في خضم المعركة الدائرة على أرض فلسطين، وما يسلط على الشعب الفلسطيني من تجويع وحرب إبادة جماعية، حيث يتكبد الكيان الصهيوني خسائر فادحة ويعجز عن كسر صمود المقاومة والجهاد، تبرز جبهة جديدة للعدوان لا تقل خطورة وتأثيرا وهي الحرب الإلكترونية؛ هذه الحرب التي تستهدف بشكل خاص حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لا تهدف فقط إلى تشويه صورتهما، بل تتجاوز ذلك لتصب في مصلحة المشروع الصهيوني الأكبر للنيل من القضية الفلسطينية، وتشتيت وحدة الفلسطينيين، وكسر إرادة المقاومة التي عجز المحتل وأعوانه وداعموه عن تحقيقها ميدانيا.
إن الغاية الأسمى لهذه الحرب الرقمية هي إحداث شرخ عميق في الصف الفلسطيني، وخلق بلبلة تخدم أجندات الاحتلال، فبينما يواجه الفلسطينيون عدوانا عسكريا لا هوادة فيه، تُشن عليهم حملات تضليل وتشويه عبر الفضاء السيبراني، تهدف إلى إضعاف جبهتهم الداخلية وبث الشكوك حول قيادتهم ومقاومتهم، هذه الحملة الشرسة، التي تستخدم أدوات التزييف والتضليل ونشر الأكاذيب، تسعى إلى إيهام العالم بأن المقاومة الفلسطينية هي مصدر التوتر، متجاهلة بذلك جذور الصراع المتمثلة في الاحتلال والظلم، ومن المؤسف أن نرى بعض الجزائريين ينحرون وراءها عن غير قصد أو دون إدراك لحقيقة الأبعاد، فيتجرفون في هذه الحرب الإلكترونية، إن انخراط أي طرف عربي أو إسلامي، حتى وإن كان بنية حسنة، في نشر معلومات مضللة أو ترديد روايات مغلوطة تخدم أجندة الاحتلال، هو بمثابة طعنة في ظهر القضية الفلسطيني، فمثل هذه المشاركة، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، تساهم في تحقيق أهداف العدو عبر تعزيز الانقسام وتشويه الحقائق، إن وعي الشعوب العربية والإسلامية بهذه الحرب الخفية بات أمرا حيويا، يجب على الجميع التفطن له و التحلي باليقظة والحذر، والتثبت من المعلومات قبل تداولها، والوقوف صفا واحدا ضد أي محاولات للنيل من القضية الفلسطينية ووحدة شعبها ومقاومتها، فالقضية الفلسطينية هي قضية عادلة ومحورية، وحمايتها تتطلب تضافر الجهود على كافة المستويات، بما في ذلك التصدي بحزم لحرب الظلال الرقمية التي تستهدف النيل من صمود الشعب الفلسطيني الأبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق