الأربعاء، 24 ديسمبر 2025

دور الإعلام في صياغة السلم المجتمعي

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين عنوان كلمتي في هذا اللقاء

الكلمة أمانة.. والإعلام رسالة سلام

أيها السادة، أيتها السيدات، الحضور الكريم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نلتقي اليوم في رحاب هذه الندوة، لنناقش قضيةً لم تعد ترفاً فكرياً، بل أصبحت ضرورةً وجودية ومطلباًملحّاً؛ نناقش "الكلمة" في زمنٍ صارت فيه الكلمة أسرع من الرصاص، وأنفذ من السهام، نناقش دور الإعلام في صياغة السلم المجتمعي.

أيها الحضور الأعزاء..

إن الإعلام ليس مجرد شاشات تُضاء، أو منصات تُتصفح، أو أصوات تتردد عبر الأثير؛ الإعلام هو "هندسة العقول" و "صناعة الوجدان"، فإما أن يكون معولاً يهدم جدران الثقة بين أبناء الوطن الواحد، وإما أن يكون جسراً يربط بين القلوب والعقول.

إننا اليوم أمام مسؤولية تاريخية؛ فالسلم المجتمعي ليس مجرد "اتفاقيات" تُوقع، بل هو "ثقافة" تُزرع، والخطاب الإعلامي هو البذرة، حين يختار الإعلامي مفرداته بعناية، وحين يقدم الحقيقة مجردة من هوى النفس أو أجندات التفرقة، فإنه يبني حصناً منيعاً يحمي المجتمع من الانزلاق في مستنقعات الكراهية.

إن الخطاب الإعلامي المؤثر في تعزيز السلم هو الذي:

يؤمن بأن الاختلاف ثراء، فلا يحول التنوع الثقافي أو الفكري إلى جبهات للصراع، بل إلى لوحة فنية يكمل بعضها بعضاً، ويحارب الشائعة بالوعي فيدرك أن "السبق الصحفي" لا قيمة له إذا كان ثمنه تمزيق النسيج الوطني، وينتصر للإنسان فيجعل من كرامة الفرد وحقوقه بوصلةً لا يضل عنها أبداً، وفي الختام أقول: 

إن رسالتي لكل من يمسك بالقلم، أو يقف خلف الميكروفون، أو يدير منصة رقمية:

اجعلوا من كلماتكم حراساً للسلام، و تذكروا أن الكلمة إذا خرجت لن تعود، فاجعلوها تبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق، وتزرع الأمل في النفوس، وتوقد شموع التسامح في الممرات المظلمة، وليكن شعارنا دوماً: "إعلام مسؤول.. لمجتمع آمن ومستقر".

شكراً لإصغائكم، ووفقنا الله جميعاً لما فيه خير أوطاننا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كان معكم في هذه الكلمة المشرف التربوي و الباحث والإعلامي بلوافي عبدالرحمن بن هيبه من دولة الجزائر.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق