الثلاثاء، 22 يوليو 2025

ولاية أدرار تودع المجاهد بن السيحمو محمد

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودعت ولاية أدرار يوم السبت 19 يوليو 2025، أحد أبنائها البررة ورمزًا من رموز المقاومة الوطنية، المجاهد بن السيحمو محمد، المعروف بـ "ليزافير"، الذي ووري الثرى تاركا خلفه إرثا نضاليا عظيما وذكرى عطرة في قلوب أبناء وطنه، حيث كان الفقيد، رحمه الله، رمزا للشجاعة والإخلاص في حب الوطن، وسليلا من سلالة جيش التحرير الوطني، وأحد الأعضاء البارزين في الجبهة الجنوبية، إذ لم يكن مجرد مجاهد عابر، بل كان مشعلا ينير دروب الأجيال الصاعدة، ملهما للشباب بحكمته وتواضعه وإيمانه العميق بقيم التضحية والعمل الجماعي من أجل رفعة الجزائر، وعرف عن المجاهد بن السيحمو محمد بين أبناء منطقته، و خاصة في رقان وسالي، بكونه "أبًا للشباب"، لا يبخل عليهم بالنصيحة والتوجيه، واضعا تجربته وسيرته النضالية نبراسا لهم، و لم يكتفِ بنضاله خلال الثورة التحريرية، بل كرس حياته بعد الاستقلال للحفاظ على الذاكرة الوطنية وإبراز فظائع الاستعمار الفرنسي، وكان للمرحوم دور كبير في توثيق الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة، وخاصة جرائم المستعمر الفرنسي في رقان وسالي، لقد كان له الفضل في تصوير وتوثيق مركز التعذيب بمنطقة سالي، مساهما بذلك في حفظ التاريخ وتوعية الأجيال بما عاناه الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار الغاشم، كما كان الفقيد حريصًا على أن تظل هذه الصفحات السوداء من تاريخ الجزائر حاضرة في الأذهان، ليتعلم منها الأبناء والأحفاد دروسا في الصمود والتضحية، و ترك رحيل المجاهد بن السيحمو محمد فراغا كبيرا في النفوس، فمكانته في قلوب الجميع لا تعوض، وحبه الصادق للوطن سيبقى محفورا في ذاكرة كل من عرفه وعاصره، ومسيرته النضالية، وعطاؤه اللامحدود، وحرصه على الحفاظ على الذاكرة الوطنية، كلها محطات ستبقى خالدة في سجل تاريخ الجزائر، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق