الاثنين، 29 ديسمبر 2025

بشائر الفجر: حتمية النور في صراع الوجود

في مسرح الحياة الممتد، تدور رحى معركة أزلية، لا تُخاض بالسيوف والرماح فحسب، بل بالقيم والمبادئ والنفوس. إنها معركة الوجود الكبرى بين الصدق والكذب، وبين سعة الصدر والحقد، وبين الأخلاق السامية والرديئة. ورغم قتامة الباطل أحياناً، إلا أن سنن الكون تخبرنا بوضوح: النهاية دائماً تليق بالطيبين.

​دولة الباطل ساعة.. ودولة الحق إلى قيام الساعة

​مهما تجمّل الكذب بالأقنعة، ومهما علا صوت الزيف، يظل الصدق هو الجوهر الصلب الذي لا ينكسر. إن الكذب رهان خاسر، بناءٌ من رمال تذروه رياح الحقيقة عند أول مواجهة. أما الصدق، فهو النور الذي ينبثق من أعماق الروح ليضيء عتمة الحيرة، فالحق لا يحتاج إلى صراخ ليُسمع، بل يحتاج إلى ثبات ليُرى.

​عدالة السماء: صرخة المظلوم سهم لا يخطئ

​بين الظالم والمظلوم فجوة لا يردمها إلا القصاص العادل. قد يظن الظالم أن قوته تحميه، لكنه يجهل أن "دقة قلب المظلوم" تهز أركان العروش. إن انتصار المظلوم على الظالم ليس مجرد احتمال، بل هو ضرورة كونية؛ فالظلم ظلمات، والعدل هو العمود الذي يرتكز عليه سقف السماء.

​سمو الأخلاق في مواجهة التوحش

​لا يستوي الفكر المتفتح الذي يبني الجسور، مع الفكر المتزمت الذي يبني الجدران. إن الفكر المتفتح هو رئة العالم التي يتنفس بها الإبداع والسلام، بينما الفكر المتوحش ليس إلا انتحاراً للعقل وتدميراً للإنسانية. وفي نهاية المطاف، تذوب الأخلاق الرديئة تحت شمس الأخلاق السامية، كما يذوب الجليد أمام لهب الحقيقة.

​خاتمة مؤطرة بالأمل:

إن انتصار الحق على الباطل ليس "معجزة" ننتظرها، بل هو "ثمرة" نغرسها بكل فعل صادق، وبكل كلمة حق، وبكل لحظة تسامح. ستظل الغلبة دائماً للأنقى، والأبقى، والأرقى.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق