يُعد الأستاذ بويه عبدالقادر رمزا للعطاء التربوي والثقافي في منطقة عين صالح خاصة والجزائر عامة، مسيرته حافلة بالإنجازات، التي بدأت من مسقط رأسه بالزاوية ( زاوية سيدي بلقاسم ) عين صالح، بدأ ينبغ كنموذجا يحتذى به في التفاني والاجتهاد، فتلقى الأستاذ بويه تعليمه بمختلف أطواره في عين صالح، حيث حصل على شهادة البكالوريا في جوان 1986، و لم ينتظر طويلا بعد ذلك، بل التحق مباشرة بجامعة الجزائر ليتخصص في التاريخ، وحاز على شهادة الليسانس في جويلية 1990، هذه الشهادة كانت بوابة دخوله لسلك التدريس، حيث بدأ مسيرته المهنية أستاذا لمادتي التاريخ والجغرافيا بثانوية عين صالح، واستمر في هذا الدور التربوي النبيل حتى عام 2015، بعد نجاحه في مسابقة التفتيش، و
من التدريس إنتقل إلى التفتيش، حيث بدأ مسيرته المهنية متألقة وبعد سنة تكوينية، عُين الأستاذ بويه مفتشا للتربية الوطنية بالمقاطعة 25، هذه المقاطعة كانت تضم ولايات تمنراست، عين صالح، وعين قزام، ما يعكس الثقة الكبيرة التي وضعتها السلطات التربوية و التعليمية في قدراته وكفاءته، وفي أكتوبر 2024، كُلف بمسؤولية جديدة في ولاية المنيعة بدلا من تمنراست وعين قزام، وهو ما يؤكد على مرونته واستعداده الدائم لخدمة القطاع التربوي و التعليمي في أي مكان يحتاج إليه، و يمكن أن يطلق عليه مؤرخ الصحراء الجزائرية لإهتمامه بهذا الجانب و رائد في توثيق التراث بفضل تخصصه في التاريخ، يولي الأستاذ بويه اهتماما خاصا بتاريخ تيدكلت والصحراء وبتاريخ الجزائر عامة، هذا الشغف بالبحث والتوثيق أثمر عن مجموعة من الأعمال التأليفية القيمة التي أثرت المكتبة الجزائرية والتي تملثت في كتاب تحت عنوان : "تيدكلت وثائق ومخطوطات"، وكان هذا الكتاب باكورة أعماله التأليفية، وقد تكفلت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بطباعته عام 2015 ضمن فعاليات "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، حيث طُبعت منه 3000 نسخة. وأعادت وزارة الثقافة طبعه عام 2020، مما يدل على أهميته وقيمته العلمية، وكتاب تحت عنوان : "صفحات من تاريخ الصحراء الجزائرية" كعنوان رئيسي ويتضمن عنوان فرعي ( تيدكلت والهقار )، صدر هذا العمل الهام بنسختين متتاليتين في عامي 2020 و 2022 عن دار المثقف العربي، ليقدم رؤى جديدة ونافذة على تاريخ المنطقة، وكتاب بعنوان : "أعلام وقامات من الصحراء الجزائرية": يعتبر هذا الإصدار الأخير للأستاذ بويه، وقد صدر بإشراف وزارة الثقافة والفنون عام 2024، مسلطا الضوء على شخصيات بارزة أثرت في تاريخ الصحراء الجزائرية، وبالإضافة إلى مسيرته التعليمية والتأليفية، يشغل الأستاذ بويه عبدالقادر حاليا منصب رئيس الجمعية الثقافية للمخطوط والبحث التاريخي، هذا الدور يؤكد التزامه بالحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للجزائر، ويساهم في تعزيز البحث العلمي في هذا المجال الحيوي، إن الأستاذ بويه عبدالقادر ليس مجرد مفتش أو مؤلف، بل هو قامة تربوية وعلمية وثقافية حقيقية، كرس ولايزال ويكرس حياته لخدمة وطنه وتوثيق تاريخه الغني، ليترك بصمة واضحة وإرثا ثمينا للأجيال القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق