مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية، يحلّ الوقت الذي تبدأ فيه العائلات بالاستعداد لاستقبال عام دراسي جديد، إنّها فترة مهمة تتطلب تهيئة شاملة للأبناء، ليست فقط من الناحية المدرسية، بل من النواحي النفسية والجسدية والعملية أيضا.
1. الاستعداد النفسي: من اللعب إلى التعلم
يُعدّ الانتقال من أجواء العطلة المريحة إلى روتين الدراسة المنظم تحديا للأطفال، لذا من المهم أن يبدأ الآباء بتهيئة أبنائهم نفسيا بشكل تدريجي، يمكن تحقيق ذلك من خلال:
التحدث بإيجابية عن المدرسة، وذلك بالتركز على الجوانب الممتعة في المدرسة مثل لقاء الأصدقاء، الأنشطة الجديدة، والتكلم عن مواضيع شيّقة، تجعل الحديث عن المدرسة تجربة ممتعة لا عبئا.
تحديد توقعات واقعية : لا تضع ضغوطا كبيرة على الطفل لتحقيق نتائج فورية، ذكّره بأنّ التكيّف مع الروتين الجديد يستغرق وقتا، وأنّ الأخطاء جزء من عملية التعلم.
تشجيع التعبير عن المشاعر: اطلب من طفلك أن يشاركك مشاعره حول العودة إلى المدرسة، إذ قد يشعر ببعض القلق أو الحماس، ومن المهم أن يستمع الآباء لكلتا المشاعر وأن يقدّروها.
2. الاستعداد العملي: تنظيم وترتيب
يساعد الاستعداد العملي في جعل عملية الانتقال سلسة ومريحة، يجب أن يشعر الطفل بأنّه مستعدّ ومجهز بالكامل للعام الدراسي الجديد، يمكن تحقيق ذلك من خلال:
شراء الأدوات المدرسية معا: اسمح لطفلك باختيار بعض أدواته المدرسية مثل حقيبة الظهر أو المقلمة، هذا يمنحه شعورا بالتحكم والمسؤولية ويجعله أكثر حماسا للعودة.
تجهيز مكان للدراسة: خصّص مكانا هادئا ومنظما للدراسة في المنزل، واجعل هذا المكان مريحا ومجهزا بكل ما يحتاجه الطفل من كتب وغيرها.
وضع خطة زمنية للنوم والاستيقاظ: ابدأ بتعديل مواعيد النوم والاستيقاظ بشكل تدريجي قبل بدء الدراسة بأسبوع أو أسبوعين، سيساعد هذا في التغلب على الكسل الصباحي والتأقلم مع مواعيد المدرسة.
3. الاستعداد الجسدي: الصحة أساس النجاح
إنّ العقل السليم في الجسم السليم، وهذا المبدأ ينطبق على الأطفال بشكل خاص، والاستعداد الجسدي هو عنصر أساسي في تهيئة الأطفال للموسم الدراسي الجديد، و يمكن تحقيق ذلك من خلال:
نظام غذائي صحي: تأكد من أن يتناول طفلك وجبات متوازنة وغنية بالفيتامينات والمعادن لتعزيز طاقته وتركيزه.
النشاط البدني: شجّع طفلك على ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، فهي تساهم في تخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
فحص طبي: إذا لزم الأمر، قم بإجراء فحص طبي شامل لطفلك للتأكد من سلامة نظره وسمعه، فهما يؤثران بشكل مباشر على قدرته على التعلم.
4. التفكير الإيجابي: بناء عقلية النجاح
إنّ غرس التفكير الإيجابي في الطفل هو أفضل استثمار في مستقبله، ساعده على رؤية العام الدراسي الجديد كفرصة للنمو والتطور، يمكن تحقيق ذلك من خلال:
التركيز على نقاط القوة: ذكّر طفلك بإنجازاته في العام الماضي وكيف يمكنه البناء عليها.
تشجيع التحدّي: علّمه أن التحديات هي فرص للتعلم وليست عوائق.
الاحتفال بالنجاحات الصغيرة: احتفل مع طفلك بجهوده وإنجازاته، مهما كانت بسيطة.
باختصار، إنّ تهيئة الأبناء للموسم الدراسي الجديد ليست مهمة صعبة إذا تم التخطيط لها بشكل جيّد. من خلال التركيز على الاستعداد النفسي والعملي والجسدي، وبناء عقلية إيجابية، يمكن للآباء أن يضمنوا بداية موفقة ومثمرة لأبنائهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق