكرمين، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها المجتمع المحلي لحفظ القرآن الكريم وتدريسه، و تُعد هذه المبادرات من الركائز الأساسية في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية للمجتمع، وتُسهم في بناء جيل واعٍ ومتمسك بقيمه. ومثل هذه الاحتفالات لا تُعد مجرد تكريم رمزي، بل هي رسالة قوية تؤكد أن القرآن الكريم هو منبع الخير والعلم الذي يُضيء دروب الأجيال القادمة.
أمن أدرار يواصل تنظيم حملات السلامة المرورية
تواصل مصالح الأمن بولاية أدرار جهودها لتعزيز السلامة المرورية على الطرقات، وذلك عبر تنظيم حملات توعية مكثفة تستهدف فئات متنوعة من السائقين، تهدف هذه المبادرات إلى غرس ثقافة مرورية سليمة والحد من حوادث السير التي قد تقع بسبب الإهمال أو عدم الوعي بقوانين المرور، وتستهداف الحملة سائقي المركبات الثقيلة والخفيفة و المشاة، وتؤكد هذه الحملة أن تحقيق السلامة المرورية هو مسؤولية مشتركة، تتطلب تضافر جهود الجميع من أفراد ومؤسسات، والتوعية لا تقتصر على الجانب الردعي، بل تمتد لتشمل الإرشاد والتثقيف، مما يساهم في بناء جيل واعٍ يدرك أهمية الالتزام بقواعد السلامة، وتسهم هذه المبادرات في جعل طرقات أدرار أكثر أمانا للجميع، والحد من الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الحوادث المرورية.
المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بأدرار تنظم الملتقى السابع للمغيلي
تعتزم ولاية أدرار، ممثلة في المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية وبالتنسيق جامعة أحمد درايعية، وبالتعاون مع مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا بجامعة أدرار، ومؤسسة الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي، تنظيم الملتقى الوطني السابع للإمام محمد بن عبدالكريم المغيلي، تحت عنوان : "المنجز العلمي والأدبي للإمام المغيلي – الرؤية والسياق"، ويأتي هذا الملتقى ليُسلط الضوء على شخصية فذة تركت بصماتها العميقة في التاريخ الإسلامي والإفريقي، الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي، الذي لم يكن مجرد عالم دين، بل كان صاحب رؤية ثاقبة وعمل دؤوب، وذلك لأن إسهاماته العلمية والأدبية تشكل كنزا من المعرفة، من الضروري استكشافه وفهمه في سياقه التاريخي، لاستلهام الدروس منه وتطبيقها في واقعنا، والدعوة الموجهة المشاركة في هذا الملتقى، ليست مجرد فرصة أكاديمية، بل هي نداء للمثقفين والباحثين والمؤرخين وكل من يرى في المعرفة طريقا للارتقاء، إنها فرصة لجمع العقول النيرة، لإعادة قراءة أعمال الإمام المغيلي، وفك شفرة رسائله التي ما زالت تحمل معاني قيمة ومواقف حكيمة، إذ يمكن للمهتمين المشاركة في هذا الملتقى من خلال إرسال مداخلاتهم إلى البريد الإلكتروني: kerroum116@univ-adrar.edu.dz. ولمزيد من المعلومات، يمكنهم التواصل عبر الأرقام: 0665507576 أو 0660490233، ومن خلال هذا الملتقى أو اليوم الدراسي ستلتقي الأصالة بالحداثة، وينبعث من التراث العلمي للمنطقة، نور يضيء دروب المستقبل.
أدرار تتألق يفوز المنشد بشيري محمد عبد الله في مسابقة حادي الأرواح الدولية
تواصل أدرار إثبات مكانتها كمنبع للمواهب، حيث حقق الأستاذ والمنشد بشيري محمد عبد الله إنجازا استثنائيا بفوزه بالمرتبة الأولى في مسابقة "حادي الأرواح" الدولية للإنشاد والمديح، وقد جاءت هذه النتيجة المشرفة لتؤكد على عمق التراث الفني والروحي الذي تزخر به الولاية، والذي يتجسد في أصوات أبنائها، ويُعد فوز الأستاذ بشيري تتويجا لمسيرة فنية حافلة بالجهد والالتزام، حيث استطاع بصوته القوي وأدائه المتقن أن يتفوق على منافسيه، وتعتبر هذه المسابقة، التي تستقطب نخبة من المنشدين، منصة هامة لإبراز المواهب ودعم الفن الهادف الذي يخدم رسالة التسامح والمحبة، ويأمل الكثيرون أن يكون هذا الفوز محطة انطلاق لمسيرة فنية حافلة بالمزيد من النجاحات والتميز، هذا الإنجاز ليس مجرد فوز شخصي، بل هو فوز لجميع محبي الفن الأصيل في أدرار، ويؤكد أن الإرادة والموهبة، عندما تجتمعان، يمكن أن تصنعا الإنجازات العظيمة على الصعيدين المحلي والدولي.
فرقة الشرطة القضائية بأدرار تطيح بشبكة لترويج المخدرات وتوقف 5 أشخاص
تمكنت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بأمن ولاية أدرار من وضع حد لنشاط 5 أشخاص كانوا بصدد ترويج كمية من المخدرات الصلبة والمؤثرات العقلية وسط مدينة أدرار، وجاءت العملية بعد عمل استخباراتي مكّن الفرقة من تحديد هوية وموقع المشتبه بهم، حيث تم توقيفهم في حالة تلبس، و أسفرت عملية التفتيش عن حجز كمية معتبرة من المواد المخدرة، تنوعت بين أقراص مهلوسة ومخدرات صلبة، وقد شملت المحجوزات 151 قرص مهلوس من نوع بريغابالين 300 ملغ ذات منشأ أجنبي، و11.50 غرام من الكوكايين، و0.14 غرام من الكيف المعالج، وحجز 1.18 غرام من المخدرات الصلبة البزودياز، وتم تقديم الموقوفين أمام الجهات القضائية المختصة بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، وذلك بتهمة حيازة وترويج المخدرات، وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة لمصالح الأمن من أجل مكافحة الجريمة المنظمة وحماية المجتمع من آفة المخدرات.
الأحد، 31 أغسطس 2025
المؤسسة الإستشفائية بأولف أدرار تتدعم بطبيبين كوبيين
في خطوة هامة نحو تعزيز الخدمات الصحية وتقريبها من المواطنين، شهدت المؤسسة العمومية الاستشفائية بأولف دعما نوعيا تمثل في التحاق طبيبين كوبيين متخصصين في علم الأشعة والتصوير الطبي، ومن المقرر أن يباشر الطبيبان عملهما خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك في إطار حرص السلطات العليا على تحسين التكفل الصحي بالمنطقة، وجاء هذا الدعم ليسد حاجة ملحة في القطاع الصحي بالمنطقة، حيث سيسهم وجود الطبيبين المختصين في الأشعة في توفير خدمات التشخيص الدقيق للمرضى محليا،
وفي هذا الصدد، عبرت إدارة المؤسسة العمومية الاستشفائية بأولف عن فخرها بهذا الدعم، مؤكدة أنه ثمرة جهود متواصلة وتعاون مثمر، وتقدمت الإدارة بجزيل الشكر والعرفان إلى مديرة الصحة لولاية أدرار على ما بذلته من جهود حثيثة لرفع مستوى الرعاية الصحية بالمنطقة، كما قدمت الإدارة شكرها لنواب البرلمان على دعمهم ومساندتهم، التي كان لها بالغ الأثر في تجسيد هذا الإنجاز على أرض الواقع، ويُعد هذا الدعم الطبي الجديد خطوة إيجابية نحو تحقيق رؤية السلطات العليا في توفير رعاية صحية متكاملة وعالية الجودة لكافة المواطنين، ويعكس هذا سعي الدولة لتحسين البنية التحتية الصحية وتلبية احتياجات سكان المناطق النائية.
الشيخ محمد بن عبد الله كنتاوي صوتٌ قرآنيٌ يرحل من تمقطن
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبعيون تفيض حزناً على فراق عزيز، ودّعت أمة القرآن والأمة الإسلامية قامةً من قامات العلم والذكر، وعلماً من أعلام القراء المتقنين، إنه الشيخ محمد بن عبد الله كنتاوي، الساكن قيد حياته بقصر تمقطن بلدية تمقطن ولاية أدرار ، الذي ارتحل إلى جوار ربه بعد مسيرة حافلة بالعطاء والبذل في خدمة كتاب الله، كان الشيخ محمد كنتاوي -طيب الله ثراه- ليس مجرد قارئ، بل كان صوتاً عذباً يتردد صداه في جنبات المسجد، فيبعث الطمأنينة والخشوع في قلوب المصلين، صوته الرنان، الذي كان يلامس الروح قبل الأذن، كان بمثابة جسر يربط بين الدنيا والآخرة، يأخذ المستمع في رحلة روحية، حيث الكلمات المقدسة تنفذ إلى الأعماق، وتغسل القلوب من درنها، لقد كانت تلاوته ليست مجرد تلاوة، بل كانت تأملاً، وخشوعاً، وحباً لكلام الله، يتجلى في كل حرف يخرج من بين شفتيه، لقد عاش الفقيد حياته نذراً للعلم، فكان معلماً مربياً، يغرس حب القرآن في نفوس الأجيال، ويشيد به صروحاً من الإيمان والعلم، لم يكن يكتفِ بتعليم الحروف، بل كان يربي على الأخلاق الفاضلة، ويغرس في تلاميذه قيم القرآن العظيمة، لقد كان المسجد الذي عمره بصوته، وجهده، شاهداً على عطائه الذي لم ينضب، ومثلاً يحتذى في الإخلاص والتفاني، وفي زمن كثرت فيه المغريات، كان الشيخ محمد كنتاوي منارةً ثابتة، يذكر الناس بروحانيتهم، ويقربهم من خالقهم، وكان رمزاً للتواضع والورع، وعنواناً للعالم العامل الذي يترجم علمه إلى عمل، وقيمه إلى حياة، رحيله خسارة كبيرة، ليس فقط لأهله وذويه، بل لكل من أحبه واستمع إلى تلاوته، واستفاد من علمه، ولكن عزاءنا أنه خلف من بعده ذرية طيبة صالحة، تسير على دربه، وتحمل مشعل القرآن من بعده إن شاء الله، وتدعو له بالرحمة والمغفرة، فكم من طالب علم سيترحم عليه، وكم من مصحف سيُقرأ بفضل ما غرسه، وكم من دعاء سيصعد إليه من أفواه محبيه وتلاميذه، ودّعناه جسداً، ولكن صوته القرآني سيبقى حياً في الذاكرتنا، يتردد صداه في القلوب، ويذكر بمسيرة رجل كرّس حياته في سبيل الله، فنم هنيئاً يا شيخنا الفاضل، فقد أديت الأمانة، وبلّغت الرسالة، وتركت إرثاً لا يفنى، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وداعًا مولاي براهيم سي الطاهر، شمعة العلم التي أضاءت دروب متليلي الشعانبة
انطفأت شمعة، لكن نورها سيبقى ساطعا إلى الأبد، في يوم السبت 30 أوت 2025، اهتزت متليلي الشعانبة على وقع خبر مؤلم، خبر رحيل الأستاذ الجليل، مربي الأجيال، ومعلم القرآن والعربية، مولاي براهيم سي الطاهر، لم يكن وداعا لشخص عادي، بل كان وداعا لقامة تربوية ودينية قل نظيرها، رجل أفنى زهرة شبابه وحياته كلها في خدمة العلم وأهله، كان مولاي براهيم أشبه بنهرٍ جارٍ، يروي العقول بالمعرفة، ويغذي القلوب بالإيمان، لم يقتصر دوره على تلقين الحروف والكلمات، بل كان مهندسا للنفوس، ونحاتا للأخلاق، يغرس في تلاميذه حب القرآن الكريم والافتخار باللغة العربية، لغة الضاد، كان يرى في كل طالب بذرةً صالحة، لا يكل ولا يمل من سقيها ورعايتها حتى تصبح شجرةً مثمرة تظلل المجتمع وتفيده، لقد كانت أيامه ولياليه شاهدةً على تفانيه وإخلاصه؛ فكم من فجرٍ شهدَ ترتيله للقرآن مع طلابه، وكم من مغربٍ جمعهم حوله ليتعلموا أصول النحو والصرف، لم يكن يعلمهم فحسب، بل كان قدوةً لهم في كل صغيرة وكبيرة؛ في تواضعه الجم، وصبره العظيم، وحكمته التي كانت تسبق كلامه، كان يجمع بين صرامة المعلم وحنان الأب، في مزيج فريد جعل منه شخصية لا تُنسى في ذاكرة كل من تتلمذ على يديه، لقد خلف الفقيد وراءه إرثا عظيمًا لا يُقدر بثمن، فكل طبيب، ومهندس، ومعلم، وإمام، وسياسي، تخرج من مدرسته، هو بمثابة امتداد لنوره الذي لم ينطفئ، إن بصماته محفورة في وجدان أجيال كاملة، أجيال لن تنسَ أبدا فضل هذا الرجل الذي حمل على عاتقه مسؤولية تربيتهم وإعدادهم للحياة، وفي موكب مهيب، شارك فيه المئات من أهالي متليلي الشعانبة ومحبي الفقيد، ووري جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة قوابين القمقومة، في مشهد يعكس حجم الفقد وعمق المحبة، كانت الدموع تمتزج بالدعوات الصادقة، والقلوب تخشع تأثرا برحيل هذا المعلم الفاضل، لم تكن جنازة، بل كانت مسيرة وفاء وعرفان، من شعب أحب مربيه وأدرك قيمته، إن رحيل مولاي براهيم سي الطاهر ليس خسارة لمتليلي الشعانبة وحدها، بل هو خسارة للوطن بأكمله، ولكن عزاؤنا أنه ترك لنا إرثا خالدا من العلم والأخلاق، وسيبقى اسمه محفورا في صفحات التاريخ بأحرف من نور، ( إنا لله وإنا إليه راجعون )، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته، ورزق أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
مديرية التجارة بأدرار تنظم معرضا لبيع الأدوات المدرسية
في خطوة تهدف إلى دعم الأسر وتحضير التلاميذ للدخول المدرسي الجديد، افتُتح يوم الخميس 28 أوت 2025 بمدينة أدرار، المعرض الخاص باالأدوات المدرسية، أشرف عليه شريد رشيد الأمين العام لولاية أدرار المكلف بتسيير شؤونها رفقة السلطات المحلية، وذلك بدار الثقافة الشهيد شيباني محمد بساحة الشهداء، المعرض تنظمه مديرية التجارة لولاية أدرار بالتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة "توات" ومختلف الشركاء الفاعلين، يشهد إقبالا واسعا من المواطنين، الذين أبدوا استحسانهم للمبادرة التي تُسهم في توفير كافة المستلزمات الضرورية بأسعار تنافسية ومناسبة للجميع، وقد جرى حفل الافتتاح بحضور ممثلين عن عدة مديريات فاعلة بالولاية، من بينها مديريات ( التربية، والثقافة، والتكوين المهني، والسياحة )، بالإضافة إلى جامعة أدرار، ما يؤكد على أهمية هذا الحدث ودوره في تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات لخدمة المجتمع، ويهدف تنظيم المعرض إلى تسهيل عملية اقتناء الأدوات واللوازم المدرسية على الأولياء والتلاميذ، وتخفيف الأعباء المالية عن كاهلهم، من خلال جمع العارضين والموردين في مكان واحد، وتقديم تشكيلة واسعة من المنتجات ذات الجودة العالية بأسعار في متناول الجميع،
يُعدّ هذا المعرض فرصة مثالية للأسر لشراء كل ما يحتاجه أبناؤهم من كتب، وكراريس، وأقلام، ومحافظ، وغيرها من المستلزمات الأساسية، مما يضمن لهم بداية ناجحة ومُريحة للعام الدراسي القادم.
والي أدرار المكلف يواصل تفقد منشآت ومشاريع التربية والتعليم
يواصل الأمين العام لولاية أدرار، المكلف بتسيير شؤون الولاية، السيد شريد رشيد، جهوده الحثيثة للإشراف على الاستعدادات النهائية للدخول المدرسي 2025-2026، وفي إطار مهامه، يقوم بتفقد وزيارة المشاريع التعليمية في مختلف بلديات الولاية، بهدف ضمان جاهزية المؤسسات التربوية لاستقبال التلاميذ في ظروف مثالية، وتأتي هذه الجولات التفقدية ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى حل كل الإشكاليات والمعوقات التي قد تؤثر على السير الحسن للعملية التربوية، وقد شملت الزيارات متابعة تقدم أشغال إنجاز وترميم المؤسسات التعليمية، ومراقبة مدى توفر التجهيزات الضرورية لضمان بيئة تعليمية مناسبة، ويؤكد المسؤولون المحليون على أهمية هذا الإجراء في تقديم كل الإمكانيات الضرورية لقطاع التربية والتعليم، فهو يمثل أولوية قصوى لضمان مستقبل الأجيال القادمة، وتعتبر هذه الجهود خطوة استباقية لضمان دخول مدرسي سلس وناجح، وتؤكد على الالتزام بتوفير تعليم ذي جودة عالية لجميع أبناء الولاية.
شرطة أدرار ومحافظة الغابات تنظمان حملة تحسيسية لحماية الواحات
في خطوة استباقية ومدروسة، أطلقت مصالح أمن ولاية أدرار حملة تحسيسية واسعة، بالتعاون مع محافظة الغابات المحلية، بهدف حماية البيئة والثروة الغابية في المنطقة من مخاطر الحرائق المتزايدة، وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود متواصلة لرفع مستوى الوعي لدى المواطنين بأهمية الحفاظ على الواحات، أشجار النخيل، والمساحات الخضراء التي تُعدّ رئة الولاية، وتستهدف الحملة بشكل مباشر سكان المناطق الفلاحية والواحات، حيث يتم تقديم إرشادات ونصائح عملية حول كيفية الوقاية من الحرائق، والتعامل معها في حال نشوبها، ويُشدد القائمون على الحملة على ضرورة تجنب الممارسات التي قد تُسهم في اندلاع النيران، مثل إشعال النيران لأغراض الطهي أو التنظيف بالقرب من الأشجار، أو رمي أعقاب السجائر بشكل عشوائي، وتعتبر حماية هذه الثروة الطبيعية مسؤولية مشتركة، ولا يمكن أن تقع على عاتق الجهات الأمنية ومحافظة الغابات فقط، إذ لابد من تعزيز الشراكة مع المواطن ليصبح شريكا فعالا في الحفاظ على بيئته، وتعكس هذه الحملة المشتركة بين الشرطة ومحافظة الغابات بأدرار نموذجا ناجحا للعمل التشاركي بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني، مؤكدة على أن الأمن البيئي لا يقل أهمية عن الأمن العام، وأن الحفاظ على ثروات الولاية الطبيعية هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة.
الخميس، 28 أغسطس 2025
وفاء واعتزاز المجاهد البطل إسماعيلي الشريف
تاريخ الجزائر العظيم سِفرٌ خالدٌ كُتِبَ بدماء الشهداء وتضحيات الأبطال، وفصوله حكايا رجالٍ آمنوا بالوطن وقدّسوا الحرية، فلم يبخلوا بأرواحهم فداءً لكرامة هذه الأرض الطيبة. ومن بين هؤلاء العظماء، يبرز اسم المجاهد البطل إسماعيلي الشريف، الذي لا تزال سيرته العطرة تتردد أصداؤها في كل شبرٍ من الجزائر، منارةً للأجيال ومصدر فخر واعتزاز.
وُلد إسماعيلي الشريف عام 1925، وترعرع في بيئةٍ أصيلةٍ غنيةٍ بالقيم الدينية والوطنية، فترسخت في أعماقه محبة الوطن والإيمان بقضية التحرير العادلة. لم يكن مجرد فردٍ عاديٍّ في زمنٍ استثنائي، بل كان من خيرة الرجال الذين أدركوا أن الحرية تُنتزع ولا تُمنَح، وأن العيش بكرامة يتطلب تضحياتٍ جسام.
عندما نادى الواجب، لبّى إسماعيلي الشريف النداء دون تردد، وانخرط في صفوف الثورة التحريرية المباركة، مقاتلاً شجاعاً إلى جانب إخوانه البواسل الذين أقسموا على تحرير البلاد من نير الاستعمار الغاشم. لم يكن سعيه طلباً للشهرة أو الغنيمة، بل كان إيماناً مطلقاً بقداسة القضية. في كل معركةٍ، وفي كل موقع، كان مثالاً للشجاعة والإقدام، يسطّر بدمائه الزكية أروع ملاحم البطولة، مقدّماً روحه وجهده فداءً للجزائر، حتى أصبحت تضحياته وساماً على صدر الوطن.
ولأن الأمم الحية لا تنسى أبطالها، ولأن الوفاء من شيم الكبار، فقد حظي المجاهد البطل إسماعيلي الشريف بتكريمٍ يليق بعظمته، حيث تحمل اليوم متوسطة أولاد الحاج ببلدية تيمقطن اسمه الخالد، لتكون هذه المؤسسة التربوية منارةً للعلم والمعرفة، وتخليداً لذكرى رجلٍ وهب حياته فداءً للوطن. فكل طالب يخطو عتبات هذه المدرسة، وكل معلم يعلّم في رحابها، يدرك أن هذا المكان ليس مجرد صرحٍ تعليمي، بل هو شاهدٌ على تضحيات جسام، ورمزٌ لوفاء الأمة لأبنائها البررة.
إن تخليد اسم إسماعيلي الشريف هو تجسيدٌ لمبدأ أن من يزرع الخير يحصد الوفاء، وأن من يقدّم للوطن أغلى ما يملك، لا يمكن أن يُمحى اسمه من صفحات التاريخ. ستبقى سيرته العطرة وقوداً يغذي في الأجيال القادمة حب الوطن والتفاني في خدمته. فالمجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والتحية الخالدة لمجاهدينا الأبطال، وعلى رأسهم البطل إسماعيلي الشريف، الذي سطّر اسمه بحروفٍ من نور في سجل الخالدين.
الرجوع إلى بيان أول نوفمبر 1954 يزيد من تلاحم الجزائريين
تتكسر الكلمات على عتبة عظمة نوفمبر، وتتضاءل الحروف أمام شموخ بيان الأول من نوفمبر 1954. إنّه ليس مجرد تاريخ في ذاكرة أمة، بل هو ميثاق العزة والكرامة، ونقطة تحول في مسار شعب قرر أن يكتب بدمائه تاريخا جديدا، في زمنٍ تلاشت فيه الحدود بين الألم والأمل، وبرزت فيه قوة المستعمر الغاشم المدعومة من الحلف الأطلسيٍ، حيث ظنّ المستدمر الفرنسي، أنّه يمتلك القدرة على طمس الهوية، كان الشعب الجزائري على موعد مع قدره، مع نداءٍ من أعماق الأرض يصدح باسم الحرية.
بيان نوفمبر: وثيقة العهد والوحدة
لم يكن بيان أول نوفمبر مجرد إعلانٍ لبداية ثورة مسلحة، بل كان وثيقة سياسية محكمة ونداءً عكست كلماته عمق الوعي الوطني وروح الإتحاد، لقد جاء ذلك الوقت ليؤكد أن الشعب الجزائري ليس كيانا متفرقا، بل هو جسد واحد يتنفس الكرامة ويرفض الخنوع، ذلك البيان لم يوجه فقط للشعب الجزائري ليحثه على المقاومة، بل كان رسالة للعالم أجمع، رسالة واضحة لا تقبل اللبس، مفادها أن الثورة ليست عملا عشوائيا أو مغامرة طائشة، بل هي خيار واعٍ ومدروس، نابع من إيمان عميق من الشعب الجزائري في حقه لتقرير مصيره، لقد أشار إلى الأهداف السامية للثورة، وهي استعادة السيادة الوطنية وبناء دولة جزائرية حديثة تقوم على مبادئ العدالة والديمقراطية في إطار المبادئ الإسلامية التي تكفل للجميع الحقوق بعض النظر عن اللون أو الجنس أو الإيديولوحية التي يتبعها الشخص.
فأتحد الشعب الجزائري في وجه العدوان، ولم تكن ثورة نوفمبر لتنجح لولا الالتحام الكامل بين الشعب وجيش التحرير الوطني، لقد تحول كل بيت جزائري إلى قلعة مقاومة، وكل فرد إلى فدائي في سبيل الوطن، من الفلاح الذي كان يخفي المجاهدين في حقله، إلى المرأة التي تعد الزاد والدواء، إلى الطفل الذي يراقب تحركات العدو؛ كل هؤلاء كانوا يمثلون جبهة صلبة لا يمكن اختراقها في وجه الدبابات والطائرات، و لم يملك الشعب الجزائري سوى إيمانه بقضيته ووحدته التي كانت أقوى من أي سلاح، لقد أثبت الجزائريون للعالم أن الاتحاد هو القوة التي لا تُقهر، وأن الإرادة الشعبية إذا توحدت، قادرة على تحقيق المعجزات.
نوفمبر كمرجع للمستقبل
إنّ الدروس المستفادة من ثورة نوفمبر ليست مجرد صفحات من الماضي، بل هي خارطة طريق للمستقبل، فإذا أراد الجزائريون اليوم، شعبا وحكومةً، أن يزيدوا من لحمتهم وقوتهم، فعليهم أن يعودوا إلى روح بيان نوفمبر، وأن يتذكروا كيف كانت أهداف الثورة واضحة، وكيف كانت الصفوف موحدة، وكيف كان التسامي فوق المصالح الشخصية هو السبيل الوحيد لتحقيق النصر، إنّ روح نوفمبر تدعو إلى نبذ الفرقة، وتقديم المصلحة العليا للوطن على كل اعتبار، وإلى العمل الجاد من أجل بناء جزائر قوية ومزدهرة تستمد عزتها من تاريخها المجيد وتطلعاتها نحو مستقبل مشرق.
إنّ بيان أول نوفمبر ليس مجرد نص تاريخي، بل هو دعوة متجددة إلى الوحدة والعمل من أجل الحفاظ على أمانة الشهداء وبناء وطن يليق بتضحياتهم.
نداء الضمير في دروب الحياة
في رحاب هذه الحياة الفسيحة، تتشابك دروبنا وتتعدد مساراتنا، لكن يظل هناك صوت خفيّ يتردد صداه في أعماقنا، هو نداء الضمير. هذا الصوت الذي لا ينام، هو بوصلة الروح التي توجهنا نحو الخير والنور، إنه ليس مجرد فكرة مجردة، بل هو حقيقة تتجلى في ثلاثة أبعاد رئيسية تشكل نسيج وجودنا الإنساني.
الضمير الإنساني: منبع الحب والخير
إن أول وأسمى تجليات الضمير هو الضمير الإنساني؛ هذا النداء الذي يدعونا إلى أن نُحب لغيرنا ما نُحب لأنفسنا، إنه ليس شعارًا يُرفع، بل هو فعل يُمارس، وشعور يُحيا، حينما ينبض القلب بحب الآخرين كما ينبض بحب الذات، تزول حواجز الأنانية، وتتلاشى ظلال الحسد، عندها يصبح فرح الآخرين فرحا لنا، وألمهم ألما يمسنا، هذا الشعور العميق بالوحدة مع الآخرين هو الذي يدفعنا لمد يد العون لمن يحتاج، ومسح دمعة من يتألم، ومشاركة بسمة من يفر، إنه أساس التراحم والتعاطف، وحجر الزاوية في بناء مجتمع إنساني متآلف.
الضمير المهني: إتقان العمل وإخلاص السعي
أما البعد الثاني فهو الضمير المهني؛ هذا الضمير الذي يفرض علينا أن نجتهد في تأدية عملنا على أكمل وجه، وأن نخلص في سعينا، وأن نتقن كل ما نقوم به، فالعمل ليس مجرد وسيلة للرزق، بل هو رسالة نؤديها، وبصمة نتركها في هذا العالم، إن الضمير المهني يدعونا إلى أن نتحمل مسؤولياتنا بكل أمانة وشرف، وأن نقدم أفضل ما لدينا، لا خوفا من رقيب، بل إيمانا بأن إتقان العمل هو عبادة، وأن الإهمال فيه هو خيانة للذات وللآخرين، إن العمل الذي يتقنه صاحبه بضمير حيّ، لا يكتفي بتحقيق النجاح المادي، بل يمنحه إحساسا عميقا بالرضا والفخر، ويجعل منه شعلة تضيء دروب الآخرين.
الضمير الأخلاقي: العدل والعفو والسمو
وأخيرا، يأتي البعد الأعمق، وهو الضمير الأخلاقي؛ هذا الضمير الذي يحصننا من الظلم ويدعونا إلى العفو، إنه الحارس الذي يمنعنا من أن نمد أيدينا لسلب حق أحد، أو أن نطلق ألسنتنا لتشويه سمعة بريء، إن الضمير الأخلاقي يجعلنا نرفض الظلم بكل أشكاله، حتى لو كان في ذلك مصلحة شخصية لنا، والأسمى من ذلك، هو أنه يدفعنا إلى العفو عمن ظلمنا، فالعفو ليس ضعفا، بل هو قوة، وهو سمو بالنفس فوق رغبة الانتقام، إن الإنسان الذي يعفو عن من أساء إليه، لا يتنازل عن حقه، بل يرتفع بروحه إلى مستوى لا يستطيع الظالم بلوغه، ويقطع دائرة الكراهية والانتقام.
إن هذه الأبعاد الثلاثة للضمير ليست منفصلة، بل هي حلقات متصلة تشكل سلسلة واحدة من القيم الإنسانية النبيلة، فالضمير الإنساني يولد الحب، والضمير المهني يترجم هذا الحب إلى عمل نافع، والضمير الأخلاقي يحصن هذا العمل ويطهره من شوائب الظلم.
فلنستمع جيدا إلى هذا الصوت الخفيّ الذي يسكننا، ولنجعله دليلنا في كل خطوة نخطوها، فبهذا الضمير، نرتقي بأنفسنا، ونبني مجتمعا أكثر عدلا وإنسانية، ونترك خلفنا أثرا طيبا لا يمحوه الزمن.
مهمة الأستاذ و الموظف في التربية والتعليم
إن مهمة التربوي والمعلم في السلك التعليمي تتجاوز مجرد نقل المعرفة الأكاديمية، إنها مهمة نبيلة وشاملة، ترتكز على حماية التلميذ وتوجيهه وإرشاده، ليس فقط من المخاطر الخارجية، بل حتى من نفسه، هذه المسؤولية العظيمة تضع على عاتقنا عبئا ثقيلا ومقدسا في آن واحد، لأننا نؤتمن على أغلى ما يملك المجتمع: جيل المستقبل.
المعركة الداخلية: حماية التلميذ من نفسه
قد تبدو عبارة "حماية التلميذ من نفسه" غريبة للوهلة الأولى، لكنها تحمل في طياتها عمقا كبيرا، فالمراهقون والشباب، في رحلتهم لاكتشاف الذات، يمرون بمراحل عاصفة من قلة الثقة والتردد، وقد يقعون فريسة لأفكار وسلوكيات مدمرة، إنهم يبنون هوياتهم، ويجربون الحدود، وقد يقعون في فخ اليأس، أو الانطواء، أو حتى اتخاذ قرارات متهورة قد تؤثر على مستقبلهم.
هنا يكمن دورنا الأساسي: أن نكون المرشد والبوصلة. فالمعلم ليس مجرد مصدر للمعلومات، بل هو مرشد نفسي ومستشار اجتماعي يدرك تحديات تلاميذه. علينا أن نرى ما لا يراه الآخرون، وأن نشعر بالصمت الذي قد يختبئ وراءه ألم عميق، مهمتنا هي أن نكشف عن علامات اليأس والإحباط، وأن نمد يد العون قبل أن تتجذر هذه المشاعر السلبية.
بناء درع الوعي والإيجابية:
إن حماية التلميذ من نفسه تبدأ ببناء درع داخلي قوي، هذا الدرع يتكون من ثلاثة عناصر أساسية:
الوعي الذاتي: يجب أن نعلمهم كيف يفهمون عواطفهم، وكيف يتعاملون مع الفشل والإحباط، بدلاً من تجاهل مشاعرهم، علينا أن نعلمهم كيف يحللونها وكيف يتجاوزونها بشكل بنّاء.
المرونة النفسية: العالم مليء بالصعاب، ومهمتنا ليست حمايتهم من كل تحدي، بل تعليمهم كيف ينهضون بعد السقوط، يجب أن نعزز فيهم القدرة على التكيف والصبر، وأن نجعلهم يدركون أن الفشل ليس نهاية المطاف، بل هو فرصة للتعلم والنمو.
الثقة بالنفس: العديد من السلوكيات السلبية، مثل التمرد غير الهادف أو الانعزال، تنبع من قلة الثقة بالنفس، علينا أن نكون مصدرا للتشجيع والدعم، وأن نسلط الضوء على نقاط قوتهم ومواهبهم، حتى يشعروا بقيمتهم الحقيقية.
لغة العيون والقلوب
إن التواصل الحقيقي مع التلميذ لا يعتمد فقط على الكلمات، بل على لغة العيون والقلوب. يجب أن نكون حاضرين بوعينا وعاطفتنا، وأن نصغي لما لا يقال، فالنظرة العابرة التي تخفي حزنا، أو الصمت الذي ينم عن خوف، هي رسائل يجب أن نلتقطها من وجوه التلاميذ
لذا، فإنه من واجبنا أن نخلق بيئة مدرسية آمنة وداعمة، يشعر فيها كل تلميذ أنه مسموع ومقدر،و يجب أن تكون فصولنا ملاذا؛ حيث يمكن للتلميذ أن يكون على طبيعته، وأن يعبر عن أفكاره ومشاعره دون خوف من الحكم أو السخرية.
رسالة إلى كل تربوي ومعلم
إن عملنا ليس وظيفة، بل رسالة إنسانية، إننا لسنا مجرد مدرسين، بل حراس أحلام وصناع مستقبل، دعونا نتذكر دائمًا أن كل كلمة نقولها، وكل نظرة نشاركها، وكل لحظة دعم نقدمها، يمكن أن تحدث فرقا لا يُنسى في حياة تلميذ،
لنتجاوز حدود المنهج الدراسي، ولنتعمق في أرواح طلابنا، ولنكن المرشد الأمين الذي يحميهم من عثرات الطريق، حتى من أنفسهم، لنضمن أن يخرجوا إلى المجتمع كأفراد واثقين، مرنين، ومستعدين لترك بصمة إيجابية في هذا العالم.
أمن دائرة أولف يضبط ويُتلف أكثر من 100 كيلوغرام من اللحوم الفاسدة
في عملية نوعية تهدف إلى حماية الصحة العامة، تمكنت مصالح الأمن بدائرة أولف ولاية أدرا ر من حجز وإتلاف كمية معتبرة من اللحوم الفاسدة غير الصالحة للاستهلاك البشري، وقد بلغت الكمية المحجوزة حوالي 116.200 كيلوغرام من لحم البقر، وقد نفذت العملية من قبل فرقة الشرطة العامة وفرقة شرطة العمران وحماية البيئة التابعتين لأمن دائرة أولف، وذلك بالتنسيق مع المصالح المختصة التي شاركت في عملية الفحص والتأكد من عدم صلاحية اللحوم، وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المتواصلة للسلطات المحلية من أجل محاربة الغش التجاري وضمان سلامة المواد الغذائية المعروضة في الأسواق، و تم إتلاف الكمية المحجوزة بعد استيفاء الإجراءات القانونية اللازمة، وذلك لضمان عدم تسويقها ووصولها إلى المستهلكين، وتُعد هذه العملية رسالة واضحة حول يقظة الأجهزة الأمنية في مواجهة كل ما يهدد صحة المواطنين وسلامتهم، وفي هذا الصدد، تدعو المديرية العامة للأمن الوطني المواطنين إلى التعاون والإبلاغ عن أي ممارسات مشبوهة أو مواد غذائية مشكوك في سلامتها، وذلك من خلال الأرقام الخضراء المتاحة على مدار الساعة، وهي الأرقام : 1548، 104، وخط النجدة 17، وتأتي هذه الحملة لتؤكد شعار "أمنكم غايتنا"، الذي يبرز التزام قوات الشرطة بحماية المواطنين وسلامتهم من جميع الجوانب، بما في ذلك سلامتهم الغذائية.
الأربعاء، 27 أغسطس 2025
البروفيسور بن خالد عبد الكريم يثري المكتبة العربية بكتاب
في خطوة هامة نحو إثراء المكتبة العربية، صدر حديثا عن دار الأيام للطباعة والنشر بالأردن، كتاب أكاديمي جديد بعنوان "مدخل إلى علم النفس الاجتماعي للمنظمات" للبروفيسور بن خالد عبد الكريم، يمثّل هذا كتاب إضافة قيّمة للباحثين والطلبة المهتمين بفهم الديناميكيات البشرية داخل بيئات العمل، ويأخذنا الكتاب في رحلة معرفية عميقة، مستعرضا قضايا جوهرية تتصل بعلم النفس الاجتماعي في سياق المؤسسات، ويسلط المؤلف الضوء على البدايات التاريخية لهذا العلم، مما يمنح القارئ فهما شاملاً لتطوره، كما يتناول الكتاب محاور أساسية مثل الاتصال والعلاقات الإنسانية، السلوك التنظيمي، والقيادة داخل المنظمات، ويتميز الكتاب بتقديمه لموضوعات محورية أخرى مثل الرضا الوظيفي، التغير والصراع التنظيمي، وأدوات القياس السوسيومتري، بالإضافة إلى القيم والاتجاهات والثقافة التنظيمية، و يهدف المؤلف من خلاله إلى تقديم مرجع أكاديمي متكامل يربط بين النظرية والتطبيق العملي، مما يجعله مناسبا للواقع المعاصر لبيئات العمل، ويُعدّ هذا الكتاب مصدرا أساسيا لطلاب علم النفس، وعلم اجتماع العمل والتنظيم، وإدارة الموارد البشرية، وإدارة الأعمال، والعلوم الإدارية والاجتماعية بشكل عام، كما يسدّ الكتاب فراغا كبيرا في المحتوى العربي المتخصص، ويُقدّم منهجا علميا رصينا يساعد على فهم وتحليل سلوك الأفراد والجماعات داخل المنظمات، مما يعزز من كفاءة الأداء ويدعم بيئة عمل صحية، وبإختصار يُعتبر كتاب "مدخل إلى علم النفس الاجتماعي للمنظمات" خطوة مهمة نحو تعميق المعرفة في مجال حيوي يمسّ كل جوانب حياتنا المهنية.
الاثنين، 25 أغسطس 2025
قلمٌ من الجزائر يكتبُ بدمِ المليون ونصف شهيد
انا بلوافي عبدالرحمن بن هيبه: قلمٌ من الجزائر، يكتبُ بدمِ المليون ونصف شهيد، من بين رمال صحراء الجزائر الحارة، وأصوات رياحها التي تحمل قصصاً من المجد والألم، خرج قلمي. أنا بلوافي عبدالرحمن بن هيبه، لستُ مجرد كاتبٍ يخطّ الحروف على الصفحات، بل أنا ابن هذه الأرض التي ارتوت بدمِ المليون ونصف شهيد، أحمل في قلبي حكاياتٍ من أعماق الذاكرة، وأنفاساً من عبق البطولة، لأنسج منها كلماتٍ ليست كغيرها، كلماتي ليست حبراً، بل هي شهقةُ روح، وصيحةُ ميلادٍ، هي قطعةٌ مني ومن هذا الوطن الذي أعشقه.
أكتبُ لأُعيدَ الحياةَ إلى ما كاد أن يُنسى، أكتبُ عن وجعِ الأجداد، عن صبرِ الأمهات، عن أحلامِ الشباب التي تُشرقُ كل صباح، في كل جملةٍ أخطّها، أرى وجهاً من وجوهِ الجزائر، أشمُ رائحةَ التراب بعد المطر، وأسمعُ صدى الأهازيج في الأفراح. كلماتي ليست مجرد أفكار، بل هي نبضُ شعبٍ لا يعرف الاستسلام، وإيمانٌ بوطنٍ لا تزيده الأيام إلا قوة.
أنا لا أبحث عن الكلمات البراقة، بل عن الكلمات الصادقة التي تصلُ إلى القلب دون استئذان، مقالاتي هي مرآةٌ لي وللوطن، أُسافرُ فيها عبر الزمن، وأحكي عن الماضي لأُضيءَ به الحاضر، كل حرفٍ مني هو رسالة، وكل مقال هو قطعةٌ من روحي، هذا هو قلمي، وهذه هي أنا، وإن لم يفهم أحد ماذا أعني، بالله يعلم ما في قلبي من حب لوطني، ولأهلي وللإنسانية جميعها.
مواضيع تربوية وداع العطلة واستقبال الموسم الدراسي الجديد
مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية، يحلّ الوقت الذي تبدأ فيه العائلات بالاستعداد لاستقبال عام دراسي جديد، إنّها فترة مهمة تتطلب تهيئة شاملة للأبناء، ليست فقط من الناحية المدرسية، بل من النواحي النفسية والجسدية والعملية أيضا.
1. الاستعداد النفسي: من اللعب إلى التعلم
يُعدّ الانتقال من أجواء العطلة المريحة إلى روتين الدراسة المنظم تحديا للأطفال، لذا من المهم أن يبدأ الآباء بتهيئة أبنائهم نفسيا بشكل تدريجي، يمكن تحقيق ذلك من خلال:
التحدث بإيجابية عن المدرسة، وذلك بالتركز على الجوانب الممتعة في المدرسة مثل لقاء الأصدقاء، الأنشطة الجديدة، والتكلم عن مواضيع شيّقة، تجعل الحديث عن المدرسة تجربة ممتعة لا عبئا.
تحديد توقعات واقعية : لا تضع ضغوطا كبيرة على الطفل لتحقيق نتائج فورية، ذكّره بأنّ التكيّف مع الروتين الجديد يستغرق وقتا، وأنّ الأخطاء جزء من عملية التعلم.
تشجيع التعبير عن المشاعر: اطلب من طفلك أن يشاركك مشاعره حول العودة إلى المدرسة، إذ قد يشعر ببعض القلق أو الحماس، ومن المهم أن يستمع الآباء لكلتا المشاعر وأن يقدّروها.
2. الاستعداد العملي: تنظيم وترتيب
يساعد الاستعداد العملي في جعل عملية الانتقال سلسة ومريحة، يجب أن يشعر الطفل بأنّه مستعدّ ومجهز بالكامل للعام الدراسي الجديد، يمكن تحقيق ذلك من خلال:
شراء الأدوات المدرسية معا: اسمح لطفلك باختيار بعض أدواته المدرسية مثل حقيبة الظهر أو المقلمة، هذا يمنحه شعورا بالتحكم والمسؤولية ويجعله أكثر حماسا للعودة.
تجهيز مكان للدراسة: خصّص مكانا هادئا ومنظما للدراسة في المنزل، واجعل هذا المكان مريحا ومجهزا بكل ما يحتاجه الطفل من كتب وغيرها.
وضع خطة زمنية للنوم والاستيقاظ: ابدأ بتعديل مواعيد النوم والاستيقاظ بشكل تدريجي قبل بدء الدراسة بأسبوع أو أسبوعين، سيساعد هذا في التغلب على الكسل الصباحي والتأقلم مع مواعيد المدرسة.
3. الاستعداد الجسدي: الصحة أساس النجاح
إنّ العقل السليم في الجسم السليم، وهذا المبدأ ينطبق على الأطفال بشكل خاص، والاستعداد الجسدي هو عنصر أساسي في تهيئة الأطفال للموسم الدراسي الجديد، و يمكن تحقيق ذلك من خلال:
نظام غذائي صحي: تأكد من أن يتناول طفلك وجبات متوازنة وغنية بالفيتامينات والمعادن لتعزيز طاقته وتركيزه.
النشاط البدني: شجّع طفلك على ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، فهي تساهم في تخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
فحص طبي: إذا لزم الأمر، قم بإجراء فحص طبي شامل لطفلك للتأكد من سلامة نظره وسمعه، فهما يؤثران بشكل مباشر على قدرته على التعلم.
4. التفكير الإيجابي: بناء عقلية النجاح
إنّ غرس التفكير الإيجابي في الطفل هو أفضل استثمار في مستقبله، ساعده على رؤية العام الدراسي الجديد كفرصة للنمو والتطور، يمكن تحقيق ذلك من خلال:
التركيز على نقاط القوة: ذكّر طفلك بإنجازاته في العام الماضي وكيف يمكنه البناء عليها.
تشجيع التحدّي: علّمه أن التحديات هي فرص للتعلم وليست عوائق.
الاحتفال بالنجاحات الصغيرة: احتفل مع طفلك بجهوده وإنجازاته، مهما كانت بسيطة.
باختصار، إنّ تهيئة الأبناء للموسم الدراسي الجديد ليست مهمة صعبة إذا تم التخطيط لها بشكل جيّد. من خلال التركيز على الاستعداد النفسي والعملي والجسدي، وبناء عقلية إيجابية، يمكن للآباء أن يضمنوا بداية موفقة ومثمرة لأبنائهم.
هل السبق الصحفي أهم من الأخلاق؟ أم معضلة الإعلام في عصر السرعة
في عالمنا اليوم، لم تعد المعلومة حكراً على أحد، ففي كل زاوية من زوايا هذا العالم المترامي الأطراف، هناك شخص يملك هاتفاً محمولاً قادراً على توثيق أي حدث ونشره في ثوانٍ معدودة، هذه السرعة الهائلة، التي يسعى وراءها الجميع، وضعت الإعلام التقليدي في مأزق حقيقي، وكشفت عن معضلة أخلاقية قديمة لكنها تجددت في ثوبها الحديث: هل الأولوية للسبق الصحفي أم للمسؤولية الأخلاقية؟
تتعدد السيناريوهات التي يواجهها الصحفيون يومياً، وتتضارب فيها الآراء بين من يدعو إلى نشر الحقيقة مهما كانت مؤلمة، ومن يرى أن هناك خطوطاً حمراء يجب عدم تجاوزها، في حادث أليم، قد يرى مدير النشر أن نشر صور الضحايا أو تفاصيلهم الشخصية يخدم السبق الصحفي ويجلب مشاهدات أكثر، في حين يرى الصحفي أن هذا انتهاك لخصوصية العائلات ومعاناة الأشخاص المعنيين، وهنا يطرح السؤال نفسه: هل يكفي الحصول على موافقة العائلات لنشر هذه المعلومات؟ وهل عدم النشر يؤثر على مصداقية الوسيلة الإعلامية؟
ما يحدث في الحوادث الأليمة قد يختلف ظاهرياً عما يحدث في الحروب والنزاعات، لكن الجوهر واحد: هل النشر من أجل كشف الحقيقة أم من أجل السبق والترويج؟ في الصراعات المسلحة، يكون السبق الصحفي بالغ الأهمية، وقد ينقذ أرواحاً أو يكشف عن جرائم حرب، لكن في المقابل، قد يؤدي نشر تفاصيل حساسة إلى تعريض حياة أشخاص للخطر أو زيادة حدة التوتر، هذه هي المعضلة الأخلاقية التي تضع الصحفي في مرمى النيران.
الصحفي المحترف في مواجهة الصحفي المواطن:
تزداد هذه المعضلة تعقيداً مع صعود نجم الصحفي المواطن، هذا الشخص الذي يملك كاميرا ويصور وينشر ما يراه دون رقيب أو حسيب، قد يكون دافعه نبيلاً، ككشف فساد أو توثيق انتهاكات، لكن في أحيان كثيرة، قد ينشر معلومات مضللة أو صوراً صادمة دون مراعاة لأي ضوابط مهنية،
وهنا يجد الصحفي المحترف نفسه في مواجهة حقيقية: فبينما يلتزم هو بمعايير أخلاقية صارمة، ويجري تدقيقاً للحقائق، ويحصل على موافقات، نجد أن "الصحفي المواطن" قد سبق ونشر وساهم في كشف أو توعية أو حتى تهويل الوضع، وفي كثير من الأحيان، يصبح هذا المصدر المباشر من قلب الحدث أكثر ثقة لدى الجمهور من الصحفي المحترف الذي تأخر في النشر بسبب التزامه بالمهنية.
إذاً، كيف يمكن للصحفي المحترف أن يتعامل مع هذا الواقع الجديد؟ هل يتخلى عن معاييره المهنية من أجل اللحاق بالركب؟ أم يجد طرقاً جديدة للتواصل مع الجمهور، مؤكداً أن الحقيقة الكاملة والمسؤولة تستحق الانتظار؟
في النهاية، يظل الهدف الأسمى للإعلام هو خدمة الحقيقة، لكن يجب هل السبق الصحفي أهم من الأخلاق؟ معضلة الإعلام في عصر السرعة
في عالمنا اليوم، لم تعد المعلومة حكراً على أحد. ففي كل زاوية من زوايا هذا العالم المترامي الأطراف، هناك شخص يملك هاتفاً محمولاً قادراً على توثيق أي حدث ونشره في ثوانٍ معدودة. هذه السرعة الهائلة، التي يسعى وراءها الجميع، وضعت الإعلام التقليدي في مأزق حقيقي، وكشفت عن معضلة أخلاقية قديمة لكنها تجددت في ثوبها الحديث: هل الأولوية للسبق الصحفي أم للمسؤولية الأخلاقية؟
تتعدد السيناريوهات التي يواجهها الصحفيون يومياً، وتتضارب فيها الآراء بين من يدعو إلى نشر الحقيقة مهما كانت مؤلمة، ومن يرى أن هناك خطوطاً حمراء يجب عدم تجاوزها. في حادث أليم، قد يرى مدير النشر أن نشر صور الضحايا أو تفاصيلهم الشخصية يخدم السبق الصحفي ويجلب مشاهدات أكثر، في حين يرى الصحفي أن هذا انتهاك لخصوصية العائلات ومعاناة الأشخاص المعنيين. وهنا يطرح السؤال نفسه: هل يكفي الحصول على موافقة العائلات لنشر هذه المعلومات؟ وهل عدم النشر يؤثر على مصداقية الوسيلة الإعلامية؟
ما يحدث في الحوادث الأليمة قد يختلف ظاهرياً عما يحدث في الحروب والنزاعات، لكن الجوهر واحد: هل النشر من أجل كشف الحقيقة أم من أجل السبق والترويج؟ في الصراعات المسلحة، يكون السبق الصحفي بالغ الأهمية، وقد ينقذ أرواحاً أو يكشف عن جرائم حرب. لكن في المقابل، قد يؤدي نشر تفاصيل حساسة إلى تعريض حياة أشخاص للخطر أو زيادة حدة التوتر. هذه هي المعضلة الأخلاقية التي تضع الصحفي في مرمى النيران.
الصحفي المحترف في مواجهة صحفي المواطن
تزداد هذه المعضلة تعقيداً مع صعود نجم الصحفي المواطن. هذا الشخص الذي يملك كاميرا ويصور وينشر ما يراه دون رقيب أو حسيب. قد يكون دافعه نبيلاً، ككشف فساد أو توثيق انتهاكات. لكن في أحيان كثيرة، قد ينشر معلومات مضللة أو صوراً صادمة دون مراعاة لأي ضوابط مهنية.
وهنا يجد الصحفي المحترف نفسه في مواجهة حقيقية: فبينما يلتزم هو بمعايير أخلاقية صارمة، ويجري تدقيقاً للحقائق، ويحصل على موافقات، نجد أن "الصحفي المواطن" قد سبق ونشر وساهم في كشف أو توعية أو حتى تهويل الوضع. وفي كثير من الأحيان، يصبح هذا المصدر المباشر من قلب الحدث أكثر ثقة لدى الجمهور من الصحفي المحترف الذي تأخر في النشر بسبب التزامه بالمهنية.
إذاً، كيف يمكن للصحفي المحترف أن يتعامل مع هذا الواقع الجديد؟ هل يتخلى عن معاييره المهنية من أجل اللحاق بالركب؟ أم يجد طرقاً جديدة للتواصل مع الجمهور، مؤكداً أن الحقيقة الكاملة والمسؤولة تستحق الانتظار؟
في النهاية، يظل الهدف الأسمى للإعلام هو خدمة الحقيقة. لكن يجب ألا ننسى أن الحقيقة ليست مجرد معلومة مجردة، بل هي سياق كامل يشمل احترام كرامة الإنسان وخصوصيته. التوازن بين السبق الصحفي والمسؤولية الأخلاقية هو ما يميز الإعلام الاحترافي عن غيره، وهو ما يضمن له البقاء كمصدر موثوق للمعلومة في هذا العالم الرقمي السريع.
ما هي برأيك أهم مسؤولية أخلاقية يجب على الصحفي الالتزام بها في عصر السرعة؟ ننسى أن الحقيقة ليست مجرد معلومة مجردة، بل هي سياق كامل يشمل احترام كرامة الإنسان وخصوصيته، و التوازن بين السبق الصحفي والمسؤولية الأخلاقية هو ما يميز الإعلام الاحترافي عن غيره، وهو ما يضمن له البقاء كمصدر موثوق للمعلومة في هذا العالم الرقمي السريع.
تحضيرات مكثفة للدخول المدرسي 2025-2026 بولاية أدرار
تشهد ولاية أدرار حراكا مكثفا في إطار الاستعدادات للدخول المدرسي للسنة الدراسية 2025-2026، حيث قام السيد شريد رشيد، المكلف بتسيير شؤون الولاية، بجولات تفقدية واسعة شملت عددا من المشاريع التربوية والتعليمية، وتهدف هذه الجولات إلى الوقوف على مدى جاهزية هذه المنشآت لاستقبال التلاميذ في ظروف لائقة تضمن لهم بداية سنة دراسية موفقة، وتركزت جولة المسؤول الأول للولاية على مشاريع بناء وصيانة المدارس والمرافق التعليمية المختلفة، حيث اطلع عن كثب على تقدم الأشغال ومدىجودة الإنجاز، وقد شدد السيد شريد رشيد على ضرورة الانتهاء من جميع الأعمال في الآجال المحددة، مع الالتزام بمعايير الجودة لضمان سلامة وراحة التلاميذ والأسرة التربوية، وشملت الجولات التفقدية معاينة الأقسام وغيرها للتأكد من أنها تتماشى مع المعايير المطلوبة، ويُعدّ توفير الظروف الملائمة للتلاميذ أولوية قصوى، وهو ما أكد عليه السيد شريد رشيد خلال جولته أن الهدف من هذه جهود توفير بيئة تعليمية محفزة تشجع على التفوق الدراسي وتقلل من التسرب المدرسي، وأعطى توجيهاته لضرورة توفير التجهيزات المدرسية اللازمة من كتب ووسائل إيضاح ومقاعد دراسية، بالإضافة إلى التأكد من جاهزية الأطقم التربوية والإدارية لاستقبال التلاميذ وتقديم أفضل خدمة تعليمية ممكنة، وتعكس هذه الزيارات الميدانية حرص السلطات المحلية على إنجاح الدخول المدرسي وضمان انطلاقته السلسة، وتبعث هذه الخطوات برسالة طمأنة إلى أولياء الأمور والأسرة التربوية ككل، مؤكدةً على أن جميع الإجراءات الضرورية ستُتخذ لضمان انطلاق العملية التعليمية في أحسن الظروف، ومن المتوقع أن تساهم هذه الاستعدادات المكثفة في تحقيق بداية قوية ومثمرة للسنة الدراسية الجديدة بولاية أدرار.
الأمين العام ولاية أدرار يستقبل المواطنين ويستمع إلى انشغالاتهم
أشرف يوم الإثنين 25 أوت 2025، السيد شريد رشيد، الأمين العام المكلف بتسيير شؤون ولاية أدرار، على استقبال عدد من المواطنين الذين تقدموا بطلبات مقابلة، وجرى الاستقبال في إطار خلية استقبال المواطنين المخصصة لهذا الغرض على مستوى الولاية، وخلال اللقاء، استمع السيد الأمين العام إلى انشغالات المواطنين المختلفة، مؤكداً على التكفل بكل طلب حسب الجهة المختصة؛ وأفاد بأن المصالح والمؤسسات العمومية المعنية بكل انشغال سيتم مراسلتها فوراً لضمان معالجة فعّالة وسريعة للقضايا المطروحة، ويأتي هذا الإجراء في إطار حرص الولاية على التواصل المباشر مع المواطنين والاستماع إلى همومهم وتلبية احتياجاتهم، مما يعكس سعي الإدارة المحلية لتحسين الخدمات العامة وتعزيز مبدأ القرب من المواطن.
فرقة شرطة العمران وحماية البيئة بأدرار تشارك في نظافة المدينة
تُثبت شرطة أدرار، التزامها بمشاركة المجتمع المحلي في كل ما يخدم الصالح العام، حيث شاركت مؤخرا في حملة واسعة لتطهير وتنظيف أحياء وشوارع مدينة أدرار، وقد مثّلت فرقة شرطة العمران وحماية البيئة التابعة للمصلحة الولائية للأمن العمومي، جنبا إلى جنب مع عناصر كتيبة التدخل السريع، واجهة هذه المشاركة الميدانية، وعملوا بشكل منسق مع السلطات المحلية لإزالة كل ما يُشكل مظهرا من مظاهر الفوضى، بما في ذلك الحواجز والمباني المقامة بطريقة غير قانونية، وتأتي هذه المبادرة في إطار الدور الفعّال الذي تلعبه مصالح الأمن في الحفاظ على المظهر الجمالي للمدينة وضمان بيئة نظيفة وآمنة للمواطني، وتُبرز هذه المشاركة التلاحم بين مختلف الهيئات والجهات الرسمية في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة، وتؤكد على أن الأمن ليس فقط مجرد عمل إجرائي، بل هو مسؤولية مجتمعية تتطلب تضافر الجهود لضمان جودة الحياة في المدينة.
الأحد، 24 أغسطس 2025
الدنيا هي إمتحان للوصول في الأخرة إلى الجنة
الحياة على الأرض هي ميدان اختبارٍ، حيث يجد الإنسان نفسه في رحلةٍ لا تُشبه أي رحلةٍ أخرى، إنها رحلةٌ نحو الخلود، فالدنيا ليست سوى محطة عبورٍ، وممرٍ ضيقٍ، يختبر فيه المرء نفسه، ويصقل روحه، ويُعِدُّها ليوم اللقاء الأكبر.
إنها امتحانٌ في الصبر على الشدائد، والرضا بالقضاء والقدر، والشكر على النعم، امتحانٌ في مقاومة الأهواء، والانتصار على الشهوات، والتحرر من سجون الدنيا الفانية، فالإنسان في هذه الحياة يواجه معركةً داخليةً، بين الخير والشر، بين الروح والجسد، بين الطموحات العلية والرغبات الدنيوية، وفي كل خطوةٍ يخطوها، وفي كل قرارٍ يتخذه، تتجلى حقيقة هذا الامتحان، وتتضح معالمه.
ليست الحياة في هذا المعنى مجرد أيامٍ نعيشها، وسنين تمضي، بل هي سلسلة من الخيارات والاختبارات، التي تحدد مصيرنا الأبدي، فالكلمة الطيبة التي نطلقها، والبسمة التي نرسمها، والمساعدة التي نقدمها، والظلم الذي نتحاشاه، كلها أجزاء من هذا الامتحان الكبير، إنها فرصةٌ لنسطر صحيفة أعمالنا بأجمل الصور، ونملأها بأطيب الأعمال، ونزينها بأزكى الصفات.
إنها امتحانٌ في حب الله، واتباع هديه، والسير على صراطه المستقيم، فالجنة ليست جائزةً تُعطى بالمجان، بل هي ثمرة جهدٍ وتضحيةٍ، وإخلاصٍ وتفانٍ، إنها جزاءٌ لمن أحسن العمل، وصدق في النية، وصبر على البلاء.
وفي نهاية هذه الرحلة، وفي ختام هذا الامتحان، يقف الإنسان أمام ربه، حاملاً معه كل ما قدمه في دنياه، فمن اجتاز هذا الامتحان بنجاح، وخرج من الدنيا بقلبٍ سليمٍ، وروحٍ مطمئنةٍ، فإنه سيُلاقي جزاءً لا يُخطر على قلب بشر، جزاءً يُنسيه كل تعبٍ، ويُنسيه كل شقاءٍ، جزاءً أبديا في جناتٍ تجري من تحتها الأنهار.
فيا أيها العابرون في هذه الحياة، تذكروا أن الدنيا ليست سوى امتحانٍ قصيرٍ، نهايته خلودٌ أبديٌ، فلنجعلها فرصةً لنسطر أجمل القصص، ونحفر أروع الذكريات، ونغرس أسمى القيم، لتكون لنا شفاعةً يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
أخلاق رسولنا صلى الله عليه وعلى أله وصحبه
يَا سَائِلًا عَنْ حُلُمِ الأَنْبِيَاءِ، وَعَنْ قُلُوبٍ تَنَزَّلَتْ فِيهَا الْوَحْيُ، وَعَنْ رُوحٍ تَجَسَّدَ فِيهَا الْحُبُّ وَالرَّحْمَةُ، قِفْ وَتَأَمَّلْ فِي سِيرَةِ مَنْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، وَجَمَالُهُ مِنْ نُورِ السَّمَاءِ، مُحَمَّدٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لَا يَكْفِي الْقَوْلُ أَوْ الْكِتَابَةُ لِوَصْفِهِ، فَهُوَ كَالْبَحْرِ لَا تُحِيطُ بِهِ الْكَلِمَاتُ، وَكَالشَّمْسِ لَا يُحْجُبُهَا الْغُبَارُ.
كَانَ خُلُقُهُ نَسِيجًا مِنْ خَيْطِ الصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ، وَلَمْ يُعْرَفْ عَنْهُ فِي شَبَابِهِ وَقَبْلَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الصَّادِقُ الأَمِينُ، لَمْ تُغَيِّرْهُ الدُّنْيَا بِزُخْرُفِهَا، وَلَمْ تُغْرِهِ الْقُوَّةُ بِسَطْوَتِهَا، فَقَدْ ظَلَّ عَلَى عَهْدِهِ مَعَ رَبِّهِ وَمَعَ نَفْسِهِ، يَتَعَامَلُ مَعَ الْجَمِيعِ بِتَوَاضُعٍ وَإِكْرَامٍ، لَقَدْ تَمَثَّلَتْ فِيهِ الرَّحْمَةُ، لَمْ يَكُنْ عَابِسَ الْوَجْهِ أَوْ قَاسِيَ الْقَلْبِ، بَلْ كَانَ لِلْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفا رَحِيما، وَلِلْكُفَّارِ دَاعِيا إِلَى الْهُدَى بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي حَقِّهِ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، وَهِيَ شَهَادَةٌ مِنْ اللَّهِ لَا يُضَاهِيهَا شَيْءٌ.
لَقَدْ كَانَ يُقَابِلُ الإِسَاءَةَ بِالْإِحْسَانِ، وَالْجَهْلَ بِالْحِلْمِ، وَالْغَضَبَ بِالْكَظْمِ، وَفِي قِصَّةِ الطَّائِفِ، حِينَ قَابَلَهُ أَهْلُهَا بِالْحِجَارَةِ وَالطَّرْدِ، جَاءَهُ مَلَكُ الْجِبَالِ يَأْمُرُهُ بِأَنْ يُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْجَبَلَيْنِ، فَرَفَضَ وَقَالَ: "بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا". هَذَا هُوَ الْعَفْوُ، وَهَذَا هُوَ الْأَمَلُ، وَهَذَا هُوَ حُبُّ الْهِدَايَةِ لِلنَّاسِ، لَا لِأَنْفُسِهِمْ بَلْ لِأَجْلِ أَنْفُسِهِمْ.
وَفِي بَيْتِهِ، كَانَ سَيِّدُ النَّاسِ أو أَعْظَمَهُمْ فِي خُلُقِهِ، لَمْ يَرْفَعْ صَوْتَهُ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدا، وَكَانَ فِي خِدْمَةِ أَهْلِهِ، يَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَرْقَعُ حِذَاءَهُ، وَيَعْمَلُ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُهُمْ، لَمْ يأْخُذْهُ الْغُرُورُ، وَلَمْ يَتَبَرَّأْ مِنْ الْبُسَطَاءِ، وَمَعَ فَقْرِهِ، كَانَ أَكْرَمَ النَّاسِ يَدا، لَا يَرُدُّ سَائِلًا، وَلَا يَبْخَلُ عَلَى مُحْتَاجٍ، كَانَ كَالسَّيْلِ الَّذِي يَرْوِي الْأَرْضَ بِمَاءِ الْجُودِ وَالْكَرَمِ.
لَقَدْ بَنَى مُجْتَمَعا عَلَى أَخْلَاقٍ، لَمْ يَبْنِهِ عَلَى ثَرَاءٍ أَوْ سُلْطَةٍ، فَقَدْ عَلَّمَ أَصْحَابَهُ كَيْفَ يَكُونُونَ أُمَّةً وَاحِدَةً، وَكَيْفَ يَتَعَامَلُونَ بِالصِّدْقِ وَالْعَدْلِ وَالْمُرُوءَةِ، فَنَشَأَ جِيلٌ لَمْ يَرَ التَّارِيخُ مِثْلَهُ فِي تَرْفِيعِ الْأَخْلَاقِ وَرَوْعَتِهَا.
فَالْيَوْمَ فِي زَمَنٍ كَثُرَ فِيهِ الْبُغْضُ وَالْكَرَاهِيَةُ، وَانْتَشَرَ فِيهِ الْجَهْلُ وَالظُّلْمُ، نَحْتَاجُ إِلَى سِيرَتِهِ، لِنَتَعَلَّمَ مِنْهَا الصَّبْرَ وَالْحِكْمَةَ، وَنَحْتَاجُ إِلَى خُلُقِهِ، لِنُصْلِحَ بِهَا مَا فَسَدَ مِنْ قُلُوبِنَا وَأَعْمَالِنَا.
وَفي النِّهَايَةِ، لَا يَكْفِي أَنْ نَقُولَ: "أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ"، بَلْ يَجِبُ أَنْ نَجْعَلَ هَذَا الشُّهُودَ حَيَاةً نَعِيشُهَا، وَخُلُقا نَتَّصِفُ بِهِ، وَسَبِيلا نَمْشِي عَلَيْهِ، لِنَكُونَ حَقًّا عَلَى هُدَى مِنْ رَبِّنَا، فَلنَعُودُ إِلَى مَنْهَلِهِ الصَّافِي، وَإِلَى أَخْلَاقِهِ الْعَظِيمَةِ، لِنُرِيَ الْعَالَمَ أَنَّ الْإِسْلَامَ لَيْسَ دِينا فَقَطْ، بَلْ هُوَ حَيَاةٌ، وَسَعَادَةٌ، وَأَخْلَاقٌ؟.