تقع أولف في منطقة تديكلت ، فهي من الناحية
الجغرافية تنتمي إلى المنطقة السالفة الذكر، أما من الناحية الإدارية ، تنتمي
لمنطقة توات ولاية أدرار، وصل تعداد سكانها الإجمالي حسب إحصائيات سنة 2008 إلى
حوالي 54910 نسمة منهم 26274 إناث ،
مساحتها 32000 كم2 تقع شرق ولاية أدرار التابعة لها أداريا وغرب ولاية تمنراست ، وهي دائرة منبثق عن التقسيم الإداري لسنة 1985 ، تحتوي على أربعة بلديات وهي : أولف ، تيمقطن ، أقبلي ، تيط ، يتميز مناخها
بالبرودة في الشتاء والحرارة في الصيف ، ويعود تاريخها إلى الفترة النيولتيكية حسب
الضابط الفرنسي مينات سان مارتان ، الذي قام بجمع بعض الأدوات الحجرية سنة 1912 ،
كما عثر بها الباحث هيقو سنة 1953 على مواقع للحضارة العاترية ، بنفس المنطقة التي
حصل بها الضابط مينات على الأدوات الحجرية ، وهي المكان يسمى واد اسرويل ، الذي
يقع شرق مطار أولف ببلدية تيمقطن .
أما بالنسبة للسكان فقد تواجدت بها قبائل
صنهاجة قبل الإسلام ، وبفضلهم تم إنشاء خط الذهب والعبيد الرابط بين المغرب الأقصى
ودول جنوب إفريقيا ، المسماة لدى سكان المنطقة بالسودان ، وازدهرت بتوافد الزناته
واليهود إلى منطقة توات هروبا من بطش البيزنطيين والرمان ، وجلبوا معهم للمنطقة
طرق الزراعة ، وسكن المنطقة الطوارق والذين كانوا يستعملون ، من طرف القوافل التي
كانت تعبر المنطقة مرافقين لضامن أمن القوافل مقابل أجر يأخذونه منهم ، وظهر العرب
بالمنطقة في القرن الثاني للهجرة النبوية ، حيث أنشئ أول مسجد بأولف سنة 165 هجرية
ويسمى مسجد طوطو بنت بنيان ، و تم تأسيس قصر دادبرمن طرف الطوارق سنة 1223 ميلادية
، ثم قصر أترام سنة 1235 وقصر المنصور سنة 1237 وبعد سنوات أسس قصر ساهل من طرف
أولاد ميسران وهذه القصور الأخيرة توجد في بلدية أقلبي حاليا ، وكان من سكان منطقة
أولف الشرفاء قبل حلول الشرفاء بالمنطقة ، أولاد إسماعيل الذين لم يبق منهم بأولف
الشرفة أي شخص ، حيث نزحوا ا إلى عين صالح ، وهم معروفين هناك بأولاد الطالب
عبدالله ، وأسس قصر حينون ، العرب أولاد أحمد ، وأسس العرب أولاد زنان قصر الجديد
حوالي سنة 1690، وتم إنشاء قصر عين بلبال من طرف محمد الصالح البالبلي تقريبا
حوالي سنة 1800 ، وسكن أولاد بخيرة قصر أمرير بتيمقطن في النصف الأخير من القرن
السادس عشر، ثم التحق بهم أولاد يحي ، أما منطقة تيط فقد سكنها الزناته قبل
التواجد الإسلامي بها ، وكان التواجد العربي بها من طرف المحاجيب سنة 1525 ، وتم تأسيس
قصر أولف الكبير من طرف الشرفاء أولاد مولاي عبدالله بن هيبة ، في سنة 1640 وقصر
زواية مولاي هيبة من طرف الشيخ أبي الأنوار ، الذي وهب زاويته لأبن إبنته مولاي هيبة
وسميت بإسمه ، كما أسس أولاد خلات قصر أولاد الحاج ، كما تم أنشاء قصبة الحراطين
قرب أولف الكبير ، والتي لم يبقى لها أي أثر في الوقت الراهن ، من طرف بعض العبيد
، ويقال أن قصر الشارف الذي أصبح أطلال الآن وبه ضريح الوالي الصالح سيدي عيسى
الحفصي ، أسس من طرف مرابطين تمقطن ، حيث يعد هذا القصر حاليا من المناطق الأثرية
ببلدية تيمقطن ، وأسس قصبة ميخاف أولاد
ميخاف ، كما أسس فرع منهم عرق شاش باقبلي
، وأسس تقراف الشيخ سيدي محمد ولد سيدي أحمد من المرابطين ، وأسس قصر تيقيدت أهل
عين بلبال ، وتأسست أخنوس على يد الشيخ مولاي أحمد بن مولاي عبدالله بن مولاي هبة
الله ، والمنصور التي من قصور بلدية تيمقطن أسست سنة 1854 على يد أولاد مولاي
القايم وأولاد مولاي الضافي ، وقصبة الجنة أسسها الشريف مولاي عبدالله بن مولاي السعيد
الشريف القادم من تفيلالت سنة 1855 ، وأسسس قصر المستور من طرف سيدي بنعلي وأخيه
المرتاجي المستور معروفة بالزوية حاليا وهي من قصور بلدية تيمقطن ، وأسست قصبة
عمنات من طرف أولاد زنان سنة1881 ، وكنته الذين قدموا إلى اقبلي سنة 1749 ،هم من أسس
زاوية سيدي محمد بن عبد الرحمن حفيد الشيخ أبي نعامة وهم معرفون حاليا باللقب
عقباوي في أقبلي ، ولتزال لديهم مكتبة تراثية محافظين عليها حتى الآن ، و قيل أن
قرية ساهل تأسست على يد سيدي عبد الملك القادم من فلان ، وأن أصوال فلان عرب من
مدينة ماسينة بالسودان ولايزال هناك فلان
في سكوطو، وبنيت قصبة حبادات من طرف أولاد حبادي
وقصبة بلال من طرف أولاد النوني ، وهناك قسم من أولاد زنان يدعى أولاد بطلة
، هم من بنى قصبة تدعى قصبة أولاد بطلة ، وهناك أسماء لقصور مذكورة في تاريخ
المنطقة ، أوردناه في هذه النبذة الوجيزة عن منطقة أولف لكن ليست معروفة الآن في
المجتمع ومنها التي لم يبقى لها حتى أثر ، ومنطقة أولف تعتبر منطقة سياحية ، بما تحتوي
عليه من قصور قديمة كقصر الشارف ، ومغارات وكهوف مطريون وعين بلبال ، وهضبة أولف
الكبير( أولف الشرفة) ، والمشهورة في المنطقة بإسم الكدية ، وتوجد على حجارتها
كتابات قيل أنها كتابات تيفيناغ ، كما تزخر المنطقة بالفقاقير التي تتكون من أبار
على امتداد قد يصل إلى أكثر من20كلم ، تخرج في البساتين على وجه الأرض ، مكونة مايسمى
بالساقية التي يتم توزيع الماء منها للبساتين بما يسمى بالقسرية ، مشكلة لوحة فنية
، تشد الزائر إليها من مكان آخر ، كما تحتوي المنطقة على صناعات تقليدية من الطين
، وأخرى من الجلود .
المصدر جريدة جنوب نيوزالشهرية رقم 13 ، بتاريخ الأحد 31 جانفي 2016 الموافق ل 21 ربيع الثاني1437 .