بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
أيها الإخوة المؤمنون، الإحسان كلمة جامعة تحمل في طياتها معاني عظيمة، وهو الركن الثاني من أركان الدين بعد الإيمان. والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. هذه مرتبة عظيمة يصل إليها العبد في علاقته بربه.
و الإحسان لا يقتصر على علاقتنا بالله فحسب، بل يتعداه ليشمل جميع جوانب حياتنا. فالإحسان في العبادات يعني أن نؤديها على أكمل وجه، بخشوع وتدبر، وأن نتقن صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا، ابتغاء مرضاة الله.
والإحسان في التعامل مع الناس هو أن نعاملهم بما يحب الله أن نعامل الناس به، وأن حسن إلى والدينا، وإلى أرحامنا، وإلى جيراننا، وإلى الفقراء والمساكين، وإلى الأيتام، وإلى كل من حولنا، وأن نقدم لهم العون والمساعدة، وأن نكون لينينا في الجانب، وفي حسن الخلق، و لا نؤذي أحداً بألسنتنا ولا بأيدينا، علينا أن نذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الناس أنفعهم للناس".
والإحسان أيضاً يشمل إتقان العمل، أياً كان هذا العمل. فالموظف عليه أن يحسن في وظيفته، والطالب يحسن في دراسته، والعامل يحسن في صنعته، فالله يحب إذا عمل أحدنا عملا أن يتقنه، والإتقان هنا ليس فقط في الأداء المادي، بل في الإخلاص والصدق وابتغاء وجه الله في كل ما نقوم به.
أيها الكرام، الإحسان زينة المؤمن، وهو طريق الفلاح في الدنيا والآخرة، فلنحرص جميعاً على أن نكون من المحسنين في كل أقوالنا وأفعالنا، وفي كل صغيرة وكبيرة في حياتنا، لنجعل الإحسان منهج حياة، نتقرب به إلى ربنا، ونتعامل به مع خلق الله.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المحسنين، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق