الخميس، 11 ديسمبر 2025

التلميذ هو محور العملية التربوية والتعليمية

إن التربية والتعليم ليستا مجرد مهمة، بل رسالة سامية تستوجب تضافر الجهود،و منهجنا في التربية والتعليم يقوم على الشراكة المقدسة بين البيت والمدرسة، ونحن نمد أيدينا للأولياء، طالبين عونهم وتعاونهم الكامل في صقل شخصية الطالب ومرافقته مسيرته التربوية والتعليمية، و نعتبر الولي شريكا أساسيا لا غنى عنه في بناء مستقبل هذا الجيل.

​ولكن، عندما تحتدم المسؤوليات وتتضح المسارات، يبرز تساؤل جوهري: ماذا لو أصبحت طريقة الشريك عائقا؟

​قد ندعو الولي للحضور، انطلاقا من مبدأ الشراكة، لتبادل الرؤى وتوحيد الاستراتيجيات، ولكن إذا انكشفت لنا حقيقة مؤلمة؛ أن النهج الذي يتبعه الولي في التعامل مع ابنه، سواء كان قسوة مفرطة، أو تدليلا مفسدا، أو ضغطا سلبيا  يُهدد بشكل مباشر المسار التربوي والتعليمي للتلميذ، فإننا نقف وقفة حزم ومراجعة، و​هنا تتجلى شجاعة الموقف والالتزام بالهدف الأسمى.

​إن الغاية النبيلة التي من أجلها وُجدت أي مؤسسة تربوية وتعليمية هي التلميذ، تربيةً وتعليما فالتلميذ هو محور العملية التربوية والتعليمية بلا منازع، وإذا وجدنا الولي، عن غير قصد أو عن سوء تقدير، عنصرا مُضرا في مسار هذا المحور، فإننا نعلن بوضوح، وبكل ما تحمله هذه الكلمات من مسؤولية:

​"إننا نترك الولي جانبا، ونتعامل مباشرة مع التلميذ، لان هدفنا ليس كسب ود الشريك على حساب مصلحة التلنيذ؛ ولكن هدفنا هو إنقاذ مسار التلميذ وصيانة مستقبله.

​هذا القرار ليس استخفافا بدور الولي، بل هو تصحيح بوصلة وترتيب للأولويات، إن واجبنا الأخلاقي والمهني يحتم علينا أن نكون الحصن المنيع الذي يحمي عقل وقلب التلميذ، و يجب أن نوفر له البيئة الآمنة والمحفزة التي قد لا يجدها في مكان آخر.


​إننا نؤمن بأن الكلمة الفصل في التعليم هي للتلميذ نفسه. لذلك سنعى من أجل تقوية شخصيته، وغرس الثقة في نفسه، وتعويضه عن أي نقص أو خلل قد تسبب فيه التعامل الخاطئ، و إن مسؤوليتنا تجاه هذا التلميذ تفرض علينا أن نكون له المرشد، والمُعلم، والملاذ الآمن.

​فلتكن رسالتنا واضحة ومدوية: نحن نسعى للتعاون المثمر، ولكن إذا تعارضت الطرق، فإننا نختار الطريق الذي يقود إلى صلاح التلميذ ونجاحه، لأننا ندرك أننا نحمل أمانة الأجيال، ولهذه الأمانة حق علينا أن نصونها بكل قوة وإخلاص، جاعلين من مصلحة التلميذ التربوية والتعليمية هي القيمة العليا التي لا تُساوَم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق