اليوم العالمي للرجل يحتفل به في بعض دول العالم في التاسع عشر من نوفمبر من كل عام، و لا تُقام في هذا اليوم مجرد مناسبة عابرة، بل يُرفع ستار عن قضية إنسانية عميقة تحت مسمى اليوم العالمي للرجل، هذا اليوم ليس ترفاً، بل هو نقطة ضوء تُسلط على نصف المجتمع الذي ظل لزمن طويل حبيس صور نمطية ضارة، لا تحتمل الضعف أو التعبير عن المشاعر.
هذا اليوم هو احتفاء بالرجل كشريك إيجابي وقوة دافعة في بناء الأسرة والمجتمع، إنه اعتراف صريح بنماذج القدوة الصامتة؛ الأب الذي يكافح، والأخ الذي يساند، والزميل الذي يبني، إننا نحتفل بالدور الحقيقي الذي لا يُقاس بالقوة العضلية أو الصرامة المصطنعة، بل بالقدرة على العطاء والمسؤولية، والأهمية الكبرى لهذا اليوم تكمن في تحدي الرجل الذي لا ينكسر، و المجتمع، بأحكامه قد أحاط الرجال بجدار من الصمت، مغذياً فكرة أن الرجولة مرادف لكبت الألم والخوف، لكن اليوم العالمي للرجل يأتي ليكسر حاجز الصمت، ليُعلنها بصوت عالٍ: الرجال أيضاً يواجهون ضغوطاً وتحديات نفسية وجسدية، وعليهم أن يُعبروا ويتعافوا.
إن الاهتمام بصحة الرجل النفسية والجسدية لم يعد خياراً، بل هو أساس لمجتمع سليم، فإذا كان التعبير عن الضعف يُعتبر قوة، فالرجل يحتاج هذا التشجيع لكي يخلع قناع "الصلابة الزائفة"، عند المرور بحالة من الضعف، ويطلب المساعدة دون خوف من الوصم، والاحتفال بهذا اليوم الذي انطلق من ترينيداد وتوباغو عام 1999، ليس منافسة لليوم العالمي للمرأة، بل هو خطوة نحو التكامل والمساواة بين الجنسين، و لا يمكن تحقيق مجتمع عادل إلا عندما يتم تفكيك الصور النمطية الضارة عن كلا الجنسين، إنه يوم لمناقشة القضايا الاجتماعية والنفسية التي يواجهها الرجال بصراحة وشفافية، والعمل يداً بيد لتعزيز المساواة الكاملة، بحيث يتمكن كل فرد، رجلاً كان أو امرأة، من المساهمة بكامل إمكاناته، وفي هذا اليوم، نوجه رسالة قوية: الرجولة الحقيقية هي مسؤولية، وعاطفة، ومرونة، وهي شراكة فعالة في الأسرة والمجتمع، وليس سيطرة أو صرامة، فلنحتفل بالرجال الذين يحبون على أن يكونوا بشراً، كاملي الإنسانية، بعيداً عن أسر "الأدوار" المسبقة، وليكن هذا اليوم نداء عالمياً للصحة، والوعي، والمساواة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق