يا من تدعون السلفية وتسعون لاتباع منهج السلف الصالح من صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اتقوا الله في إخوانكم من المسلمين، إن منهج السلف منهج رحمة ورفق، وليس منهج غلظة وتشدد يفرق بين المسلمين ويهدم الأواصر.
كونوا لإخوانكم على طاعة الله، خاصة من تصفونهم بالمنحرفين أو الضالين، و اعلموا أن من أصول منهج السلف عدم تكفير من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فكيف تتجرأون على تكفير مسلم يشهد الشهادتين؟ إن التكفير عظيم وخطير، ولا يبيحه إلا دليل قاطع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إن منهج السلف يقوم على الدعوة والمجادلة بالتي هي أحسن، تذكروا قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". فهل يليق بمن يدعي السلفية أن يكون سبابا أو لعانا أو مقاطا لإخوانه المسلمين؟ إن السبيل إلى هداية الناس هو الرفق واللين، لا القسوة والجفاء.
يا من تدعون السلفية، كيف تفرّطون في صلة الأرحام، خاصة الأرحام المحتاجين، والذين قد يجمعكم بهم بيت واحد، وخاصة الأخوات من أب وأم؟ إن صلة الرحم من أعظم القربات إلى الله، وقطيعتها من كبائر الذنوب، فكيف يغفل عنها من يدعي اتباع السلف الصالح؟ إن حق القريب عظيم، خاصة إن كان محتاجا، وحق الأخوات من الأب والأم لا يخفى على من كان له قلب سليم.
نجد منكم من يطيل لحيته ويقصر ثوبه، فإذا ألقيت عليه السلام لم يرده، بحجة أنه لايعرفك، إن هذا ليس من هدي السلف الصالح، بل هو على خلاف ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الإسلام أن تُطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف". فكيف يمتنع من يدعي السلفية عن رد السلام، وهو من حقوق المسلم على أخيه المسلم؟ إن السلام مفتاح القلوب، وبادئة للوصل والمودة، فكيف يمتنع عنه من يدعو إلى الخير؟
تسيرون في طريق الخلافات والنزاعات، مع أن رسولنا صلى الله عليه وسلم أمرنا وقت الاختلاف، لقد أمرنا الله تعالى بالاجتماع والاعتصام بحبل الله، ونهانا عن التفرق والاختلاف. فما بالكم تكثرون من الخصومات وتثيرون الفتن؟ إن الخلاف ليس مبررا للعداوة والبغضاء، بل يجب أن يكون محلاً للتفاهم والحوار البناء.
اتقوا الله يا أدعياء السلفية في أنفسكم وفي إخوانكم من المسلمين، راجعوا أنفسكم وتفكروا في حقيقة المنهج الذي تدعونه، إن السلفية الحقة هي اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وهي منهج رحمة وعدل، منهج يجمع ولا يفرق، منهج يداوي ولا يجرح.
فلنكن جميعا دعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولنتناصح بالتي هي أحسن، ولنتجاوز عن زلات إخواننا، فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق