الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

الميزان الحق بين أصالة المنهج وغربة الطريق

إنَّ الأمة الإسلامية، بتاريخها العريق وثرائها المعرفي، قد شهدت ظهور مناهج كبرى وطرق روحية عميقة، كانت وما زالت محط نظر وبحث، ولكنَّ المسلم الحق، الذي استنار قلبه بضياء الوحي، يمتلك ميزانا لا يميل، ومعيارا لا يزيغ، وهما كتاب الله العزيز وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم.

الانحياز المطلق للأصلين

​موقفنا ليس موقف رفض مطلق ولا قبول أعمى، بل هو موقف تجريد وتدقيق.

​فكل ما كان من السلفية أو الصوفية، أو أي مدرسة فكرية أو سلوكية: مستمدا بجلاء ووضوح، ومؤيدا بالبرهان من نصوص القرآن والسنة النبوية الشريفة، فإنه يمثل جوهر هذا الدين ونوره نقبله ونعتنقه وندافع عنه؛ لأنه ليس مجرد اجتهاد بشري، بل هو امتداد لنهج النبوة، و إن الأصالة هنا هي القوة، وهي الحق الذي لا جدال فيه.

​أما كل ما انحرف، أو غلا، أو ابتدع، أو شطّ عن صراط الكتاب والسنة المستقيم: من إضافات دخيلة، أو تأويلات فاسدة، أو ممارسات متطرفة، أو طقوس غريبة، فإننا نرفضه رفضا قاطعا ولا نقره ولا نؤيده، ليس من باب التعصب لفئة ضد أخرى، بل من باب الغيرة على الدين وصيانته من التشويه والزيف.

حراسة العقيدة والمحجة البيضاء

​هذا الموقف ليس دعوة للتنازع، بل هو دعوة للعودة إلى نقطة الإجماع واليقين، إننا لا نسعى لتمزيق الأمة باسم المناهج، بل نسعى لتوحيدها تحت راية النص المعصوم.

​فليعلم كل سالك وطالب حق: أن العبرة ليست بالأسماء والرايات، بل بالمضامين والمحتويات، إننا نبحث عن الحقيقة الخالصة، ولا نعتصم إلا بـالحبل المتين، فلتكن كل مسيرة فكرية، وكل رحلة روحية، وكل منهج سلوكي، شاهدا على عظمة الإسلام لا معولاً لهدمه، و الحق لا يُعرف بالرجال، بل يُعرف الرجال بالحق.

​النداء الأخير: لنجعل الكتاب والسنة هما الفرقان الأعظم، الذي يفرق بين الهدى والضلال، بين الأصالة والانحراف، إنَّ هذا التمسك هو وحده الذي يضمن لنا النجاة من فتن الطرق، وغرور المناهج، ويثبت أقدامنا على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق