في عالمٍ باتت فيه الكلمة أسرع من الضوء، وأقوى من الرصاص، يبرز الإعلام المسؤول ليس كمهنةٍ فحسب، بل كرسالةٍ وجودية وقاعدة ارتكاز تستند إليها نهضة الشعوب، و إن الكلمة التي نخطُّها بأقلامنا هي بذرة؛ إما أن تنبت سلاماً يظلل القلوب، أو شوكاً يمزق نسيج المجتمعات.
حِبرُنا سلام.. وكلمتُنا بناء
حين نقول "ليكن حِبرُنا سلاماً"، فنحن نختار بوعيٍ أن نطفئ نيران الفتن، وأن نغلب لغة العقل على ضجيج العواطف الزائفة، وإن الإعلامي الحق هو من يدرك أن مداد قلمه أمانة، وأن كل حرفٍ يخطه هو لبنة في جدار الوطن، فبالكلمة الطيبة والمصداقية العالية، نبني جسور الثقة بين أطياف المجتمع، ونحول الاختلاف إلى ثراء، والنزاع إلى حوار.
بوعي الإعلام تحيا الأوطان
لا تستقر المجتمعات بحد السيف قدر ما تستقر بوعي الكلمة. الإعلام المسؤول هو الحارس الأمين الذي:
يكشف الحقائق دون تزييف، ليمنح المواطن رؤية واضحة.
يزرع الأمل في القلوب، ويبرز النماذج المضيئة التي تحفز على العمل والإنتاج.
يتصدى للشائعات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتفتيت العضد.
الكلمة أمانة.. والمسؤولية وطن
إن بناء الأوطان لا يقتصر على تشييد الحجر، بل يبدأ بصناعة الفكر، وعندما تتوحد جهودنا ليكون إعلامنا مرآةً للصدق ومنبراً للبناء، فإننا بذلك نحصّن مجتمعاتنا ضد عواصف الفوضى، إنها دعوة لكل صاحب قلم وصوت: اجعل من حبرك برداً وسلاماً على وطنك، ومن كلمتك منارةً تضيء دروب الاستقرار.
الخلاصة: إن الإعلام الذي يحمل همّ الوطن هو الإعلام الذي يدرك أن "الحرية" لا تعني الفوضى، بل هي "مسؤولية" اختيار الكلمة التي تُعمّر ولا تُدمر.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق