الأحد، 2 نوفمبر 2025

الأم هي البطلة في سباق الحياة وتربية الأبناء وحدها

في زمن يركض فيه الجميع خلف متطلبات العيش المتزايدة، يصبح "لهاث الحياة" عبارة واقعية تصف إيقاع أيامنا، وبينما يسعى الكل لمواكبة هذا السباق، تقف الأم التي تضطلع بمسؤولية تربية أبنائها وحدها في خط المواجهة، حاملة على عاتقها أعباء الأبوة والأمومة معاً، إنها بطلة حقيقية، لا تحمل سيفاً ولا درعاً، بل تحمل قلباً لا يعرف الاستسلام وعزيمة لا تلين.

​تحديات سباق الزمن

​الأم التي تربي أبناءها وحدها تواجه معادلة صعبة تتطلب موازنة مستحيلة بين الأدوار. فهي:

المعيل: تعمل بجد لتوفير الاحتياجات المادية، مما يستهلك جزءاً كبيراً من وقتها وطاقتها.

المربّي والموجّه: تتحمل وحدها مسؤولية غرس القيم والأخلاق، وتوجيه السلوك، ومتابعة التحصيل العلمي.

الداعم العاطفي: هي مصدر الحب والأمان والدعم النفسي الوحيد، وعليها أن تملأ الفراغ العاطفي الذي قد يتركه غياب الطرف الآخر.

​مدير المنزل: تدير شؤون البيت والترتيب والتنظيم، وهي مهام يومية لا تتوقف.

​في ظل هذا اللهاث اليومي، تجد الأم نفسها في سباق دائم مع الزمن، تبحث عن بضع دقائق لترتاح، أو لتمضي وقتاً نوعياً مع أبنائها بعيداً عن ضغوط العمل والمنزل. إن الشعور بالذنب حليفها الدائم، خوفاً من التقصير في أحد الجوانب، خاصة الجانب العاطفي والتربوي الذي يحتاج إلى حضور ذهني كامل.

​تأثير دور الأم المنفرد على الأبناء

​رغم التحديات الجمة، فإن صمود الأم وقدرتها على إدارة الأزمة يغرس في الأبناء دروساً لا تُنسى:

​القدوة الصامدة: يتعلم الأبناء منها الإيجابية والمثابرة، فهم يرون بأعينهم قدرتها على الصمود وعدم الاستسلام أمام مصاعب الحياة وتحمل التعب والإرهاق (كما أشارت بعض الدراسات).

بناء الاستقلالية والمسؤولية: غالباً ما يكتسب أبناء الأم التي تربيهم وحدها مهارات الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية في سن مبكرة، نظراً لضرورة مساعدتها وتخفيف الأعباء عنها.

​قوة الرابط العاطفي: يصبح الرابط بين الأم والأبناء أعمق وأكثر تماسكاً، فكل منهما يمثل للآخر سنداً وعوناً.

​نصيحة أخيرة: لا للشعور بالذنب

​إن أعظم ما يمكن أن تقدمه هذه الأم لأبنائها ليس وفرة المال أو الكمال في كل دور، بل هو الصحة النفسية والسعادة، وعليها أن تتخلى عن عبء الشعور الدائم بالذنب، وأن تدرك أن بذلها أقصى ما تستطيع هو قمة العطاء.

​الأم التي تربي وحدها ليست امرأة ناقصة السند، بل هي جيش من الحب والعطاء والمسؤولية في شخص واحد، إنها تُنشئ أجيالاً تعلمت من حياتها أن القوة الحقيقية تكمن في القلب الصابر والعزيمة التي تتحدى الظروف.  


التوازن الساحر: نصائح عملية للأم العاملة للتوفيق بين العمل والتربية

يا لها من رحلة مليئة بالتحديات والجمال! التوفيق بين العمل وتربية الأبناء هو فن يتطلب الكثير من التنظيم والمرونة والدعم، والأهم من ذلك، الرفق بالذات.

​تواجه الأم العاملة صراعاً يومياً بين تلبية طموحاتها المهنية ورعاية فلذات أكبادها، هذا المسعى النبيل ليس مستحيلاً، بل هو مسألة إدارة وتخطيط وتغيير في طريقة التفكير، إليكِ مجموعة من النصائح العملية لمساعدتكِ في بناء جسر متين يربط بين عالم العمل وعالم الأمومة.

فن إدارة الوقت والأولويات

​إن مفتاح التوفيق يكمن في التعامل مع الوقت بحكمة ووعي.

​ضعي جدولاً زمنياً (مرناً!): قومي بتنظيم جدول عائلي أسبوعي واضح للجميع، يحدد أوقات العمل، والأنشطة المدرسية، والواجبات المنزلية، والوجبات. لكن الأهم هو أن يكون هذا الجدول مرناً وقابلاً للتعديل عند الضرورة لتجنب التوتر.

​ابدئي بتحديد الأولويات: يومياً، حددي أهم 3 مهام يجب إنجازها في العمل وأهم 3 مسؤوليات في المنزل (الترتيب، الروتين الصباحي، إلخ). ركزي على إنجاز هذه المهام، والمهام الأقل أهمية يمكن تأجيلها.

​استغلي حيل توفير الوقت: قومي بالتحضير المسبق قدر الإمكان، وجهزي ملابس الغد في الليلة السابقة، وخططي للوجبات الأسبوعية، وقطعي الخضراوات مسبقاً، هذه "الدقائق المسروقة" تصنع فارقاً كبيراً.

​خصصي وقتاً للعمل دون انقطاع: إذا أمكن، استيقظي مبكراً قليلاً للقيام بالمهام التي تتطلب تركيزاً عالياً قبل استيقاظ الأطفال، أو اطلبي من الشريك توفير وقت لكِ للعمل دون مقاطعة.

شراكة العائلة وتوزيع المهام

​لا يمكنكِ القيام بكل شيء بمفردكِ، والتوازن يعني المشاركة.

​أشركي الشريك (الزوج): يجب أن يكون الأب شريكاً حقيقياً في المسؤوليات اليومية؛ سواء في الرعاية، أو المذاكرة، أو الأعمال المنزلية، التواصل المسبق لتحديد من سيتولى أي مهمة يمنع الجدال والتوتر.

​علمي الأطفال المسؤولية: من سن مبكرة، شجعي أطفالك على تحمل مسؤولية مهام بسيطة تتناسب مع عمرهم (ترتيب الألعاب، المساعدة في إعداد المائدة، تحضير حقيبة المدرسة)، هذا يعلمهم الاعتماد على النفس ويخفف العبء عنكِ.

​لا تترددي في طلب المساعدة المدفوعة: إذا سمحت الميزانية، فكري في الاستعانة بمساعد لتنظيف المنزل مرة أسبوعياً أو مقدم رعاية موثوق للأطفال، المال المدفوع مقابل استعادة وقتك الخاص هو استثمار في صحتك العقلية.

​جودة الوقت لا كميته

​التوازن ليس بالضرورة قضاء كل دقيقة مع الأطفال، بل بكيفية استغلال الوقت المتاح.

​التركيز الكامل: عندما تكونين مع أطفالك، أغلقي الهاتف وركزي عليهم تماماً، عشرون دقيقة من اللعب أو القراءة المركزة تساوي ساعات من التواجد المشغول بالتفكير في العمل.

​خصصي وقتاً خاصاً: حاولي تخصيص بضع دقائق يومياً لكل طفل على حدة للقيام بنشاط يحبه، هذا يقوي علاقتك به ويشعره بالاهتمام الفردي.

​أوقات "الانتقال" الهادئة: استغلي الأوقات التي تقضينها مع الأطفال في السيارة أو أثناء الإفطار للتحدث معهم عن يومهم، مما يحول الأوقات الروتينية إلى لحظات تواصل حقيقية.

​لا تنسي نفسكِ!

​إن الاعتناء بنفسكِ ليس رفاهية، بل هو ضرورة للحفاظ على طاقتكِ وصحتكِ.

​لا للشعور بالذنب: تذكري أن الأم المثالية هي أسطورة، وتقبلي أنكِ ستقصرين أحياناً في العمل وأحياناً في المنزل، كوني لطيفة مع نفسكِ، فمحاولتكِ للتوفيق بحد ذاتها نجاح.

​خصصي وقتك الخاص: حتى لو كانت عشر دقائق فقط يومياً لقراءة كتاب، أو ممارسة شيئ آخر يفيد، أو احتساء كوب من الشاي بهدوء، هذا الوقت يعيد شحن طاقتكِ.

​ضعي حدوداً واضحة: افصلي تماماً بين العمل والمنزل، وعند العودة إلى البيت، أغلقي إشعارات العمل، وتفقدها في وقت قصير جدا وعندما تكونين في العمل، ركزي على مهامك، الفصل يساعدك على منح كل دور حقه دون تداخل.

​ختاماً، التوفيق بين العمل والتربية هو عملية مستمرة من التعلم والتكيف، تذكري دائماً أن شغلك يمنحكِ الشعور بالذات، ورؤية أطفالك يكبرون هي الثروة الحقيقية، كوني قدوة لهم في العمل الجاد وفي الاهتمام بالصحة العقلية والنفسية.  


السبت، 1 نوفمبر 2025

مقال عن رحمة الإسلام بالحيوانات

يُعدّ الرفق بالحيوان والرحمة به من المبادئ الأساسية والراسخة في الدين الإسلامي، حيث لا تقتصر تعاليمه على تنظيم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان فحسب، بل تمتد لتشمل جميع المخلوقات على وجه الأرض، وقد جاءت النصوص الشرعية، من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لتؤكد على أن الحيوانات هي أمم أمثالنا، ولها حقوق يجب صيانتها.

​مظاهر الرحمة بالحيوان في الإسلام

​يشتمل مفهوم الرحمة بالحيوان في الإسلام على جوانب متعددة تشمل حياته، استعماله، وحتى إزهاق روحه للانتفاع به:

​توفير الرعاية الأساسية: أمر الإسلام بوجوب إطعام الحيوان وسقايته وتوفير المسكن المناسب له، وحذر من تجويعه أو تعطيشه أو إيذائه، و بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن في "كل كبد رطبة أجرا"، في إشارة إلى أن الإحسان إلى أي كائن حي هو عمل صالح يؤجر عليه المسلم.

​تحريم الإيذاء والتعذيب: نهى الإسلام عن جميع أشكال القسوة والتعذيب للحيوانات، ومن ذلك:

​الضرب والتحميل بما لا يطيق: حث النبي صلى الله عليه وسلم على اتقاء الله في البهائم المعجمة، وعدم إجهادها.

​التمثيل بها: وهو قطع أطرافها أو أجزاء من جسدها وهي حية، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك.

​اتخاذها هدفًا للرمي (غرضًا): لما فيه من تعذيب وقتل دون منفعة شرعية.

​الإحسان عند الذبح: حتى في حالة الذبح للأكل، شدد الإسلام على ضرورة الإحسان في القتلة والذبح، ويشمل ذلك:

​حد الشفرة: ليكون الذبح سريعًا ويُريح الذبيحة.

​عدم ذبح الحيوان أمام غيره من الحيوانات: حتى لا يروعها ويخيفها.

​تجنب تعذيب الحيوان قبل الذبح وأثناءه.

​قصص نبوية تُجسّد الرحمة 

​تقدم لنا السيرة النبوية أمثلة عملية تؤكد على عمق هذا المبدأ:

​الجمل الذي شكا: روى الصحابة قصة جمل شكا للنبي صلى الله عليه وسلم من صاحبه الذي يجوعه ويتعبه، فعاتب النبي صاحبه وأمره أن يتقي الله فيه.

​المرأة والهِرة: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض، مما يدل على أن القسوة على الحيوان هي سبب للعقوبة.

​النهي عن فجع الطائر: عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم طائرا صغيرا يرفرف حزنا على فرخيه اللذين أخذهما بعض الصحابة، أمرهم بإرجاع الفرخين إليها، قائلاً: "من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها".

​الجزاء الأخروي 

​ربط الإسلام بين الإحسان إلى الحيوان ومصير الإنسان في الآخرة، فجعل الإحسان إليه سببا للمغفرة ودخول الجنة (كما في قصة الرجل الذي سقى كلبا عطشانا)، وجعل القسوة عليه سببا لدخول النار، هذا الربط يؤكد على أن معاملة الحيوان ليست مجرد سلوك اختياري، بل هي جزء أصيل من العبادة والإيمان.

​إن الإسلام ينظر إلى الحيوانات كجزء من منظومة الكون التي خلقها الله، وهي تستحق الرحمة والعدل، هذه النظرة الشمولية تؤسس لمفهٍم بيئي وأخلاقي متقدم في معاملة جميع الكائنات الحية.  


منارة العلم والكرم والنضال: الأستاذ لهشمي الشريف بن مولاي هيبه بن حمو الطاهر

في رحاب أرض الجزائر الطيبة، وعلى ثرى أولف الكبير، تحديدا بلدية تمقطن بدائرة أولف، منبع العراقة والإباء بولاية أدرار، بزغ نجم سليل بيتٍ طاهر، يحمل في اسمه وسيرته شرف النسب وسمو الأخلاق: إنه الأستاذ لهشمي الشريف بن مولاي هيبة بن حمو الطاهر، هو من تلك السلالة المباركة التي تتصل جذورها بآل البيت الكرام، وصولا إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ذلك النسب الشريف الذي لم يكن مجرد فخر يُتلى، بل كان منهاجا حياة يُترجم إلى فعلٍ وخدمةٍ ونبل.

سراجٌ في ميدان التربية والتعليم

​الأستاذ لهشمي الشريف لم يختر مهنةً، بل اختار رسالة، ففي سلك التعليم المتوسط، أضاء دروب العقول كـأستاذ للعلوم الطبيعية، و كانت قاعات الدرس بالنسبة له ليست مجرد فضاء لتمرير المعلومات، بل محرابا للعلم ومشتلا لغرس القيم، و كان حريصا ومتفانيا في أداء مهمته، مخلصا في نقل المعرفة، ولم يكن يكتفي بالشرح وحسب، بل كان يزرع في نفوس تلاميذه الفضول والشغف، جاعلاً من حصص العلوم الطبيعية رحلة استكشاف ممتعة لأسرار الكون والخلق، وشهد له كل من عاصره في القسم بحسن المعاملة؛ فكان للتلاميذ أبا ومربيا قبل أن يكون معلما، يُحسن إليهم ويُقوّمهم برفق وحكمة، مؤمنا بأن التعليم بالقدوة هو أعمق أثرا.

منبر النضال وميزان الحقوق

​من دفء قاعات الدرس إلى ساحات العمل والنضال، انتقلت رسالة الأستاذ الشريف لتأخذ بعدا اجتماعيا عظيما. فمنذ أعوام عديدة، استقر به المقام في ولاية عين صالح، ولم يكتفِ بكونه معلما فاضلا، بل ارتقى ليترأس أحد نقابات العمال، هذا الاختيار لم يكن مصادفة، بل كان نتيجة إيمانه الراسخ بالعدل وضرورة الدفاع عن المظلوم، لقد أصبح صوت العمال الصارخ ومحاميهم الباسل، بـإلمامه العميق بالقوانين والتشريعات، لم يدخر جهدا في الدفاع عن حقوق العمال، يسعى بمهارة وحنكة لضمان نيلهم لكامل مستحقاتهم وكرامتهم، إنه يمثل الضمير اليقظ في جسد العمل النقابي، لا يخشى قول كلمة الحق، ويقف سدا منيعا أمام أي محاولة للتعدي على حقوق من وضعوا ثقتهم فيه.

قامة الأخلاق ومائدة الكرم

​لكن القصة لا تكتمل إلا بذكر الجانب الأسمى في شخصيته: أخلاقه العالية وكرمه المعهود، لهشمي الشريف يجسد صفات النبل التي ورثها عن أجداده، فـبيته في عين صالح هو بيت ضيافة، قبل أن يكون منزلا للسكن؛ مفتوح للضيوف والزوار والأحباب والغرباء على حد سواء، فيه تُنسج قصص الكرم الأصيل، وتُقام موائد السخاء بلا تكلف، هو رجل لا يعرف البخل طريقا إلى قلبه، وقد يُعدّ مضرب المثل في حسن الاستقبال والإكرام، هذه الخصال جعلت منه عمودا من أعمدة المجتمع في محيطه الجديد، يجمع بين رصانة المثقف ونخوة البدوي الأصيل، بين حكمة النسيب الشريف وطيبة الجزائري الأبي.

​الخلاصة:

​إن سيرة الأستاذ لهشمي الشريف بن مولاي هيبة بن حمو الطاهر هي لوحة فنية متكاملة؛ نجد فيها شرف النسب يُتوّج بـشرف الفعل، هو معلم مُلهم، ونقابي مدافع، ومضيف كريم، ورجل أخلاق فاضل، جسدٌ تنقل بين أدرار وعين صالح، ولكنه ترك بصمات لا تُمحى في كل مكان حلّ به، فكان منارة للعلم والكرم والنضال، ومثالًا يُحتذى به للرجل الذي سخّر علمه ووقته ونسبه لخدمة أمته وأهله، محققا بذلك أرقى معاني الإنسانية والمسؤولية.   


سليل المجد ونور الأجيال: الأستاذ "قابّه إبراهيم" قامة من قامات التربية والتعليم

من أعماق الجنوب الجزائري، من قصر المرقب العتيق ببلدية تمقطن، ومن قلب واحة أولف الضاربة جذورها في التاريخ والعلم، يشرق نور معلم هو بحق قامة شامخة في سماء التربية والتعليم، إنه الأستاذ الفاضل قابّه إبراهيم، ليس مجرد مدرس للرياضيات، بل هو رجل تربية وتعليم بامتياز، ينسج من الأرقام والمعادلات مساراً للحكمة ومنارة للعقول.

​وراثة العلم ونبل الأخلاق

​إن المتأمل في سيرة هذا الرجل يدرك فوراً أنه لم يأتِ إلى حقل التعليم غريباً، بل هو سليل بيت علم ومعرفة عريق، ورث قابّه إبراهيم من آبائه وأجداده كنزاً لا يفنى، تمثل في رسوخ قدمهم في الشريعة الإسلامية، فأخذ منهم نقاء الفهم وعمق الرؤية، ما انعكس على شخصيته فجعلها تتسم بـالخلق الكريم والنبل الفطري، هذه الأخلاق الرفيعة، الموروثة عن أبيه وأمه، ليست مجرد سمات، بل هي الدعامة التي يقيم عليها صرحه التعليمي، فكانت تمنراست، حيث يؤدي واجبه، شاهدة على أنبل صورة للمعلم.

​سفير الرياضيات وفارس الميدان التربوي

​في رحاب التعليم الثانوي بـتمنراست الشاسعة، يقف الأستاذ قابّه إبراهيم سفيراً لمادة الرياضيات، تلك اللغة الكونية التي لا يتقنها إلا ذو بصيرة، لكنه لم يكتفِ بإيصال المعلومة الجافة؛ بل غرس في نفوس تلاميذه حب المنطق، وقوة الاستدلال، وجمالية النظام، عمله ليس مجرد وظيفة، بل واجب تربوي وتعليمي يؤديه بـإخلاص عميق وتفانٍ لا يضاهى، إنه يرى في كل طالب مشروع عالم، مشروع مفكر، مشروع إنسان قادر على الإضافة والارتقاء.

المتفاني في خدمة العلم حتى في العطلة

​إن المعيار الحقيقي لللتفاني يتجلى في تجاوز حدود الواجب الرسمي، وهذا ما يفعله الأستاذ قابّه إبراهيم بصدق قلبه، فهو يدرك أن مسيرة التعلم لا تتوقف عند قرع جرس نهاية الدوام أو ببدء الإجازة، لذلك فهو يساهم في دعم تلاميذه التعليمي حتى في أيام العطلة الدراسية، هذه المبادرة ليست من متطلبات المهنة، بل هي نابعة من روح الأبوة التربوية الصادقة، ومن إيمان راسخ بأن نجاح التلميذ هو انتصار للمجتمع، فبذل وقته الثمين وراحته ليضيء دروبهم المعتمة، هذا الإيثار هو الدرس الأعمق الذي يقدمه، درس لا يُنسى في قوائم الكتب ولا في قاعة الدرس، بل يُنقش في الذاكرة والضمير.

​أيقونة للتضحية وبوصلة للأجيال

​إن قصص مثل قصة الأستاذ قابّه إبراهيم ليست مجرد حكايات تُروى، بل هي أيقونات للتضحية، وبوصلات توجه الجيل الصاعد نحو القدوة الصالحة، إنه نموذج حي للمعلم الذي يجمع بين أصالة المنشأ وغزارة العلم ونبل المقصد، هو الجسر الذي عبرت فوقه أجيال من أبناء الصحراء نحو مستقبل أكثر إشراقاً، مسلحين بالمعرفة والأخلاق الحميدة،

​عاشت الجزائر بأمثال قابّه إبراهيم، الذين يرفعون راية التعليم بمحبة وإخلاص، وتبقى ذكراهم العطرة نبراساً يهدي الباحثين عن معنى حقيقي للتربية والرسالة الخالدة.

​أحسن الاختيار. سأقوم بصياغة شهادة تقدير رسمية ومؤثرة تعكس مقام الأستاذ الفاضل قابّه إبراهيم وجهوده الجليلة.

​📜 شهادة تقدير واعتراف بالجميل

​تُقدَّم هذه الشهادة بكل فخر واعتزاز إلى القامة التربوية الفاضلة:

تقديراً وعرفاناً

​تُمنح هذه الشهادة الموشَّحة بالحب والتقدير اعترافاً بالجهود الاستثنائية والبصمات المضيئة التي تركها الأستاذ الفاضل قابّه إبراهيم في ميدان التربية والتعليم بـ تمنراست.

​إن مسيرتكم التعليمية هي نموذج حي يجسد الإخلاص المتفاني والتفوق التربوي، حيث لم تكتفوا بكونكم معلمًا للرياضيات، بل كنتم رجل تربية بامتياز، تستمدون قوة رسالتكم من أصولكم العلمية العريقة وكونكم سليل بيت مجد ومعرفة ضارب الجذور في الشريعة الإسلامية والأخلاق.

​✨ مكارم تستحق الثناء

​تستحقون أصدق الثناء على:

​الخلق الكريم والنبل: الذي ورثتموه عن آباء وأمهات طاهرين، فجعلكم قدوة حية لتلاميذكم.

​التفاني اللامحدود: في أداء الواجب التعليمي والتربوي بأعلى درجات الجودة والإخلاص.

​الإيثار النادر والدعم المتواصل: الذي يتجلى في مجهوداتكم الجبارة لـدعم التلاميذ التعليمي حتى في أيام العطلة الدراسية، مؤكدين بذلك أن رسالتكم تتجاوز حدود الزمن والمكان الرسمي.

​لقد كنتم وستظلون نبراساً يهدي إلى العلم، ومعلماً يغرس في النفوس حب المعرفة والانضباط. فجزاكم الله خير الجزاء على ما قدمتموه من بذل وعطاء لوطنكم وأجيالكم.

​حفظكم الله ورعاكم، وبارك في علمكم وعملكم.  


نور يتلألأ في صحراء أدرار: سليل الخير والكرم الرقاني مولاي امحمد بن سي محمد ولد سيدي مولاي

في رحاب واحات أدرار الساحرة، حيث تتمازج زرقة السماء بذهبية الرمال، وتتجسد عراقة التاريخ في كل حبة رمل، يبرز اسم الرقاني مولاي امحمد بن سيدي محمد بن سيدي مولاي، كـمنارة للخير والكرم، وشعلة تضيء دروب المحتاجين، إنه ليس مجرد اسم يُذكر، بل هو عنوان لمسيرة عطاء متجذرة في أعماق الأصالة والنسب الطاهر.

زاوية حينون: موطن العطاء ومنبع الأصالة

​تقف زاوية حينون ببلدية أولف، التابعة لدائرة أولف بولاية أدرار، شامخة كرمز للعلم والروحانية، ومقراً لـجمعية زاوية دار سيدي مولاي الخيرية، وفي قلب هذه الزاوية المباركة، ينشط الرقاني مولاي امحمد كشيخٍ ورجلٌ من رجال الخير، حيث ينسج بيده وقلبه خيوط المودة والإحسان، محافظاً على إرث عظيم من جده إلى أبيه.

​لقد ورث مولاي امحمد عن أبيه سي محمد ولد سيدي مولاي، كما عن أجداده الكرام، صفاتٍ تليق بسليل الطهارة، فهو جامع للخير، متجسد فيه الخير والكرم، وراسخ فيه الخلق الحسن الذي يستمده من نبع صافٍ لا ينضب، فما أشدّ طيب أصله، وما أعظم جوده.

نسبٌ يتوّج سماء المجد: سليل آل البيت الأطهار

​تزداد مكانة هذا الرجل الفذّ، حين نعلم أنه سليل آل البيت الأطهار، من بني الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسولنا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-. هذا النسب الشريف ليس مجرد شجرة عائلة، بل هو تاج يتوّج سمو خلقه، وميثاق يلزمه أن يكون قدوة في كل فضيلة.

​كيف لا يكون ذو خلقٌ رفيع وهو ينتمي إلى هذه الدوحة المباركة؟ إن الشجاعة لديه ليست مجرد صفة، بل هي ميراث؛ والكرم ليس مجرد سلوك، بل هو سجية؛ والخير ليس مجرد فعل، بل هو هوية، إنه يحمل في دمه نور الرسالة، وفي قلبه حب العطاء، مقترناً بـتواضع العارفين وهمة الصالحين.

دعاءٌ يتردد في الآفاق

​حقّ لمن رأى هذا التفاني في خدمة المجتمع، وذاق طعم هذا الكرم الأصيل، أن يرفع أكفّ الضراعة إلى السماء، داعياً لهذا الرجل الفاضل ولأسرته الكريمة وأهل بلدته الطيبين.

​"اللهم بارك فيه وله، واجعله ذخراً لأمته، واحفظه بعينك التي لا تنام، وبارك في إخوانه، واجعل البركة والخير عميماً في أهل بلدته."

​إن الرقاني مولاي امحمد، بشهادة أفعاله، هو نموذج حي يُحتذى به لربط المجد الروحي بـالعمل الخيري الدنيوي، إنه رسالة حب مكتوبة بخط الإحسان، وموجهة إلى كل من يسعى لأن يجعل من حياته جسراً يعبر عليه الخير إلى قلوب الناس. فليستمر هذا النور في التلألؤ، وليبقى صوت الخير مدوياً في صحراء أدرار الواعدة.  


"نورٌ على نور": في محراب الأستاذ لهشمي محمد بن عبدالقادر، بن حمو الطاهر، رائد الرياضيات وصانع الأجيال

في رحاب العلم الشاسعة، وعلى مسرح التربية السامية، تتجلى شخصيات لا يمكن للزمن أن يطوي ذكرها، ولا للنسيان أن يمحو أثرها هم المربون الأوائل، بناة العقول ومُذكي شعلة الفكر، ومن بين هذه الكوكبة اللامعة، يبرز اسم الأستاذ لهشمي محمد بن عبدالقادر، أستاذ مادة الرياضيات للتعليم المتوسط، كعلمٍ شامخٍ ونهرٍ دائم الجريان بالعطاء.

جوهر الرسالة وقداسة المهنة

​إنّ الأستاذ الهاشمي ليس مجرد مُلقنٍ للمادة، بل هو مُرشدٌ حكيم، ورسولٌ يحمل مشعل العلم، في زمنٍ قد يرى البعض فيه مادة الرياضيات لغزاً معقداً أو عالماً جافاً من الأرقام، كان هو الساحر الذي يفكّ طلاسمها، ويجعل من معادلاتها قصائدَ منطقية، ومن نظرياتها جسوراً تُعبر إليها العقول بلهفة وشغف. لم يكتفِ بتعليم "كيف" تُحل المسألة، بل علّم الطلاب "لماذا" وكيف نفكر كرياضيين، غارساً فيهم منطق الاستدلال وقوة البنية الفكرية.

​تدريسه منهج حياة؛ والسبورة البيضاء لديه ليست مجرد لوحٍ لكتابة الأرقام، بل  مرآةً تعكس نور التفاني في عينه، وشغف الإخلاص في صوته. فكل حصة دراسية عنده عبارة عن رحلة استكشاف، يخرج منها الطالب ليس فقط بمهارة رياضية جديدة، بل بدرسٍ عميق في الصبر، والدقة، والمثابرة التي هي جوهر العلم والنجاح.

سمو الخلق وفن التربية

​ما يميز العظماء ليس فقط براعتهم المهنية، بل سمو أخلاقهم وإنسانيتهم الفائقة، والأستاذ لهشمي، هو المربي المتفاني بامتياز، ذو الخلق الرائعة التي تشعّ كضوءٍ دافئ يحيط بطلابه، هو نِعمَ الأستاذ الذي يجمع بين هيبة المعلم وحنان الأب.

​في قاعة الدرس، حضور الأستاذ لهشمي مزيجاً من الحزم اللطيف والتشجيع الملهِم، يرى في كل طالبٍ طاقة كامنة تنتظر الإيقاظ، و يعرف أن العقول الناشئة تحتاج إلى احتواء قبل أن تحتاج إلى تلقين، وأن القلب السليم هو أساس العقل المستنير، ولهذا، تعامله مع الأخطاء ليس للسخرية أو التأنيب، بل كـنِقاط انطلاق نحو التعلم الصحيح والنمو الشخصي.

​"الأستاذ الهاشمي: رجلٌ أرقامُهُ لا تُعدّ، فكمْ من عقلٍ استنار، وكمْ من خُلقٍ استقام بفضلِ توجيهِه ودعمِه."

​إن تفانيه في أداء واجبه يتجاوز حدود الساعات الرسمية والمنهاج المقرر،  يرى أن واجبه رسالةً مقدسة؛ رعايةً للنشء وصوناً لمستقبلهم، وبذلك فصوله الدراسية واحاتٍ خضراء، يرتوي فيها الطلاب من معين العلم وينهلون من أدب المعاشرة وحسن السلوك.

إرث لا يزول.. بصمة في ذاكرة الأجيال

​إن أعظم إرثٍ يتركه المعلم المتفاني ليس في كتبٍ خطها، بل في نفوسٍ صقلها وعقولٍ أضاءها، الأستاذ لهشمي، بصدقه ووفائه لمهنته، قد نسج خيوطاً متينة من الاحترام والمحبة في قلوب مئات الطلاب الذين مروا على يده، لقد صاروا اليوم مهندسين وأطباء ومعلمين وقادة، وربما كلما وقف أحدهم على منصة النجاح، لمعت في ذاكرته صورة الأستاذ الذي علّمه كيف يرتقي بدرجات السلم، خطوة خطوة، كما تُحل المعادلات.

​نِعمَ الأستاذ، هي شهادة حق، ووسام فخر يُعلق على صدره، لا بقرار إداري، بل بـإجماع أغلب القلوب والعقول، إن وجود أمثاله في صروحنا التعليمية هو ضمانة لجيلٍ واعٍ ومؤمن بقيمة العمل المخلص والأخلاق الرفيعة.

​تحيةً صادقة لهذا العملاق الهادئ، الذي بنى في صمت وصنع جيلاً بالتي هي أحسن، إن بصمته ستبقى مرسومة ليس بالحبر على الورق، بل بالضوء على صفحات المستقبل، تشهد على أن المربي الحق هو منارةٌ لا تنطفئ، وشمسٌ لا تغيب. 


في رحاب ذكرى: العلوي مولاي أحمد بن مولاي عمر... سراج تمقطن الذي لا ينطفئ

هناك أرواح تطوف في دنيا الناس كنسائم الخير، تسكن الأجساد لزمن محدود، ثم ترحل تاركة وراءها أثراً لا يمحوه تقلب الأيام ولا تعاقب الأعوام. ومن تلك الأرواح الطاهرة، سيدي العلوي مولاي أحمد بن مولاي عمر، الذي كان قنديلاً مضيئاً في رحاب بلاد مولاي الرشيد، ببلدية تمقطن، دائرة أولف، ولاية أدرار.

​اليوم، وقد مرت سنوات ثلاث على رحيله المُر، لا تزال ذكراه مُعطَّرة في فضاء تلك الواحة الطيبة، كنسمة هادئة تلامس شغاف القلوب وتُعيد إليها دفء الإيمان وجمال الخُلُق.

منارة الخُلُق وحصن الطيبة

​لم يكن العلوي مولاي أحمد مجرد اسم عابر في سجلات تمقطن، بل كان أيقونة للطيبة المُتجسّدة، ورجلاً إذا ذُكر، تداعت إلى الأذهان صور النقاء والصفاء. لقد كان يتمتع بأخلاقٍ هي أرقى من أن توصف بكلمات بسيطة؛ فكانت كلمته صدقاً، وفعله مروءة، وابتسامته بلسمًا. كان مأوى لكل طالب عون، ومستراحًا لكل مهموم، يحمل همّ مجتمعه في صدره، ويسعى في قضاء حوائج الناس بصمت وتواضع، لا ينتظر ثناءً ولا يرجو جزاءً من أحد، إلا من رب الأرض والسماء.

​"فالجبال تُعرَف بثباتها، والرجال تُعرَف بأفعالها، والعلوي مولاي أحمد عُرف بسعيه الدائم للخير والخدمة الصادقة التي كانت عماد حياته لأهل بلده."

ركن المسجد وعماد الروحانية

​كانت خطواته شاهدة على إيمانه العميق، فالمسجد لم يكن بالنسبة له مجرد مكان للصلاة، بل كان ملاذه الروحي ومرتعه الخصب. كان من عُمّار بيوت الله الذين تتشوق إليهم الأركان وتأنس بهم السواري. في كل فجر، وفي كل وقت صلاة، كان العلوي حاضراً، يسبقه وضوؤه ونور وجهه، يُقيم الصلاة بخشوع، ويجلس بعدها تالياً وذاكراً، ينهل من معين الذكر ما يُقوّي به قلبه ويُضيئ به دربه. رحيله عن محراب العبادة ترك فراغاً لا يملؤه إلا الصبر الجميل، وصوت ذكراه الذي يُردّده كل من عرفه قائلاً: "لقد فقد المسجد أحد أركانه الثابتة."

غياب الجسد وبقاء الأثر

​لقد مضت الأيام، وحملت معها جسده الطاهر إلى مثواه الأخير، ولكن الأثر الذي غرسه في نفوس محبيه وفي تراب تمقطن لا يمكن أن يموت. إنها الأرواح التي ترحل جسدًا، ولكنها تبقى حية في الذاكرة، تُعلّم الأجيال معنى الوفاء، ومغزى العطاء، وقيمة التمسك بالأخلاق الفاضلة.

​لقد جازى الله العلوي بما قدم من خدمة جليلة لأهل بلده، تلك الخدمات التي كانت تُنجز في صمت المخلصين، بعيداً عن ضجيج الأضواء، سعيًا في تيسير أمورهم ورسم البسمة على شفاههم.

دعاء وعهد:

​في هذه الذكرى، لا نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل:

​"اللهم يا واسع الرحمة، اجعل قبر المرحوم العلوي مولاي أحمد بن مولاي عمر روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار. اللهم جَدِّدْ عليه الرّحمات، وأنزِلْ عليه السكينة والنور، واغفر له وتجاوز عن سيئاته، واجزه بما قدّم لأهل بلده ومسجده خير الجزاء وأوفاه. اللهم ألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، واجمعنا به في مستقر رحمتك."

​رحم الله رجلاً كان بحق خير مثال لابن الصحراء المُتخلّق بالإيمان والعطاء. ويبقى اسمه منقوشاً بحروف من نور في ذاكرة تمقطن.


قصيدة في حقه

قصيدة رثاء (تمقطن تبكي قنديلها)

​يا قلبُ صبراً على جُرحٍ بتمقطنَ قدْ،

ثلاثةٌ مرّتْ والروحُ لمْ تَبْرأْ.

فجُّرُّ الزمانِ على الأحبابِ لا يرحمُ،

لكنَّ ذكراهُمُ نورٌ فلا يُطفَأْ.


​في رِحَابِ العَظِيمِ

​قَد كانَ العلويُ للأخلاقِ مَدرسةً،

مَوْلايَ أحمدُ فينا سيرةٌ تُقرَأْ.

إنْ مَرَّ ذِكرُكَ بينَ الناسِ، قالوا: قُمْ!

رجلٌ تجسَّدَ فيهِ الخيرُ والمَبْدأْ.

يا أيها الطيّبُ، يا ذا الخُلُقِ الراضي،

كمْ كنتَ للنّاسِ غيثاً، بالهُدى يَهْدَأْ.


​عِمَارَةُ المَسجِدِ

​نَشتاقُ خَطْوَكَ نحو المَسجدِ الطاهرِ،

كنتَ المُصلّي الذي للأجرِ ما أبطَأْ.

يا عابداً، طالما نادى المؤذّنُ "حيَّ"،

إلاّ وكنتَ المُجيبَ الأوّلَ، الأسْرَعْ.

للهِ دَرُّكَ منْ رُوحٍ مُعطّرَةٍ،

للهِ صَوتُكَ بالتسبيحِ قدْ دَوّى.

قدْ أبصرَتْكَ سَواري البيتِ خاشِعةً،

واليومَ تبكي فراقَ الوجهِ إذ غابَا.


​خِدمةُ البَلَدِ والأثرُ

​يا خادمَ القومِ في صمتٍ وفي حَبْرٍ،

لمْ يَنْسَ فعلكَ أولفَ أو بِلادَ الرُّشْدِ مَهْمَا كانَ.

سخّرتَ عُمرَكَ للوَاجبْ، بلا مَنٍّ،

كفٌّ تُمدُّ ولا تَبغي بهَا ثَمَنَا.

كمْ كُربةٍ فُكّتْ، وكمْ ضِيقٍ زالَ؟

بفضلِ سَعيِكَ، فاللهمَّ جازِيهِ بالإحسَانْ.

فالنّاسُ شُهْدٌ على الأفعالِ ما بَقِيَتْ،

وَأنتَ شاهدُنا للصَّالحِ العَمَلِ.


​ رَحِيلٌ وَدُعَاءٌ

​مضَتْ ثلاثٌ، ونَزفُ القلبِ مُتصِلٌ،

وكأنّما الرُّوحُ لَمْ تَسكُنْ ولمْ تَهْنَأْ.

لكنّنا مؤمنون بالحقِّ، فاصبِرْنا،

فالموتُ حقٌ، وكلُّ الكائناتِ تَفْنَى.

يا ربُّ، جَدّدْ على العلويِّ رحمَتَكَ،

واجعلْ قَبرَهُ ضَوءاً، بالهُدى مَمْلُوءْ.

يا ربُّ، اجعلْهُ في روضاتِكَ العُليا،

مع النبيِّينَ والصِدّيقِ، يا رَحمنْ.

​رحمَ اللهُ العلوي مولاي أحمد وأسكنه فسيح جناته.


هذا المقال والقصيظة،كتبهما من خلال الإستعانة بالذكاء الإصطناعي في إدخال المعلومات.  


نظمت المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية بأدرار  يومي 29 و 30 أكتوبر 2025 فعاليات "الملتقى الوطني الأول حول تربية المائيات في المناطق الصحراوية". وكان تنظيم الملتقى يهدف إلى دراسة الفرص والتحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي في البيئة الصحراوية، ​وشهد الملتقى مشاركة واسعة من خبراء دوليين معتمدين من منظمات، وباحثين، ومهنيين، وقد تضمنت أبرز الفعاليات ​محاضرة افتتاحية قدمها الخبير الدولي الدكتور عنان رشيد، وناقش فيها سبل تعزيز الإنتاجية وترشيد المياه عبر النظم التكاملية، كما تضمنه ورشات تطبيقية غطت محاور رئيسية مثل تجربة المعهد الوطني للبحث الزراعي في التكييف مع الظروف الصحراوية، وتغذية الأسماك باستخدام مواد أولية محلية، وعرض لـ "النموذج الأولي الذكي للاستزراع المائي" القائم على المراقبة والتحكم الآلي عن بعد، و​أصدر الملتقى مجموعة من التوصيات التي تُعتبر بمثابة خارطة طريق لتنمية القطاع، وزكرت التوصيات على ​تبني نماذج الاستزراع التكاملي لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المائية، و​تطوير البنية التحتية التكنولوجية عبر نشر أنظمة الاستزراع الذكية القائمة على المراقبة الآلية، و​تعزيز البحث العلمي لتكييف التقنيات مع الظروف الصحراوية وتطوير أعلاف مستدامة، وكذلك ​إنشاء علامة تجارية خاصة بمنتجات تربية المائيات الصحراوية لزيادة القيمة التسويقية، مع تكوين الكفاءات المحلية المتخصصة في إدارة مزارع الأسماك، ​وأكدت المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية بأدرار في ختام التوصيات على أن الملتقى وتوصياته يمثلان إطاراً متكاملاً لتحقيق تنمية مستدامة في هذا القطاع الواعد، مع التشديد على أهمية تكامل الجهود بين جميع الفاعلين. 


الجمعية الدينية المسجد أحمد بن الزروق ببودة تكرم حافظات للقرآن

شهد قصر بني وازل ببلدية بودة، ولاية أدرار، صباح يوم السبت01 نوفمبر 2025، أجواءً احتفالية بهيجة بمناسبة حفل تكريمي بهيج نظمته الجمعية الدينية التابعة لمسجد أحمد بن الزروق بقصر بني وازل ببلدية بودة بولاية أدرار، و​أقيم الحفل في رحاب قصر بني وازل، وشهد حضوراً نوعياً من سكان المنطقة وأولياء الأمور، تأكيداً على المكانة العظيمة التي يوليها المجتمع الأدراري لحفظة كتاب الله، ويعكس هذا النشاط الثقافي والديني مدى الاهتمام الذي توليه الجمعية الدينية لتشجيع الأجيال الصاعدة، وخاصة الإناث، على التعلق بكتاب الله والسير على هديه، وجاء هذا التكريم تتويجاً لجهودهن ومثابرتهن وإجتهادهن في حفظ كتاب الله، وهو تشجيعا لهن، ليكون القرآن الكريم نبراساً لحياتهن، وحافزاً للجميع للانخراط في حلقات الحفظ، و​مثّل الحفل رسالة قوية تؤكد على أن مساجد المنطقة ليست مجرد أماكن للعبادة، بل هي منارات للعلم والتربية الروحية، وقد أعربت الأسر المكرمة عن بالغ سعادتها وفخرها بهذا الإنجاز، مثمنة الدور الكبير الذي تلعبه الجمعية الدينية لمسجد أحمد بن الزروق في رعاية وتشجيع المواهب القرآنية، و​هذا التكريم لـ 48 حافظة في يوم واحد يشكل دليلاً واضحاً على الزخم القرآني المتزايد في ولاية أدرار، ويؤكد على أصالة المجتمع وتشبثه بالقيم الدينية، ومن المتوقع أن يستمر هذا التقليد السنوي لتعزيز الهوية الدينية والثقافية للمنطقة.  


المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية بأدرار شريك فاعل في مكافحة سرطان الثدي

في إطار فعاليات الشهر الوردي للتوعية العالمية بسرطان الثدي، نظمت المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية بأدرار حملة ناجحة ومهمة للفحص المبكر عن سرطان الثدي، و​جاءت هذه المبادرة المجتمعية بالتعاون مع كل من مديرية الصحة والسكان ومركز مكافحة السرطان بالولاية، بهدف نشر الوعي بين الطالبات والنساء عموما، والتشجيع على الفحص الدوري، وأكد المنظمون أن الكشف المبكر هو الحل الذي يضمن العلاج الفعال ويزيد من فرص الشفاء بإذن الله، و​شهدت الحملة إقبالا لافتا، حيث أشرف الطاقم الطبي المختص على تقديم الفحوصات الضرورية وجلسات توعوية إرشادية قيمة، مما جسد التزام المؤسسة الأكاديمية بدورها في خدمة المجتمع ونشر الثقافة الصحية،​تؤكد المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية بأدرار أن المؤسسات الأكاديمية هي شريك أساسي في بناء مجتمع آمن وواعٍ، واختتمت الفعالية بعبارة "فلنجعل من الفحص عادة سنوية، لأن الكشف المبكر هو الحل والشفاء ممكن."، ​وتوجه المؤطرون المشاركون في العملية بجزيل الشكر والتقدير إلى إدارة المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية، ممثلة في السيد المدير  والأمين وكافة الإطارات الإدارية والتقنية، على دعمهم الكبير ومساهمتهم الفعالة في إنجاح هذه المبادرة الإنسانية، كما نتقدم المستفيدين والمدرسة بخالص السكر والامتنان إلى الطاقم الطبي المختص على جهودهم الجبارة وإشرافهم المتميز على الفحوصات والتوعية. 


جامعة أدرار تحتفي بالذكرى الـ 71 للثورة بندوة تحليلية لبيان أول نوفمبر 1954

في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الواحدة والسبعين لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، نظمت جامعة أحمد درايعية بأدرار، صباح يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، ندوة تاريخية هامة تحت عنوان: "بيان أول نوفمبر 1954: قراءة تحليلية"، وقد احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة فعاليات هذه الندوة التي جاءت لتسليط الضوء على الأهمية التاريخية والفكرية لهذا البيان التأسيسي الذي أطلق شرارة التحرير، وذلك تحت الرعاية الكريمة لوالي ولاية أدرار، و​شكلت الندوة نظرة أكاديمية وبحثية لتقديم "قراءة تحليلية موضوعية" لوثيقة أول نوفمبر، حيث شارك فيها نخبة من الأساتذة والباحثين والمختصين في التاريخ الجزائري و ركزت المداخلات على تفكيك مضامين البيان، واستكشاف أبعاده الاستراتيجية والسياسية، ودوره المحوري في توحيد صفوف الجزائريين وتأطير مسار الثورة، وجاء تنظيم الندوة تخليداً لذكرى انطلاق الثورة وتأكيداً على أهمية الجذور الفكرية والوثائقية لمشروع التحرير الوطني، وتعزيز الوعي الطلابي والمجتمعي بالمحطات المفصلية في تاريخ الجزائر، تؤكد هذه المبادرة من جامعة أدرار على الدور الفاعل للمؤسسات الأكاديمية في حفظ الذاكرة الوطنية ونقلها للأجيال المتعاقبة، معتمدة في ذلك على المنهجية العلمية والتحليل الأكاديمي الرصين، وقد شهدت قاعة المحاضرات حضوراً لافتاً من الأسرة الجامعية، بما في ذلك الأساتذة والطلبة والموظفين، بالإضافة إلى شخصيات من المجتمع المدني والسلطات المحلية، ويعتبر تنظيم مثل هذه الفعاليات عشية احتفالات نوفمبر، يمثل عربون وفاء لتضحيات الشهداء والمجاهدين، ويجدد العهد بمبادئ بيان أول نوفمبر الذي لا يزال يشكل مرجعية وطنية للجزائر المستقلة. 


تنظيم فعاليات المهرجان الثقافي الثاني للطفولة بأولف

شهدت مدينة أولف بولاية أدرار مساء يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، تنظيم فعاليات المهرجان الثقافي الثاني للطفولة، في إطار الاحتفالات الوطنية المخلدة للذكرى الحادية والسبعين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، وأقيمت فعاليات المهرجان، تحت شعار ذي دلالة عميقة: "معاً لترسيخ الثورة في حياة أطفالنا". ويؤكد هذا الشعار على الأهمية البيداغوجية والوطنية القصوى للحدث، الذي يسعى إلى غرس قيم الثورة والتاريخ الوطني في نفوس الأجيال الصاعدة من براعم وأطفال المنطقة، ونظمت هذه التظاهرة الثقافية الهامة جمعية السلسبيل للبراءة و الطفولة ببلدية أولف، وتحت الرعاية والإشراف المباشر لمديرية الشباب والرياضة بأدرار، وبالتنسيق مع المندوب المحلي للشباب ببلدية أولف، و​المركب الرياضي الجواري، و​دار الشباب قاصدي مرباح ، و​بيت الشباب أولف، ​هذا التعاون المشترك مكّن من تقديم إطار مناسب يجمع بين الترفيه والفائدة لأطفال المنطقة، لضمان مشاركة واسعة وبرنامج ثري، وكان  تنظيم المهرجان في طبعته الثانية يهدف إلى تقديم برنامج ثقافي وفني غني لا يقتصر على الترفيه، بل يُجسّد في عمقه تاريخ الثورة ويُعزّز الروح الوطنية لدى الأطفال، و​تؤكد هذه المبادرة على دور المؤسسات المدنية والشبابية في صون الذاكرة الوطنية ونقلها للأجيال المتعاقبة، جاعلة من الثورة التحريرية منهجاً وقيمة تُضيء مسار الأطفال نحو المستقبل.