الخميس، 25 ديسمبر 2025

رسالة من القلب: الفصل الأول محطة وليس نهاية الطريق

أبنائي التلاميذ، بناتي التلميذات..

​مع انقضاء الفصل الدراسي الأول، أقف معكم وقفة فخر بكل مجهود بُذل، ووقفة أمل لكل طموح لم يتحقق بعد، لقد ظهرت النتائج، وبين أيديكم الآن حصاد الفترة الماضية؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله وليستزد، ومن وجد غير ذلك فلا يبتئس، فما هي إلا جولة في معركة النجاح الطويلة.

​إلى الفائزين بالمعدل وما فوق

​مبارك لكم هذا التميز، ومبارك لنا ولأهاليكم هذا النجاح، إن تفوقكم اليوم هو ثمرة سهركم واجتهادكم، لكن تذكروا دائماً أن "الوصول إلى القمة صعب، لكن الحفاظ عليها أصعب". اجعلوا من هذا المعدل دافعاً للوصول إلى الأفضل، ولا تركنوا إلى الراحة، فالعلم بحر لا يرتوي منه إلا الصابرون.

​إلى الذين لم يحالفهم الحظ في المعدل

​يا أبنائي، لا تتركوا لليأس طريقاً إلى قلوبكم، ولا تجعلوا من "الرقم" قيداً يحطم أحلامكم، فالسنة الدراسية ما زالت في بدايتها، وأمامكم فصلان كاملان قادران على قلب الموازين.

​حتى وإن كان معدلك "سبعة"، اعلم أن هذا الرقم ليس قدراً محتوماً، بل هو جرس إنذار يدعوك للاستيقاظ، والنجاح لا يحتاج إلى معجزات، بل يحتاج إلى:

​الثقة بالله أولاً: فهو المعين لمن استعان به.

​الثقة بالنفس: آمنوا يقيناً في قلوبكم أنكم "تستطيعون"، فالإرادة تصنع المستحيل.

​الجد والاجتهاد: استبدلوا الكسل بالعمل، والتردد بالعزيمة.

​"العثرة ليست سقوطاً، بل هي بداية النهوض بقوة أكبر".

​قصة للأمل والاعتبار

​أتذكر جيداً في سنوات مضت، تلميذة في السنة الثالثة متوسط، كانت صدمتها كبيرة حين حصلت في الفصل الأول على معدل سبعة بفاصلة، ظن الجميع أنها لن تنجح، لكنها لم تستسلم لليأس، اتخذت من ذلك المعدل الضعيف وقوداً للاجتهاد، واتبعت النصائح التي وجناها للتلاميذ، وبذلت أقصى طاقتها في الفصلين الثاني والثالث، وكانت النتيجة أنها انتقلت إلى السنة الرابعة بإعتزاز وفخر.

​يا أبنائي..

النجاح ينتظر من يطرق بابه بقوة لا تنظروا إلى ما فات، بل انظروا إلى ما هو آت, اجعلوا من الفصل الثاني صفحة بيضاء تكتبون فيها قصة نجاحكم بإرادتكم الصلبة.

​بإذن الله، وبفضل كدّكم، سنحتفل جميعاً بنجاحكم في نهاية السنة.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق