الخميس، 25 ديسمبر 2025

كشف النقاط.. ميثاقٌ غليظ بين البيت والمدرسة، فأين الحاضرون؟

لقد كان يوم الخميس، الثامن عشر من ديسمبر 2025، أكثر من مجرد موعدٍ روتيني لتوزيع أوراق صماء تحمل أرقاماً؛ كان "يوم الميثاق" بين الأسرة والمدرسة، ومحطةً للوقوف على جني الثمار، وتقييم سلوك الأبناء وبحث مدى تجاوبهم مع أساتذتهم و المربين في الصرح التعليمي، وبينما كان أغلب الأساتذة والمربين ينتظرون بشغفٍ لقاء شركائهم في التربية، لكن في هذا اليوم سعيد غياب أغلب الأولياء، وحضورٌ خجول لبعض التلاميذ الذين جاءوا لاستلام كشوفهم بأنفسهم، وكأن الأمر لا يعني سوى "الورقة" لا "الإنسان". والأدهى من ذلك، أولئك الذين اكتفوا باتصال هاتفي أو إرسال أبنائهم نيابة عنهم، ضاربين عرض الحائط بالقيمة المعنوية والتربوية لهذا اللقاء.

​إن حضور الولي إلى المؤسسة التربوية والنعليمية، ليس مجرد إجراء إداري، بل هو:

​رسالة دعم نفسية لأنه عندما يراك ابنك مهتماً بالحضور، يدرك أن دراسته وسلوكه أولوية قصوى في حياتك، مما يرفع من تقديره لذاته وللمدرسة، و المطلوبة من الأولياء فهم ما وراء الأرقام، لأن الكشف يعطيهم النتيجة، لكن الأستاذ يعطيهم "التشخيص"، فقد يكون تراجع النقطة ناتجاً عن خجل، أو تشتت، أو سلوك عابر، وهو ما لا تخبر به الأرقام الصماء في كشف النقاط، ولابد من ​تجسيد مبدأ "المربي الشريك": الأستاذ ليس "خادماً" للمعلومة، بل هو مربٍ يحتاج لمد يدك أيها الوالي لتصحيح الاعوجاج قبل فوات الأوان.

​إن غياب أغلب الأولياء عن هذه المواعيد هو غيابٌ عن لحظات البناء الحقيقية في شخصية أبنائهم، فما الفائدة من توفير المأكل والمشرب، إذا غاب "الاحتضان التربوي"؟ إن التلميذ الذي يستلم كشفه بنفسه دون رقيب أو مشجع، يشعر بيتمٍ تربوي وسط أهله، ويفقد تدريجياً الحافز للتفوق أو الالتزام بالسلوك القويم.

​"إن المدرسة تبني العقول، لكن اهتمام الولي هو الذي يبني الروح ويشعل فتيل الطموح."

​ختاماً:

ليكن يوم 18 ديسمبر 2025، درساً لنا جميعاً. الأبناء أمانة، والتعليم رحلة مشتركة، فلا تتركوا أبناءكم يواجهون تحديات الدراسة وحدهم، فالحضور هيبة، والمتابعة عزيمة، والنجاح ثمرة تعاون بين المدرسة والبيت، فالمدرسة يمثلها الأساتذة والمربين والإداريين والبيت يمثله الأولياء، فليكن الجميع يدا واحدة من أجل مصلحة التلميذ.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق