السبت، 23 أغسطس 2025

معجزة غزة بين الحقائق العسكرية والإرادة التي لا تُقهر

في خضم الحرب التي لا هوادة فيها على قطاع غزة، تتصاعد التحليلات العسكرية لتضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة المقاومة على الصمود في وجه آلة عسكرية تُعتبر من الأقوى في العالم، فبينما يرى البعض أن ما يحدث هو مجرد صمود أسطوري، يذهب آخرون، بمن فيهم خبراء عسكريون، إلى ما هو أبعد من ذلك، متحدثين عن "قوة خفية" و"معجزة" تكسر كل النظريات العسكرية التقليدية.

​تتحدث التقارير عن حجم غير مسبوق من الأسلحة التي تم ضخها لدعم الجيش اليهودي الصهيوني الظالم والمعتدي، كميات تكفي لإبادة مساحة تعادل عشرة أضعاف مساحة غزة، أي ما يوازي قوة ست قنابل نووية، هذه الأرقام المخيفة، بحسب محللين عسكريين، تجعل من صمود غزة لغزا يصعب فك شفرته، فكيف يمكن لمقاتلين محاصرين في رقعة جغرافية صغيرة، وتحت رقابة مكثفة من طائرات التجسس الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية، أن يدمروا ثلث آليات الجيش الإسرائيلي ويتسببوا في آلاف القتلى والجرحى؟

​الغريب في هذا المشهد ليس فقط الصمود العسكري، بل أيضا الإرادة التي يظهرها المقاتلون، يصفهم البعض بأنهم "ليسوا بشرًا مثلنا"، في إشارة إلى صلابتهم وقوتهم التي تظهر في مقاطع الفيديو وهم يتقدمون بثبات نحو الآليات لتفجيرها، هذا التدريب الذي يبدو فريدا من نوعه، لا يمكن لأي جيش تقليدي أن يكتسبه في هذه الظروف.

​لكن الأمر لا يقتصر على المقاتلين فقط، يتحدث المحللون عن مشهد آخر لا يقل غرابة، وهو مشهد الأطفال وهم يلعبون بالصواريخ التي لم تنفجر، هذا المشهد، الذي قد يبدو عاديا في غزة، هو في أي مكان آخر كابوس يتطلب استدعاء فرق متخصصة في المتفجرات، هذه الظاهرة تفتح الباب أمام تساؤل كبير : من يحمي هؤلاء الأطفال؟ والإجابة، بحسب ما يراه المحللون، هي "العناية الإلهية"، بل أكيد هي العناية الإلهية، هذه الصواريخ نفسها، التي لم تنفجر، قام المقاتلون بتدويرها واستخدامها ضد آليات الجيش الصهيوني، محققين بذلك انتصارات جديدة.

​إن ما يحدث في غزة يتجاوز الأساليب العسكرية التقليدية، إنه يمزج بين الصمود والإيمان، وفي النهاية، يؤكد الخبراء أن الدولة اليهودية الصهيونية ورطت نفسها في حرب لا يمكنها الانتصار فيها عسكريا ونفسيا، وأنها ستحتاج إلى عقود طويلة لإعادة بناء جيشها وإعادة الروح القتالية إليه، أما المقاتلون في غزة، فقصتهم الأسطورية ستظل تُروى، شاهدة على أن الإرادة والإيمان أقوى من كل الأسلحة.   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق