منطق التاريخ.. لماذا تنتصر القيم السامية في النهاية؟
في قراءة معمقة لتاريخ الحضارات، نجد أن الصراع بين المتناقضات الأخلاقية لم يكن يوماً مجرد صدام عابر، بل هو المحرك الأساسي للتطور البشري. إن المعركة بين الصدق والكذب، وبين سعة الصدر والحقد، ليست معركة خاسرة للقيم كما قد يتوهم البعض في لحظات الانكسار.
تشير القراءة الواعية للواقع إلى أن "دولة الكذب" مهما اتسعت، تظل هشة تفتقر إلى الجذور، بينما يمتلك الصدق قوة ذاتية تجعله يطفو دائماً على سطح الحقيقة. وبالمثل، فإن الفكر المتفتح القائم على قبول الآخر والحوار، أثبت تاريخياً أنه الأقدر على البقاء والابتكار، في حين أن الفكر المتزمت المتوحش ينتهي دائماً بالتآكل الذاتي والعزلة.
إن انتصار المظلوم على الظالم ليس مجرد أمنية شاعرية، بل هو نتاج طبيعي لاختلال موازين القوى الأخلاقية التي تؤدي في النهاية إلى سقوط الباطل. إن الأخلاق السامية هي "العملة الصعبة" التي تزداد قيمتها كلما سادت الأخلاق الرديئة، لتؤكد في النهاية أن البقاء للأصلح روحاً وفكراً.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق